بسم الله الرحمن الرحيم
هم من أهل السنة من حيثية، وليسوا منهم من حيثية أخرى.
أما من حيث توليهم الصحابة وأمهات المؤمنين، فهم من أهل السنة في مقابل الرافضة الذين يكفرون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضوان الله عليهم، وكذا أمهات المؤمنين، ويتكلمون فيهم بما لا يقوله مسلم ولا يقره عاقل، وصدق من قال:
قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟، قالوا: أصحاب موسى - عليه السلام -.
وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟، قالوا: أصحاب عيسى - عليه السلام -.
وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟، قالوا: أصحاب محمد - عليه الصلاة والسلام -.
أما من حيث أبواب الاعتقاد فهم على خلاف مع أهل السنة في كثير منها، ومن هذه الحيثية فليسوا منهم. فهم مخالفون لهم:
في الأسماء والصفات، حيث يثبتون سبع صفات هي:
الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام..
وينفون باقي الصفات أو يأولونها.
وفي القدر هم جبرية، قالوا بالكسب، وحقيقة الكسب يؤول إلى الجبر، أي أن العبد مجبور وليس له اختيار أو مشيئة.
وفي الإيمان هم على مذهب جهم في أن الإيمان هو التصديق بالقلب، وقد يضيف بعضهم قول اللسان. وفي القرآن يقولون بالكلام النفسي، أي أن الله - تعالى -لم يتكلم بالقرآن.
وهم يجعلون أول الواجبات الشك والنظر، أي أن أول ما يكلف به العبد إذا بلغ أو أسلم أن يثبت وجود الله - تعالى -، وقد يلزمونه أن يشك أولا في جميع ما سبق مما فطر عليه، ثم يبدأ من جديد في اكتساب العقيدة.
ومن ذلك أن مصدر التلقي عندهم هو العقل، بمعنى أن العقل إذا عارض النقل ـ على حد تعبيرهم، وإلا فالعقل السليم لا يعارض النقل الصحيح ـ قدم العقل على النقل.
وهم ينفون الحكمة من أفعال الله - تعالى -.. إلى غير ذلك..
وكل ذلك خلاف ما عليه أهل السنة الجماعة.
فأهل السنة يقولون بإثبات جميع الأسماء والصفات على ما يليق به، وقاعدتهم:
إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل.
وهم يثبتون للعبد مشيئة واختيارا، وهي تحت مشيئة الله واختياره.
وهم يقولون الإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح.
وهم يقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق، تكلم به، منه بدأ، وإليه يعود.
وهم يقولون إن أول الواجبات هو توحيد الله - تعالى -، لحديث معاذ: (إنك تأتي قوما أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله)..
فأول الواجبات توحيد الألوهية، لا توحيد الربوبية، فتوحيد الربوبية ثابت في الفطرة لا يحتاج إلى استدلال إلا لمن فسدت فطرته، ولا يحتاجها عموم الناس، لكن عناية الأشاعرة منصبة في توحيد الربوبية دون الألوهية، وهو تحصيل حاصل، إذ إن توحيد الربوبية حاصل بالفطرة، وقد كان المشركون يقرون به لكن لم ينفعهم ذلك عند الله لما لم يقروا بالألوهية.
ثم إن أهل السنة لا يفترضون معارضة العقل للنقل، بل يقولون:
العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح..
ومن ثم ليس عندهم مسألة تقديم العقل على النقل.
كما أنهم يثبتون الحكمة والعلة في أفعال الله - تعالى -.
إذاً لا يقال: الأشاعرة من أهل السنة، هكذا بإطلاق، بل بقيد، هم من أهل السنة في الاعتقاد في الصحابة، أما في باقي الأبواب فهم ليسوا منهم.
وإذا كان كذلك فالأصل أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة لمخالفتهم لهم في سائر الأبواب، وإن قيل أنهم من أهل السنة والجماعة فلا بد من القيد السابق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد