بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...
وبعد:
فإن من علماء السلف من لاحظ مدى تأثر الرافضة باليهود في كثير من معتقداتهم وأحكامهم، وذلك لأن الرفض خرج من عباءة اليهودية وتغذى من كتبها المحرفة منذ أن تظاهر ابن السوداء (عبدالله بن سبأ) بالإسلام وهو يبطن اليهودية فأراد أن يفعل بالإسلام ما فعل بولس بالنصرانية.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وقد أشبهوا اليهود في أمور كثيرة لا سيما السامرة من اليهود، فإنهم أشبه بهم من سائر الأصناف يشبهونهم في دعوى الإمامة في شخص أو بطن بعينه، والتكذيب لكل من جاء بحق غيره يدعونه، وتحريف الكلم عن مواضعه، وتأخير الفطر وصلاة المغرب وتحريم ذبائح غيرهم». [الفتاوى 28/479، 480]
وفي أوجه الشبه الواضحة بين الفريقين، خلق النفاق عند اليهود، والتقية عند الرافضة.
1- النفاق عند اليهود:
يُعد النفاق أحد سمات اليهود وصفة من صفاتهم البارزة في تاريخهم القديم والحديث، وقد بين ذلك رب العالمين في قوله - تعالى -: وَإِذَا لَقُوكُم قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوا عَضٌّوا عَلَيكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيظِ [آل عمران: 119]، وفي قوله جل شأنه: وَإِذَا جَاءُوكُم قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَخَلُوا بِالكُفرِ وَهُم قَد خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعلَمُ بِمَا كَانُوا يَكتُمُونَ [المائدة: 61]، فقلوب اليهود أشربت النفاق حتى صار خُلُقًا لهم في كل زمنٍ, وحين.
وإليك بعضًا من نصوص كتبهم المحرفة التي تؤصل ذلك الخُلق وتؤكده من تعاليم التلمود:
1- «مصرح لليهودي أن يجامل الأجنبي ظاهرًا ليتقي شره على أن يضمر له الشر والأذى».
2- «يحق لليهودي أن يغش الكافر، ومحظور عليه أن يحيي الكافر بالسلام ما لم يخش ضرره أو عداوته، والنفاق جائز في هذه الحالة ولا بأس من ادعاء المحبة للكافر إذا خاف اليهودي من أذاه».
والنفاق عند اليهود ضرورة دينية ومطلب شرعي، وفي أساليبه التي أصلها لهم الحاخامات:
1- طريقتهم في إلقاء السلام على غيرهم، ففي التلمود: «مصرح لليهودي إذا قابل أجنبيًا أن يوجه له السلام ويقول له: الله يساعدك على شرط أن يستهزئ به سرًا».
وهذا ما صنعوه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففضح الله - تعالى -ما في قلوبهم، وكشف ما كان في صدروهم، يقول الله - سبحانه -: وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوكَ بِمَا لَم يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ [المجادلة: 8].
2- إظهار التودد لمخالفيهم بمشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم نفاقًا وخداعًا.
من ذلك قول حاخاماتهم: «إن أنت دخلت قرية ووجدت أهلها يحتفلون بعيد، عليك بالتظاهر بمشاركتهم الابتهاج العظيم لكي تكتم بغضاءك».
بل يصل الأمر عند اليهود، أن يتظاهروا باعتناق دين أعدائهم لخداعهم وكيدهم، ففي التلمود: «إذا استطاع يهودي ما خداع الوثنيين بادعائه أنه من عباد النجوم مسموح له أن يفعل ذلك».
هذا فضلاً عن الأيمان الكاذبة ما دامت هذه الأيمان تخدم مصالح اليهود.
وقد جاء في التلمود: «يجوز لليهودي أن يحلف يمينًا كاذبة، وخاصة في معاملته مع باقي الشعوب».
وفي نص آخر: «على اليهودي أن يؤدي عشرين يمينًا كاذبة ولا يُعرض أحد إخوانه اليهود لضرر ما».
ولقد ورث الرافضة هذا الخُلق الذميم من اليهود، وسموه بغير اسمه، سموه بـ «التقية»، التي تحتل مكانة بارزة ومنزلة عظيمة عندهم، فقد روى الكليني عن جعفر الصادق أنه قال: «التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له».
وعن أبي عبد الله أنه قال: «إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين».
وفي أمالي الطوسي عن جعفر الصادق أنه قال: «ليس منا من لم يلزم التقية، ويصوننا عن سفلة الرعية».
وتارك التقية كتارك الصلاة عند الرافضة، ففي الأصول الأجلة: عن علي بن محمد قال لي داود: «إن تارك التقية كتارك الصلاة».
والتقية عندهم هي كتمان الحق وستر الاعتقاد ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا، وكذا هي إظهار موافقة أهل الخلاف فيما يدينون به خوفًا، ويقول الخميني: «التقية معناها أن يقول الإنسان قولاً مغايرًا للواقع، أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعة وذلك حفاظًا لدمه أو عرضه أو ماله».
[الكشكول: 1/202]
ومن كل التعريفات السابقة يتضح لنا أن:
1- التقية أن يظهر الإنسان لغيره خلاف ما يبطن.
2- أنها تستعمل مع المخالفين وفيما يدينون به.
3- أنها تكون عند الخوف على الدين أو النفس أو المال.
واستعمال التقية على أهل السنة واجب عند الرافضة، وهذا ما صرح به أئمتهم وعلماؤهم، ففي كتاب نعمة الله الجزائري عن الصادق أنه سُئل في مجلس الخليفة عن الشيخين، فقال: «هما إمامان عادلان قاسطان كانا على الحق، فماتا عليه، عليهما رحمة الله يوم القيامة»، فلما قام من المجلس تبعه بعض أصحابه وقال: «يا ابن رسول الله، قد مدحت أبا بكر وعمر هذا اليوم.
فقال: أنت لا تفهم معنى ما قلت: فقال: بَيِّنه لي.
فقال - عليه السلام -: أما قولي: «إمامان» فهو إشارة إلى قوله - تعالى -: وَجَعَلنَاهُم أَئِمَّةً يَدعُونَ إِلَى النَّارِ، وأما قولي: «عادلان»: فهو إشارة إلى قوله - تعالى -: الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم يَعدِلُونَ، وأما قولي «قاسطان» فهو المراد من قوله - تعالى -: وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِـجَهَنَّمَ حَطَبًا، وأما قولي: كانا على الحق، فهو: من المكاونة أو الكون، ومعناه: أنهما كانا على حق غيرهما، لأن الخلافة حق لعلي، وكذا ماتا عليه، فإنهما لم يتوبا بل استمرا على أفعالهما الخبيثة إلى أن ماتا.
وقولي: عليهما رحمة الله، المراد به: النبي - صلى الله عليه وسلم -، بدليل قوله - تعالى -: وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلاَّ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ.
فهو القاضي والحاكم والشاهد على ما فعلوه يوم القيامة، فقال: فرجت عني فرج الله عنك».
[الأنوار النعمانية 1/99]
وهكذا أخي ترى أن التقية من عقائد الرافضة التي شابهت بها اليهود، بل هم في معظم معتقداتهم كالوصية والرجعة وتحريفهم لكتبهم، فهم صنوان في كثير من معتقداتهم وأحكامهم.
والله من وراء القصد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد