القنبلة النووية الفارسية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

فرح كثير من المسلمين بالإعلانات المتتالية من السلطات الإيرانية عن التقدم في المجال النووي، وراح الخيال يداعب الكثير من الناس أن السلاح النووي الإيراني (إن نجح تصنيعه) سيكون سلاحا إسلاميا رادعا في وجه الغطرسة الأمريكية، وفي وجه إسرائيل وغيرها من المعتدين الصهاينة والصليبيين، وأنه سيكون قوة مهمة للعالم الإسلامي....

ولكن التاريخ والواقع يخالف هذه الأماني الساذجة.

 

التاريخ أستاذ عظيم لا يحسن بأمة أو مجتمع إغفال دروسه ومواعظه، وكل أمة تغفل قراءة تاريخها ودراسة العبر والأحداث الماضية فإنها تفقد بوصلتها، وتصبح توالي عدوها، وتتقرب من الذئب الذي ينتظر افتراسها، ومن الجزار الذي يشحذ السكين ليذبحها...

والواقع كذلك يتحدث بما يمكن أن يتكرر ويستمر، ولا يمكن إغفاله إلا من أمة من الحمقى والمغفلين.

 

إن التاريخ يؤكد أن طائفة الشيعة الرافضة التي تكون إيران وتسيطر الآن على العراق، ليس لها عدو أكبر ولا أعظم من المسلمين، من أهل السنة.

منذ أيام دخول التتار لبغداد قبل سبعمائة وخمسين سنة، ووقوف الشيعة معهم ومناصرتهم إياهم، واتخاذهم من قبل التتار وزراء ومعاونين، تماما كما يحصل هذه الأيام في العراق....

 

وكذلك أيام الدولة الصفوية في إيران التي قامت قبل حوالي أربعمائة سنة، وكيف كانت توقف تقدم الدولة العثمانية في الفتوحات بأوروبا، وتهاجم ظهر الدولة العثمانية لتنشغل الجيوش العثمانية بالتحرشات الصفوية في العراق، ثم تهاجم الممالك الصليبية في أوروبا الحدود العثمانية هناك لتشغلها عن تدمير الدولة الصفوية وهكذا دواليك.....

إن أدبيات الشيعة الرافضة ممتلئة بالحقد الدفين على أهل السنة بزعم اغتصابهم للخلافة من علي بن أبي طالب، عن طريق أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عن الجميع، ولذلك فهم يعتبرون أهل السنة أعدى أعدائهم، واشد الناس خطرا على الإسلام والمسلمين.

كما أن الواقع في العراق يصدق ذلك التاريخ، بدأ بالتطهير العرقي، ومرورا باغتصاب المساجد، وتعذيب الأسرى، وانتهاك الأعراض، والتكفير، والتهجير، والتعاون مع الشيطان الأكبر (على حد وصفهم)!!!

 

كما أن اضطهاد أهل السنة في إيران واقع آخر ملموس، وكذلك ما فعلته المنظمات الشيعية في لبنان في الثمانينات من تصفية جسدية للفلسطينيين السنة المقاومين في الجنوب اللبناني حينذاك...

 

ومن هذه المنطلقات فإن القنبلة الإيرانية الفارسية تمثل خطرا عظيما على الإسلام والمسلمين، خطرا على بلاد الخليج العربي، الذي تسميه إيران الخليج الفارسي، والذي لا تخفي مطامعها فيه، سواء في البحرين التي تدعي تبعيتها لها، أو في الجزر الإماراتية، أو مضيق هرمز العماني، أو في المنطقة الشرقية السعودية ذات الأغلبية الشيعية...

 

كما أن الخطر على كل بلد مسلم فيه مجموعات شيعية رافضية مسلحة تدفعها إيران للتمرد، ثم تتدخل لحمايتها، تتدخل اليوم بالبيانات والشجب والاستنكار، وقد تتدخل غدا بالتهديد النووي.

لا تخفي إيران حنقها وغيظها من كون الحرمين الشريفين ليسا تحت سيطرة قوى شيعية ضالة، لتنتقص من مكانة الصحابة وآثارهم، وترفع القباب على قبور آل البيت، ويبدأ التمسح والتبرك ومظاهر الشرك بهم، وقد كانت دعت قبل سنوات لإدارة دولية إسلامية للحرمين الشريفين، ورفض طلبها حينذاك، وقد تعيد تقديمه بعد سنوات ولكن بأسلوب تهديدي جديد.

كما أن جماعة الحوثي في اليمن سبب قوي لما يمكن أن تلوح إيران به ضد اليمن من تهديد نووي لإنقاذ الطائفة الاثني عشرية في اليمن من الاظطهاد الممارس ضدها، كما صرحت حوزة السيستاني في العراق قبل عام تقريبا.

 

ولذلك فإن على الدول الإسلامية اتخاذ موقف واضح وقوي ضد هذه الطموحات الفارسية الخطيرة، وموقف مصر ودول الخليج إلى الآن يعتبر موقفا مقبولا، حيث أعلنت مصر أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء امتلاك إيران للسلاح النووي، كما رفضت دول الخليج امتلاك إيران وغيرها في المنطقة لهذا السلاح، وأعلنت سعيها الرسمي لإنتاج الطاقة النووية في دول مجلس التعاون الخليجي.

 

وما يزال موقف باقي الدول العربية والإسلامية تجاه هذا السلاح سلبيا، ويحتاج إلى انتباه وتفعيل، واتخاذ تدابير إيجابية لإيقاف أو تعطيل أو مواجهة هذه الكارثة التي تنتظر المسلمين، وهي السلاح النووي الفارسي.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply