آيات يحتج بها الشيعة ( 3 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

{واستعينوا بالصبر والصلاة}

عن الصادق قال: « إذا نزلت بالرجل النائبة والشدة فليصم، فإن الله يقول واستعينوا بالصبر والصلاة» (كشف الغطاء 2/324 لجعفر كاشف الغطاء).

قال الطبرسي: « أي في حوائجكم إلى الله بالجمع بين الصبر والصلاة» (تفسير جوامع الجامع1/100 لأبي على الطبرسي).

وفي زبدة البيان « بأن تصلوا صابرين على تكليف الصلاة» (زبدة البيان ص128 للمحقق الأردبيلي).

وقد فسروا الصبر بالصيام حيث جاء وصف رمضان بأنه شهر الصبر (مدارك الأحكام6/9 للسيد محمد العاملي ذخيرة المعاد 3/494 للسبزواري كشف الغطاء2/324 لجعفر كاشف الغطاء غنائم الأيام).

وعن أبي عبد الله « كان علي - عليه السلام - إذا هاله أمر فزع إلى الصلاة. ثم تلا هذه الآية» (الذكرى للشهيد الأول ص256).

وإن من شيعته لإبراهيم

ألم يكن عليا من شيعة أبي بكر وعمر وعثمان؟

هل تعني هذه الآية أن مذهب التشيع كان معروفا وله وجود في عهد إبراهيم؟

{وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعاً كُلٌّ حِزبٍ, بِمَا لَدَيهِم فَرِحُونَ} (الروم: 32).

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعاً لَستَ مِنهُم فِي شَيءٍ, إِنَّمَا أَمرُهُم إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفعَلُونَ} (الأنعام: 159).

{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا}

هذه الآية حجة على مذهب الإمامية الذين يفضلون الإمام على النبي.

هؤلاء أئمة من بني إسرائيل ليسوا بأنبياء. مع أن الإمامية يفضلون الإمام على النبي.

وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما

يبطل احتجاج الشيعة هذه الآيات:

{فاجتنبوا الرجس من الأوثان}.

{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ} (البقرة185).

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم

هم عند ربهم أحياء لا عندنا. لو كانوا عندنا أحياء لكلمونا وكلمناهم. ولخرجوا من قبورهم.

قال - تعالى -: {ولو سمعوا ما استجابوا لكم} فحتى لو كانوا أحياء لا يسمعوننا كما قال - تعالى -.

وحتى لو كانوا شهداء فإنهم لا يصيرون بذلك شهداء علينا. فإن عيسى قال: {فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}.

{وورث سليمان داود..} وقوله {يرثني ويرث من آل يعقوب}

قبل كل شيء الله آتى سليمان ملكا عظيما.فهل الملك مسبة.لما تطعنون في ملك بني أمية وترضون ملك سليمان.

الآية ما قبل هذه بينت أن الله آتى سليمان وداود علما. قال - تعالى -: {وَلَقَد آتَينَا دَاوُودَ وَسُلَيمَانَ عِلمًا وَقَالَا الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ, مِّن عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ 15}.

فالإرث ليس إرث المال بدليل أن لداود أبناء كثيرين. وفي حصر الإرث بالعلم والنبوة مدح لسليمان لأن الله يختص لميراث النبوة والعلم من يشاء. أما ميراث المال فشرع الله أن تكون للإخوة بالتساوي لا لواحد منهم دون الآخر. ولذلك قال النبي للذي نحل ابنه أرضا دون إخوته الآخرين: أكل ولدك نحلت مثله؟ قال لا. قال: أشهد على ذلك أحدا غيري.

وينزه القرآن عن أن يتضمن أخبارا لا فائدة فيها كأن يحكي خبر إرث الأبناء أموال آبائهم. فإن مثل هذا الخبر مما لا فائدة منه.

 

وكذلك زكريا كان نجارا ولم يترك مالا.

وقول النبي: ((ما تركناه فهو صدقة للمسلمين)) يبطل كل ادعاء بالإرث المادي.

كل من عليها فان ويبقى وجه ربك

قبل أن نذكر لكم معنى الآية نود أن لا يفوتكم أن تفسير الآية عند الشيعة هم الأئمة فإنهم وجه الله.

1ـ قال الصدوق « أي التوجه إلى الله» (من لا يحضره الفقيه1/334).

2ـ لكن المحقق خالفه فقال بأن معنى وجه الله أي أنبياؤه وحججه» ثم تناقض الصدوق وقال بأن معناه النظر إلى الأنبياء والأئمة (عيون أخبار الرضى2/106 الاحتجاج للطبرسي2/190 بحار الأنوار4/3 و31 نور البراهين1/300 مسند الرضا لعزيز الله العطاردي1/19).

3ـ وفي مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب « نحن وجه الله ونحن الآيات ونحن حدود الله» (مناقب آل أبي طالب3/63 مستدرك سفينة البحار10/253).

4ـ وعند المجلسي أيضا « نحن وجه الله» (بحار الأنوار24/192-196 تفسير القمي2/345).

5ـ وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي وجه علي (بحار الأنوار39/88).

6ـ وعند المجلسي « وجه الله أي دينه» (بحار الأنوار4/5).

7ـ وعند المجلسي المتناقض « وجه الله» أي ذاته. (بحار الأنوار4/6).

8 ـ وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي ربك الظاهر بالأدلة ظهور الإنسان بوجهه» (6/323 87/232).

9ـ وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي فثم التوجه إلى الله (بحار الأنوار83/206).

10ـ وعند المازندراني وجه الله أي عنايته وقيوميته (شرح أصول الكافي3/125).

11ـ وروى في مستدرك الوسائل حديث « الدنيا ملعونة ملعون من طلبها وأحبها» (مستدرك الوسائل12/38 مستدرك سفينة البحار3/355). مما يؤكد أنه فهم منها التوجه إلى الله بالعمل وعدم طلب الدنيا بعمل الآخرة. وهذا ما نقوله نحن.

12ـ وعند الشيخ إبراهيم الأنصاري « إن الله - سبحانه وتعالى - هو الوجود المطلق بلا قيد... فجميع الكون هو وجه الله ومظهره» وهذا عنده معنى قوله - تعالى –: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (أولياء الله ص 1).

 

معناها عندنا

{بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن} (البقرة112).

{وَمَن أَحسَنُ دِيناً مِمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ} (النساء: 125).

{وَلا تَطرُدِ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ} (الأنعام: 52).

{وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ}(الكهف: 28).

{وَلا تَدعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلٌّ شَيءٍ, هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ لَهُ الحُكمُ وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ} (القصص: 88).

{وَمَن يُسلِم وَجهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} (لقمان: 22).

{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} (الزخرف: 17).

{أَفَمَن يَمشِي مُكِبّاً عَلَى وَجهِهِ أَهدَى أَمَّن يَمشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ, مُستَقِيمٍ,} (الملك: 22).

هل للوجه معنى واحدا أم معنيين؟

معنى الوجه القصد والتوجه عند الشيعة. فقد قال علماؤكم أن الوجه على معنيين: الوجه المركب الذي فيه عينان.. والوجه بمعنى أول كل شيء وصدره كما قال - تعالى -: {وَقَالَت طَائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجهَ النَّهَارِ وَاكفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ} (آل عمران: 72).. والوجه القصد بالفعل من ذلك قوله - تعالى -: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله} وقال الفرزدق:

وأسلمت وجهي حين شدت ركائبي  * * *  إلى آل مروان بنات المكارم

أي جعلت قصدي وإرادتي لهم. وأنشد الفراء يقول:

 

أستغفر الله ذنبا لهم محصيه  * * *  رب العباد إليه الوجه والعمل

ومنه قولهم في الصلاة: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض. أي قصدت قصدي بصلاتي وعملي. ومنه قوله - تعالى -: {فأقم وجهك للدين القيم}.. والوجه الذهاب والجهة والناحية. (الأمالي3/46-47).

وفسر قوله - تعالى -: {كل شيء هالك إلا وجهه} بمعنى أن كل فعل يتقرب به إلى غيره فهو هالك» (الأمالي3/50).

وجمع الطبرسي بين الآيتين {كل شيء هالك إلا وجهه} وقوله - تعالى -: {ويبقى وجه ربك} أثناء تعليقه على حديث « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» (مكارم الأخلاق453).

 

إذن فالوجه يأتي بمعنى القصد والتوجه

ومعنى الآية ما أريد به وجهه كما قال - تعالى -: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}. أي وجهة دعائهم إلى الله أي الإخلاص في دعائهم لله فقط. لا كما يفعل الشيعة بدعائهم يريدون وجه المخلوقات بدعائهم.

العلماء فسروه بمعنى ما كان وجه العمل فيه إلى الله. مثل الآية الأخرى: كل شيء هالك إلا وجهه.

وقد قال لبيد الشاعر:

ألا كل ما خلا الله باطل

لكن تفسير الشيعة فيه تصريح بأن عليا هو الله. فقالوا: {ويبقى وجه ربك}

 

{وابتغوا إليه الوسيلة}

قال مفسرو الشيعة أي ابتغوا « السبب الذي يقربكم إليه - سبحانه - من فعل الخيرات والأعمال الصالحة» (تقريب القرآن6/83).

وقال أبو علي الطبرسي: « أي أطلبوا إليه القربة بالطاعات» واحتج بقول النبي e « سلوا الله لي الوسيلة» (تفسير مجمع البيان3/327).

وفي البحار « أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي» (بحار الأنوار67/271 تفسير الصافي2/33).

وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (فصلت42).

1 - ما الذي جعلنا نقول إن القرآن ليس له يد. أننا نظرنا إليه فحكمنا عليه بأنه ليس له يد. ولكن من منكم نظر إلى الله فحكم على الله بنفي اليد أو إثباتها؟ فكيف قدمتم النفي على الإثبات؟ هل عندكم من علم بهذا النفي؟

2 كيف علمتم أن صفات سميع بصير يجب إثباتها وعدم تأويلهما؟

3 لا يجوز لكم تأويل السمع والبصر بالعلم. فإن الله قال: إني معكما أسمع وأرى. ويا ويل من نفى عن الله الرؤية وأولها بالعلم. أسأل الله أن يصيبه بالعمى في الدنيا ويذيقهما نار جهنم في الآخرة.

4 - ليس كل كتاب بمعنى المجلد ذو الدفتين.

قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى (الأحقاف30) وهم قد سمعوا آيات والكتاب لا يُسمع.

{وأنزلنا إليك الكتاب } أي آيات الله. فهل أنزل الله كتابا أم آيات؟

{وهذا كتاب أنزلناه } أي آيات منزلة وليس بمعنى مجلدا ذا دفتين.

وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم () وليس معنى الكتاب هنا هو المجلد ذو الدفتين.

يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة () ولم يكن معهم كتاب بل كانت آيات مكتوبة على الصحائف والرقاع والجلد وأكثره محفوظ في الصدور.

وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (آل عمران145).

ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس (الأنعام7).

 

5 قد يقول قائل وهل للكتاب يدان؟

هذا مما تعارف عليه العرب في عرف التخاطب أن ما بين اليدين هو الشيء المتقدم. المقصود به ما تقدمه قبله قال ابن منظور في لسان العرب: «لا أَي أَن الكتب التي تقدّمته لا تبطله ولا يأتي بعده كتاب يبطله».

والقرينة الأخرى ورود لفظ الخلف بعد ذلك.

 

تأملوا هذه الآيات:

1ـ {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} (الأعراف17)

2ـ {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} (9).

3ـ {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (13) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله} (فصلت14).

4ـ {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} (الرعد11).

5ـ {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه} (الأحقاف21).

6ـ {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين} (البقرة97).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply