الإسماعيلية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 


الإسماعيلية فرقة باطنية، انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ظاهرها التشيع لآل البيت وحقيقتها هدم عقائد الإسلام، تشعبت فرقها، وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر.



فرقها:

1) الإسماعيلية القرامطة:

من شخصياتهم: عبد الله بن ميمون القداح، الفرج بن عثمان القاشاني، حمدان قرمط بن الأشعث.



2) الإسماعيلية الفاطمية:

وهي الحركة الإسماعيلية الأصلية، وقد مرت بعدة أدوار:

1- دور الستر: من موت إسماعيل سنة 143 هـ إلى ظهور عبيد الله المهدي، وقد اختلف في أسماء أئمة هذه الفترة بسبب السرية.

2- بداية الظهور: يبدأ الظهور بالحسن بن حوشب الذي أسس دولة الإسماعيلية في اليمن سنة 266هـ، وامتد نشاطه إلى شمال أفريقيا، واكتسب شيوخ كتامة، يلي ذلك ظهور رفيقه علي بن فضل الذي ادعى النبوة، وأعفى أنصاره من الصوم والصلاة.

3- دور الظهور: يبدأ بظهور عبيد الله المهدي الذي كان مقيماً في سلمية بسوريا ثم هرب إلى شمال أفريقيا، واعتمد على أنصاره هناك من الكتامين، أسس عبيد الله أول دولة إسماعيلية فاطمية في المهدية بأفريقيا (تونس)، واستولى على رقادة سنة 297هـ، وتتابع بعده الفاطميون، وسنة 487هـ بعد وفاة المستنصر بالله (أبو تميم) انقسمت الإسماعيلية الفاطمية إلى نزارية شرقية، ومستعلية غربية، والسبب في هذا الانقسام أن الإمام المستنصر بالله قد نص على أن يليه ابنه نزار لأنه الابن الأكبر، ولكن الوزير الأفضل بن بدر الجمالي نحى نزار وأعلن إمامة المستعلي وهو الابن الأصغر، كما أنه في نفس الوقت ابن أخت الوزير، ووضع نزار في السجن حتى مات، واستمرت الإسماعيلية المستعلية تحكم مصر والحجاز واليمن بمساعدة الصليحيين حتى زوال دولتهم على يد صلاح الدين الأيوبي.



3) الإسماعيلية الحشاشون:

وهم إسماعيلية نزارية بالشام وفارس وبلاد الشرق.

وكان في مصر وقت حرمان نزار شخص فارسي هو الحسن بن الصباح الذي كان حاجاً إلى الأمام المستنصر، ولما شاهد ما حدث من الانقسام عاد إلى بلاد فارس داعياً إلى الإمام المستور، واستولى على قلعة الموت سنة 483هـ، وأسس الدولة الإسماعيلية النزارية الشرقية - وهم الذين عرفوا بالحشاشين (لأنهم كانوا يكثرون من تدخين الحشيش) -.



4) إسماعيلية الشام:

وهم إسماعيلية نزارية، ولا يزال تواجدهم إلى الآن في سلمية والقدموس ومصياف وبناس واخوابي والكهف.



5) إسماعيلية البهرة:

وهم إسماعيلية مستعلية، ويسمون بالطيبية، وهم إسماعيلية الهند واليمن (والبهرة لفظ هندي قديم بمعنى التاجر).

وانقسم البهرة إلى قسمين:

- البهرة الداوودية وهم في الهند وباكستان.

- البهرة السليمانية: ومركزهم في اليمن حتى اليوم.



6) الإسماعيلية الآغاخانية:

ظهرت هذه الفرقة في إيران في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي.



7) الإسماعيلية الواقفة:

وهي فرقة إسماعيلية وقفت عند الإمام محمد بن إسماعيل وهو أول الأئمة المستورين، وقالت برجعته بعد غيبته.



الأفكار والمعتقدات:

ضرورة وجود أمام معصوم منصوص عليه من نسل محمد بن إسماعيل على أن يكون الابن الأكبر، وقد حدث خروج على هذه القاعدة عدة مرات.

العصمة لديهم ليست في عدم ارتكاب المعاصي والأخطاء بل إنهم يؤولون المعاصي والأخطاء بما يناسب معتقداتهم.

من مات ولم يعرف أمام زمانه ولم يكن في عنقه بيعه له مات ميتة الجاهلية.

يضفون على الإمام صفات ترفعه إلى ما يشبه الإله، ويخصونه بعلم الباطن، ويدفعون له خمس ما يكسبون.

يؤمنون بالتقية والسرية، ويطبقونها في الفترات التي تشتد عليهم فيها الأحداث.

الأمام هو محور الدعوة الإسماعيلية، ومحور العقيدة يدور حول شخصيته.

الأرض لا تخلو من أمام (ظاهر) مكشوف أو (باطن) مستور، فإن كان الأمام ظاهراً جاز أن يكون حجته مستوراً، وإن كان الإمام مستوراً فلا بد أن يكون حجته ودعاتهم ظاهرين.

يقولون بالتناسخ، والإمام عندهم وارث الأنبياء جميعاً، ووارث كل من سبقه من الأئمة.

ينكرون صفات الله أو يكادون لأن الله في نظرهم فوق متناول العقل، فهو لا موجود ولا غير موجود، لا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، ولا يقولون بالإثبات المطلق ولا النفي المطلق، فهو إله المتقابلين، وخالق المتخاصمين، والحاكم بين المتضادين، وليس بالقديم وليس بالمحدث، فالقديم أمره وكلمته والحديث خلقه وفطرته.

ومن معتقدات البهرة:

لا يقيمون الصلاة في مساجد عامة المسلمين.

ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة، وباطنهم شيء أخر فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر.

يذهبون إلى مكة للحج لكنهم يقولون أن الكعبة هي رمز على الإمام.

كان شعار الحشاشين (لا حقيقة في الوجود، وكل أمر مباح)، ووسيلتهم الاغتيال المنظم والامتناع بسلسلة من القلاع الحصينة.

يقول الأمام الغزالي عنهم: (المنقول عنهم الإباحية المطلقة ورفع الحجاب، واستباحة المحظورات واستحلالها، وإنكار الشرائع، إلا أنهم بأجمعهم ينكرون ذلك إذا نسب ليهم).

يعتقدون بأن الله لم يخلق العالم خلقاً مباشراً بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية - ويسمونه الحجاب -، وقد حل العقل الكلي في إنسان هو النبي، وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه، فمحمد هو الناطق، وعلي هو الأساس الذي يفسر.

___________________________

مراجع للتوسع:

1) تاريخ المذاهب الإسلامية (الجزء الأول) محمد أبو زهرة.

2) إسلام بلا مذاهب د. مصطفى الشكعة.

3) طائفة الإسماعيلية، تاريخها، نظمها، عقائدها د. محمد كامل حسين.

4) دائرة المعارف الإسلامية مادة الإسماعيلية.

5) الملل والنحل محمد بن عبد الكريم الشرستاني.

6) المؤامرة على الإسلام أنور الجندي.

7) تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة محمد عبد الله عنان.

8) أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية لبرنارد لويس.

9) كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطية محمد بن مالك اليماني الحمادي.

10) فضائح الباطنية لأبى حامد الغزالي.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply