بسم الله الرحمن الرحيم
على المرء ألا يستغرب من وصف الشيعة بأنها دين جديد مختلف عن دين المسلمين، فمن يعرف ويتابع ويطلع على أسس وتعاليم وعقائد وعبادات هذا المذهب المنحرف يعرف كم هو مخالف لدين المسلمين، وكم انحرف عن التعاليم والعقائد الصافية التي أرسل بها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبنظرة سريعة في عقائدهم وطريقة نشأة مذهبهم يعرف الإنسان هذه الحقيقة معرفة يقينية، مع ملاحظة أن الخلاف عند الرافضة كثير متشعب بين أئمتهم وكتبهم، ويكاد يكون في كل مسألة حتى أصول الدين والشريعة عندهم، ولا يكادون يتفقون إلا على مسألة تقديم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على باقي صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما مسألة إلى أي درجة يتقدم؟ ففيها أيضا خلاف بينهم، بين من أوصله إلى مرتبة الألوهية كالبهرة والإسماعيلية والدروز، ومن جعله في مرتبة أعظم من مرتبة النبوة، ومن زعم أن جبريل أرسل في الأصل إلى علي - رضي الله عنه -، ولكنه خان الأمانة فنزل على النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وهلم جرا من تلك الهرطقات والبدع التي يمتلئ بها دينهم.
كيف تكون هذه الفرقة منتمية للإسلام وفيهم من يقول أن القرآن الموجود بين أيدينا منقوص غير مكتمل، وأن بعض الصحابة الكرام أخفوا جزءا منه، وأن الموجود المنقوص الآن محرف بعضه أيضا، بتعمد من بعض الصحابة الحاقدين على آل البيتº حسب زعمهم ورأيهم الفاسد، ويدعي بعضهم أن لدى أبناء فاطمة والأئمة من نسلها بقية القرآن في نسخة صحيحة كما أنزلت، وهذه الفرية لم تكن قديمة بل آذوا بها حتى الصحابي الجليل علي بن أبي طالب الذي قام يوما يقول: (والله ما عندنا إلا ما عند المسلمين، أو ما في هذه الصحيفة من الأحكام)، وكانت صحيفة معروفة من الأحكام والمواريث وغيرها، ويدعون أن هذا القرآن توارثه أئمتهم كابرا عن كابر حتى كان الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي لا وجود له- فأدخله معه في السرداب، ومازال معه منذ أكثر من ألف سنة هناك!!!
وكيف يكون أتباع هذا المذهب الفاسد من المسلمين وفيهم من يخون أمين الله من الملائكة جبريل - عليه السلام - في إيصال الرسالة، ويقول بعضهم في نهاية الصلاة حين يرفعون أيديهم ثلاث مرات بدل الالتفات في الصلاة: خان الأمين، ويكررونها ثلاث مرات.
وكيف يكونون من المسلمين وفي علمائهم الموقرين عندهم- من يرى أن الله لم يخلق السموات والأرض إلا من أجل علي بن أبي طالب وذريته، ومن أجل الأئمة الاثني عشر، وأن الكون لا يستقيم إلا بوجود إمام من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب حتى تقوم الساعة، مع ملاحظة اختفاء الأخير في السرداب مئات السنين.
وكيف يكونون من المسلمين وهم يكذبون محكم التنزيل، وواضح القرآن الكريم، ويتهمون سيدتنا عائشة أم المؤمنين وزوج النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، والصديقة بنت الصديقº يتهمونها بالفاحشة الكبرى والرزية العظمى التي أرسل الجبار جل في علاه الملاك العظيم جبرائيل الأمين لينزل على روح النبي المصطفى - عليه أفضل الصلاة والسلام - ببرائتها في كلام يتلى إلى يوم تقوم الساعة، ثم هم يتلاعبون بكل هذه النصوص ويحرفونها ويؤولونها، ويصرون على قذف أم المؤمنين المكرمة المطهرة، لدافع أنها كانت في الصف المقابل ضد علي في وقعة الجمل الشهيرة، رضي الله عن الصحابة الكرام جميعا.
كيف يكونون من المسلمين وألستنهم تلوك أعراض الصحابة الكرام المرضي عنهم من رب العالمين، تلوكهم سبا ولعنا وقذفا وتكفيرا، وفي علمائهم -صحاب العمائم السود التي لا يوجد تحتها إلا الشياطين- فيهم من يكفر كل الصحابة إلا عليا ومعه بضعة نفر لا يبلغون العشرة، كيف وهم الذين نقلوا لنا الدين والقرآن والسنة، وقد وصف ربنا - تعالى -المسلمين بأنهم ثلاثة أصناف وهم المهاجرون والأنصار، (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)، فكيف وقلوبهم تمتلئ غلا وتفيض قيحا في هذا المجال، والرسول يقول: (لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
ولم يسلم منهم حتى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، والذي نزلت في حقه من الآيات والأحاديث الشيء الكثير، وهو من غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - لأجله في أحد المواقف حين ذهب يعتذر من أحد الصحابة على خلاف بينهما فلم يقبل اعتذارهº فقال - عليه الصلاة والسلام - غاضبا: (هل أنتم تاركوا لي صاحبي، لقد صدقني إذ كذبني الناس، وآمن بي إذ كفروا، وأعانني بماله إذ بخلوا...) وقال (لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنني خليل الله)، فلم يسلم منهم فهم على مر التاريخ يسبونه ويلعنونه ويترأون منه ويتهمونه بالتآمر لأخذ الخلافة على علي رضي الله عن الجميع، وبأنه متآمر خبيث، ورجل زنديقº عليهم من الله ما يستحقون.
وكيف يستقيم لهم دين إذا كانوا يطعنون بكتب السنة الصحاح وغيرها، ولا يعترفون بهاº وفيها الكثير من التعاليم وشرح أسس الإسلام وسنن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولهم من الكتب ما يأخذون أحاديثهم منهº مثل الكافي للكليني وغيره، وهي مليئة بالكذب والزندقة، بل والتناقض أيضا في مسائل كثيرة، وأكثر أحاديثهم ليست مرفوعة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، بل موقوفة ومقطوعة على أبي عبدالله جعفر الصادق، وأسانيدهم مظلمة كليلة المحاق، أو أشد ظلمة.
وكيف يكونون مسلمين وقد كانوا وعلى مر التاريخ- عونا لأعداء المسلمين ضدهم، وطابورا خامسا ضد دول الإسلامº ليس بدءا من أيام ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي أيام التتار حين عاونوهم على القضاء على الخلافة العباسية، وليس انتهاء بالدولة الصفوية، ثم شيعة العراق الذين نرى من آياتهم العجب في هذه الأيام.
وكيف يكون هؤلاء من المسلمين وهم يرون توقف معظم تعاليم دينهم ما دام الإمام ليس موجودا، وهو المختفي منذ أكثر من ألف سنة، فلا جهاد كما تقول كتب الفقه عندهم إلا تحت رايته، ولا صلاة جمعة إلا بحضوره، وكثير من التعاليم الأخرى المهمة، وقد بقت إيران لا يصلى فيها الجمعة عشرات السنين حتى أقيمت أيام الهالك الخميني لأسباب سياسية ولا تقام في مدينة إيران التي يزيد سكانها على خمسة ملايين سوى جمعة واحدة في جامع واحد فقط، وكذلك معظم مدن الشيعة تلك.
وختاما كيف يكون أولئك القوم مسلمين ودينهم يقوم على الكثير من الترهات والهرطقات والشركيات في العبادةº كالتمسح بالقبور وتعظيمها، وقد نهى رسول لله عن ذلك، وفي دينهم وعباداتهم مثل هذه الخرافات من الضرب على الرؤوس بالسيوف والخناجر، وجلد الظهور بالسلاسل، وإسالة الدماء تقربا وعبادة لم يأمر الله بها، ولم يأت النبي للدعوة إليها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد