بيان حال طائفة العصرانيين الضالة عقيدة ومنهجاً وفقهاً


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فقد ظهر في الآونة الأخيرة تيار ونابتة جديدة يسموَن بالعصرانيين، وهؤلاء في باب التوحيد من غلاة المرجئة، لأن التوحيد عندهم الكلمة، من قال: لا إله إلا الله بلسانه فهذا يكفي، فهم كرامية هذا العصر ولا كرامة لهم.



ولهم عقائد ومناهج و أصول في العقيدة والفقه هي:



1 ـ ففي باب التوحيد والإيمان من غلاة المرجئة (كرامية ) ويضاف إلى ذلك التميّع والانهزامية فيهما.

2ـ السعي إلى إلغاء باب الكفر بالطاغوت وباب المرتد من كتب الفقه، وإلغاء باب التكفير بحق وتسمية ذلك تطرف وغلو، وخارجية وحرورية وتيار تكفيري.

3ـ إلغاء باب الجهاد وتسميته تطرف وغلو، واستبداله بالجهاد السياسي الهش على الطريقة العلمانية.

4ـ في باب المصدر والتلقي، فهم معتزلة يقدمون العقل على النقل، وزادوا على المعتزلة القدماء بالسير على ما يسمى بالمنهج التجريبي وهو أن الأصل الشك في كل شيء حتى المسلمات العقدية إلى أن تثبت، وزادوا على المعتزلة تقديم الهوى ومتطلبات العصر الحديث على النص.

5ـ وفي باب الفقه تتبع الرخص، والأخذ بأسهل ما قيل وأنسب وأخف ما قيل بحيث يركبون من ذلك فقهاً جديداً ويميلون فقهياً إلى أن يوافق الأطروحات العلمانية وما يوافق النظام العالمي الجديد، وما يوافق الأهواء، وتسمية ذلك فقه تيسيرº خصوصاً قضايا المرأة والحكم والسياسة وما يُسمونه بالفن والغناء والتمثيل وما يتعلق بالحرية، والتصوير، والأزياء واللباس، وطريقتهم في ذلك استعراض خلاف العلماء، وكل قول قيل، وكل شاردة وواردة وكل هفوة وزلة، فما وافق الوقت والعصر فهو الراجح فهذه أسباب الترجيح عندهم، وهذا أصل مبتدع في هذا الباب، ومن باب المكر والحيلة فبدل أن يقولوا هذا يوافق العصر والهوى يجعلون لافتة لهم للوقاية من الشناعة والذم فيقولون: قال به العالم الفلاني.

6 ـ موقفهم من الإجماع التشكيك والرد، لأنه عائق في بعض القضايا المهمة عندهم.

7ـ موقفهم من الاجتهاد فتحه على مصراعيه لكل من هب ودب، واتخاذه ذريعة رسمية لكي يقولوا ما يناسبهم باسم الاجتهاد.

8ـ موقفهم من الصحابة والسلف عموماً التحقير والازدراء.

9ـ موقفهم من التاريخ الإسلامي تناوله بحقد وتشويه ودس، والاهتمام بما شجر بين الصحابة واستغلال ذلك للتشويه بهم، باسم التصحيح والتبيين والحوار.

10ـ موقفهم من أي دولة إسلامية ترفع شعار الإسلام الصحيح وتطبق الشريعة تطبيقا صادقاً، موقفهم موقف العداء كموقف العلمانيين وكموقف الغرب التشويه والتشنيع والاتهام بالغلو والتطرف والاستعجال.

11ـ من أصولهم محاولة تعويد الناس على الخلاف وإطلاع العامة على ذلك لكي لا ينبذهم الناس ويرفضونهم وإنما يتسترون خلف لافتة أن المسألة فيها خلاف فلماذا التشدد والمعارضة؟.

12ـ موقفهم من العلماء وطلبة العلم مختلف حسب مصالحهم، فالعلماء وطلبة العلم عندهم ثلاثة أقسام:

أ ـ قسم يحاولون إسقاطهم وتشويه سمعتهم وذلك عبر ثلاث مراحل المرحلة الأولى محاولة إلصاق تهمة أنهم يكفرون الحكام، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهو اتهامهم بأنهم يكفرون العلماء وقد تقتضي المرحلة أن يُعيّنوا علماء مشهورين لإتمام قوة الإسقاط، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى مرحلة اتهامهم بأنهم يكفرون المجتمعات وعموم الناس وهذا آخر سهم في هذا الباب، وبالطبع يحاولون اصطياد كلمات من المتشابه والكلام العام لهؤلاء العلماء المراد إسقاطهم أو حمّال الأوجه للتدليل على صدق الاتهام.

ب ـ القسم الثاني علماء لهم اجتهادات واختيارات لكن لم يُراعوا فيها السياسة الشرعية، فهؤلاء يحاول العصرانيون اجتذابهم وتبنيهم لأن هذه الاختيارات تخدم مذهبهم.

ج ـ القسم الثالث يعتبرونهم حياديين بالنسبة لهم، لا لهم ولا عليهم فهؤلاء إن كانوا من المشهورين اهتموا بحيادهم وفرحوا به، لأن المرحلة تقتضي تقليل الجبهات، وإن كانوا ليسوا من المشهورين فيتركونهم.

13ـ موقفهم من الصحوة محاولة تمييعها وتشتيتها وتهيئتها لتقبل الواقع والتنازلات.

14ـ موقفهم من المرتدين و أهل البدع مهزوز، فيميلون إلى التعاطف معهم والدفاع عنهم وعن رموزهم، والتعاطف مع الأقليات المنحرفة.

15ـ رفع شعار الحرية والحوار لكن بغير الضوابط الشرعية.

16ـ موقفهم من الشعائر الدينية والأركان الخمسة أما بالنسبة للتوحيد فقد سبق.

أ ـ أما الصلاة فيميلون إلى التسهيل فيها حسب الإمكان والمتاح من الأقوال التيسيرية، فصلاة الجماعة في المسجد سنة ويجوز إمامة المرأة للرجال، ويجوز الجمع مطلقاً، وتارك الصلاة مطلقاً ولو مدى الحياة لا يكفر.

ب ـ الزكاة وهى الشعيرة الوحيدة التي يميلون إلى التشدد فيها على خلاف بينهم أيضاً، لأن الذي يناسب المعنيين والمتنفذين اليوم مع التدهور الاقتصادي الإكثار في جبي الأموال، وتوسيع الأموال الزكوية لهم ، مع أن بعضهم أكثر تعاطفاً مع الناس فيميل إلى التقليل من ذلك.

ج ـ الحج ولهم منسك عجيب فيه قائم على تقصد الترخص، فالوقوف في عرفة ومزدلفة يكفي فيه لحظات ودقائق وحط الرحل، ويجوز تقديم الهدي قبل عرفة ويجوز الذبح بغير بهيمة الأنعام، والرمي للجمرات على مدار أربع وعشرين ساعة, وليس بواجب لأنه من الشعائر الخاصة بإبراهيم - عليه السلام -، ويجوز تقديم طواف الإفاضة قبل عرفة قياساً على تقديم المفرد والقارن للسعي، والرمي صباح يوم الثاني عشر ثم التوكيل في بقية الحج، وهذا المنسك قابل للتطوير نحو تيسير أكثر إذا تم اكتشاف قول شاذ في المستقبل.

د ـ في الصيام أيضاً تقصد للترخصات.

17 ـ أما في المعاملات المالية فيميلون إلى تحديث وتطوير كتاب البيوع والمعاملات المالية الأخرى إلى الإباحية فيها بما يوافق النظم المالية المعاصرة وبما يوافق مصالح البنوك المعاصرة، والنظم العالمية الجديدة.

18ـ أما ما يُسمى بالأحوال الشخصية من النكاح والطلاق والإرث وغير ذلك فنحو مزيد من التيسير والترخص، إلا في الطلاق فإنهم يميلون إلى التضييق على الزوج في استخدام هذا الحق ومحاولة نزعه منه أو بعضه وجعله في يد الزوجة أو القاضي موافقة لأسيادهم الغربيين، أما الإرث فلازالوا حتى الآن لم يجرؤ على ما يقوله العلمانيون من المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث وإنهم منه قرب قوسين أو أدنى.



والخلاصة أنهم اتخذوا دينهم لعباً.



هذه هي أُصولهم وقد يستحدثون أُصولاً أُخرى لأنهم لازالوا في طور التكوين وعمرهم الزمني لا يتجاوز سنوات وقد ساهمت بعض الصحف والمنتديات الصريحة أو المنتديات التي تدعي الصدق ورفع شعار الإسلام والفضائيات في نشر مذهبهم، ولهم قيادات عالمية وإقليمية ومحلية في كل مكان فيه صحوة قوية وقد كثّر سوادهم في السنوات الأخيرة المنهزمون والمتميعون من الإسلاميين.



طريقتهم في الدعوة إلى مذهبهم مع المبتديين:

1 ـ ويبدؤون مع المبتدئ بتعويده على الخلاف وتشكيكه في كل قول فقهي وأن المسألة فيها خلاف.

2 ـ وتعويده على الانهزامية والنقاش في المسلمات كخطوة أُولى لتعويده على ما يسمى بالمنهج التجريبي.

3 ـ ودفع صغارهم ( وكلهم صغار ) ومتوسطيهم إلى الكتابة في الصحف أو المنتديات التي ترحب بهم بجرأة في الموضوعات الخطرة وتوريطهم بها حتى يصعب عليه الرجوع فيما بعد ويصبح هو طرفاً وحلقة من التيار وهو خياره الوحيد.

4 ـ الاهتمام بالمناطق والأماكن التي فيها انفتاح أكثر لأنها هي البيئة التي يصطادون فيها، وينبت فيها غرسهم القبيح ـ قبحهم الله وأخزاهم ـ.

5 ـ الاهتمام بأنصاف طلبة العلم والدعاة أو الذين كان لهم تاريخ إسلامي مشرق ثم انحرفوا عنه إما هوى وشهوة أو بدعوى الاجتهاد، فيهتمون بهؤلاء لأنهم هم الذين يمكن إقناعهم والبداءة بهم، ولكي يجعلوهم رأس حربة لهم ولآفته يمكن خداع الناس بهم.



ذكرنا ذلك وقلناه تحذيراً للناس منهم وبراءة للذمة ومجاهدة لهم بقدر الاستطاعة نسأل الله الإعانة والتوفيق .

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply