شبهة حديث الأثني عشر والرد عليه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

  

وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من قريش)

وفي روايات أخرى لهذا الحديث عند أهل السنة والجماعة في الصحيحين وغيرهما (لا يزال أمر هذا الدين قائماً حتى يلي إثنى عشر خليفة كلهم من قريش) هذا الحديث يستدلون به على إمامة الأثني عشر عندهم، فهل الأثني عشر في الحديث الشريف هم الأثنى عشر الذين يقول الشيعة إنهم أئمتهم؟ وإنهم هم المقصودون في هذا الحديث أو لا؟.

هذه دعوى للنظر هل هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة، من هم أئمة الشيعة الأثنى عشر نعدهم:

 علي بن أبي طالب.

 الحسن بن علي.

 الحسين بن علي.

 علي بن الحسين.

 محمد بن علي بن الحسين (الباقر).

 جعفر بن محمد (الصادق).

 موسى بن جعفر (الكاظم).

 علي بن موسى (الرضا).

 محمد بن علي (الجواد).

 علي بن محمد (الهادي).

 الحسن بن محمد العسكري.

 محمد بن الحسن وهو المهدي.

يقولون هؤلاء هم الذين قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يكون بعدي إثنى عشر خليفة) قلنا فلننظر هل هذا الكلام صحيح أو غير صحيح؟.

نقول أولاً جاء في كتب القوم أن الأئمة ثلاثة عشر، في الكافي مثلاً عن أبي جعفر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: (إني وأثني عشر إماماً من ولدي وأنت يا علي سر الأرض) الأثنى عشر غير علي أي ثلاثة عشر هؤلاء وهذا في الكافي ج 1 ص 534.

وجاء كذلك عن جابر أنه قال دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت إثني عشر آخرهم قائمهم. إذا كلمة أثني عشر هذه كلمة غير صحيحة ولذلك جاء في حديث جابر هذا أنه قال: (فعددت إثني عشر آخرهم قائمهم ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي) من هم محمد، محمد الباقر، محمد بن علي (الجواد)، محمد بن الحسن (المهدي)، من هم الثلاثة علي؟، علي بن الحسين (السجاد)، علي بن موسى (الرضا)، علي بن محمد (الهادي) وهذا في الكافي ص 532.

إذاً هم ثلاثة عشر ولذلك ذكرت بعض كتب الشيعة التي تكلمت عن الفرق أن هناك فرقة من فرق الشيعة تسمت بالثلاثة عشر يعني إعتقدت بثلاثة عشر إماماً من هذان الحديثان الموجودان في الكافي يقولان أن الأئمة ثلاثة عشر وليسوا إثني عشر كما يقولون.

 وهنا نقطة مهمة جداً في هذه المسألة، هم يقولون نحن الأثنى عشر وأئمتنا هم فلان وفلان وفلان.. الذين ذكرناهم الآن.. طيب النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بهذا في زمنه بينما نجد أن كبار رواة الشيعة الذين عاصروا الباقر وعاصروا الصادق، الباقر قلنا هو الخامس والصادق هو السادس ولهما تلاميذ أتباع رواة ما كانوا يعرفون أن الأئمة أثنا عشر ولذلك كان الإختلاف يقع بينهم كآل زرارة لما حضره الموت قال (ليس لي إمام وأشار إلا هذا الكتاب وأشار إلى القرآن) رجال الكشي ص 139.

ونجد أن أقطاب الشيعة الكبار زرارة بن أعين، هشام بن سالم الجواليقي و محمد بن النعمان الأحول (شيطان الطاق)، عمار الساباطي هؤلاء يذهبون ويبايعون عبد الله بن جعفر!! ولم يبايعوا موسى بن جعفر بل بايعوا عبد الله بن جعفر الذي هو الأفطح، ولذلك ذكر النوبختي وغيره أن جل رواة الشيعة فطحية لأن جل الروايات عندهم عن جعفر الصادق ومحمد الباقر وجل أتباع محمد الباقر وجعفر الصادق إتبعوا بعد ذلك عبد الله بن جعفر وبايعوه وهو الأفطح ولذلك قالوا جل رواتنا فطحية، وهذا هشام بن سالم يقول: (رجعنا من عبد الله بن جعفر ضلالاً لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد) الكافي ج 1 ص 351.

إذاً قضية أنهم إثنى عشر ومحسومون وأخبر بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا ما كان يعرفه الشيعة الكبار ولذلك فرق الشيعة لم تقل بالأثني عشر، متى جاءت تسمية فرقة الأثني عشر؟..

الأمام جعفر الصادق ما فيه شيء إسمه الأثني عشر وقبله من باب أولى أيام محمد الباقر وعلي بن الحسين والحسن والحسين وعلي ما كان فيه شيء إسمه الفرقة الأثني عشرية.. فيه شيعة، أيام علي بن الحسين شيعة، أيام الباقر شيعة، أيام جعفر شيعة، أيام موسى الكاظم شيعة، أيام علي الرضا شيعة فقط ما فيه شيعة أثنا عشر أبداً وكذا في زمن الجواد والهادي وزمن العسكري شيعة، متى خرجت هذه الفرقة؟..

لما مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد صُدموا ماذا نصنع؟ ما عنده ولد ونحن قلنا الإمامة مستمرة ماذا نصنع؟... قالوا ألفوا له ولد.. ألفوا له ولداً.. ما صدقهم أحد لذلك أخذت أمه الميراث مع أخيه جعفر، ما ظهر له ولد أصلاً، دعوى باطلة، ولذلك هم يردون على الإسماعيلية أنه ليس لإسماعيل بن جعفر ولد... ويردون على الفطحية والفطحية يردون عليهم وهكذا..

 

فهنا كذلك يُقال لهم في دعوى أنه ليس له ولد، من يقول أنه ليس له ولد؟ ولذلك نقول مت جاءت الفرقة الأثنا عشرية.. أيام علي بن أبي طالب مافيه شيء إسمه الفرقة الأثنا عشرية ولا أيام الحسن ولا أيام الحسين - رضي الله عنهم - أجمعين ولا كذلك أيام علي بن الحسين ولا محمد البقر ولا جعفر الصادق - رضي الله عنهم -، بل ولا أيام موسى الكاظم ولا علي الرضا ولا محمد الجواد - رضي الله عنهم - مافيه شيء إسمه فرقة الأثنا عشرية، بعد الجواد علي الهادي والحسن العسكري لا توجد كذلك فرقة إثنا عشرية طيب لماذا لم يُتبنى هذا الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - في بداية الأمر!، لماذا تُبنيى بعد ذلك؟ أتدرون لماذا؟.. لأنه مات الحسن العسكري وليس له ولد.. ماذا يصنعون؟ من أين يأتون له بولد، إدعوا ولداً.. ما صدقهم الناس ولذلك أخذت أمه ميراثه مع أخيه أعني ميراث الحسن العسكري، أين الولد قالوا ولد غائب، وطبيعي جداً أن يكون غائباً لأنه لا يمكن أن يحضر لأنه ليس موجوداً أصلاً، طيب هذا الولد أليس له ولد؟ طبيعي جداً أن لا يكون له ولد لأنه أصلاً لم يُخلق فكيف يُخلق له ولد؟ !! فكان لا بد إذاً أن يقفوا عند الأثني عشر.. ولذلك تسموا بالأثني عشرية، ثم بعد ذلك إما أن يكون سول لهم الشيطان أعني شيطان الجن - أو شيطانهم من شياطينهم من شياطين الإنس فوجد حديثاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر فيه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون بعده إثنا عشر خليفة فقالوا بس.. أثنا عشر وأثنا عشر الرقم نفس الرقم إذاً النبي يخبر عن الثاني عشر.. هذا لا شك أنه لعب بكتاب الله - جل وعلا - ولعب بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولعب على عقول الناس.

 

ولذلك جاءت روايات كثيرة عند الشيعة أن القائم ليس هو محمد بن الحسن المهدي هذه رواية مثلاً تقول: (تابعون قائمون) الكشي ص 373 وقال جعفر عن المهدي

(سمي فالق البحر) الغيبة 46 وقال أيضا (إسمه على إسم حديدة الحلاق) الغيبة 47

لو نظرنا من السابع؟ موسى الكاظم عدوا معي:

علي

الحسن

الحسين

علي بن الحسين

محمد بن علي

جعفر

موسى

موسى هو السابع من هو سمي فالق البحر.. موسى نبي الله موسى، من الذي إسمه على إسم حديدة الحلاق الموس.. موسى إذاً هذا هو القائم، ما كان عندهم شيء إسمه الثاني عشر.. القائم السابع من وين جاءت الثاني عشر؟!!

وكذلك الحديث فيه يقول: (لا يزال أمر هذا الدين قائماً ما ولي إثنى عشر خليفة) الثاني عشر هم يزعمون و يدعون أنه موجود حالياً من سنة 260 ه، عندما مات الحسن العسكري هم يدعون أنه ولد عام 256 من سنة 260 هو موجود.. النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ماذا يقول؟ قال (لا يزال أمر هذا الدين قائماً) (لا يزال الدين منيعاً) (لا يزال الدين عزيزاً ما ولي إثنا عشر خليفة ) طيب وين هذا هل ترون الآن منذ سقوط الخلافة إلى يومنا هذا هل الدين عزيز؟؟!! أنظروا إلى أحوال المسلمين اليوم.. هل الذين عزيز؟، هل الذين منيع؟ هل الإسلام عالٍ, في الأرض... أين إذاً حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - نكذب النبي أو نكذب الذين يزعمون هذه الدعوى يدعونها زوراً ويقولون إنه أخبر النبي بالأثني عشر بهذا الحديث!.

 

كذلك هم يقولون أن أئمتهم كانوا يتقون وكانوا مستترين وكانوا خائفين والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول (الدين منيع) الدين قوي!!

أين الدين قوي والدين منيع مع خوف وإستتار.. إذا كان القائم على الدين خائفاً مستترا متقياً فكيف يكون الدين قائما عزيزا منيعاً ؟!.

ثم إن الحديث ليس فيه حصر يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه في أثناء خلافة إثني عشر خليفاً يكون الدين منيعاً، هل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ولن يحكم غيرهم، وسيتوقف الأمر عند هؤلاء وستقوم القيامة على الثاني عشر من هؤلاء، ما فيه أي شيء من هذا الحديث أبداً، الحديث يتكلم بخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأمور المستقبلية، وكما قال - سبحانه وتعالى - {عَالِمُ الغَيبِ فَلَا يُظهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَدًا 26 إِلَّا مَنِ ارتَضَى مِن رَّسُولٍ, فَإِنَّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ رَصَدًا 27 لِيَعلَمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِم وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيهِم وَأَحصَى كُلَّ شَيءٍ, عَدَدًا 28} فيخبر الله - جل وعلا - نبيه ببعض غيبه ويخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض ما يقع، وهذا من علامات صدق النبي صلوات الله وسلامه عليه.

 

كذلك النبي قال: (كلهم من قريش) وهم يقولون كلهم أولاد علي بن أبي طالب، نحن نعلم علم اليقين لا مرية عندنا في هذا أبداً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وصدق أنه أوتى جوامع الكلم، فهل الذي أوتى جوامع الكلم يقول كلهم من قريش وهم من أولاد علي أصلاً، وهو كما نعلم علم اليقين كذلك أنه أنصح الناس للناس صلوات الله وسلامه عليه، نصوح.. كيف يضيعنا! كيف يقول من قريش وهو يريد علياً وأبناءه، كان يقول علي وأبناء علي وأنتهى الأمر، بل يذكر أسماءهم وينتهي الأمر لكن يقول كلهم من قريش ويعمي المسألة على الناس لماذا!؟ نحن لا نؤمن بذلك أبداّ.. لو كان النبي يريد علياً وأولاده كان يقول علي وأولاده، ولذلك لو جئت أنا وقلت مثلاً سأعطي كل عربي مئة دينار فجاءني العرب إجتمعوا على بابي ماذا تريدون؟

 قالوا نريد مئة دينار، كل واحد منا يريد مئة دينار..

قلت لا عفواً أنا سأعطي الليبيين فقط..

لماذا تعطي الليبيين فقط.. ؟

قلت الليبيين عرب..

قالوا: ونحن عرب!..

قلت طيب أنا ما أخطأت..

قالوا: ولكنك لم تحسن الكلام لو كنت تحسن الكلام لقلت سأعطي كل الليبيين ولا يحتاج أن نأتي أصلاً..

قلت طيب أنا آسف لكن لن أعطي إلا الليبيين إسمحوا لي بارك الله فيكم..

 فرجعوا فإجتمع عندي الليبيون فقالوا: صفا لنا الجو..

قلت ماذا تريدون؟

قالوا: كل واحد مئة دينار..

قلت: لا أنا سأعطي فقط أهل طرابلس.. أما غير أهل طرابلس عفواً لن أعطيهم شيء..

قالوا: لماذا؟

قلت: أنا أريد أعطي فقط أهل طرابلس..

قالوا: أنت قلت كل الليبيين..

قلت: طيب أهل طرابلس ليبيين أو ما هم ليبيون؟..

قالوا: أحسن الكلام.. أنت في الأول أحرجتنا مع العرب والآن أحرجتنا مع أنفسنا وأخرجتنا من الحسبة وضيعت علينا وقتنا.. كان قلت من أول سأعطي أهل طرابلس وإنتهى الأمر..

قلت طيب أنا آسف إسمحوا لي وأعطيت أهل طرابلس..

فأنا هل أُلام على إختيار مثل هذه الكلمات أو لا أُلام ؟؟.. أتريدون أن ننسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (كلهم من قريش) وهو يريد علياً وأبناءه؟!.. أليس كان من الأفضل أن يقول (كلهم من بني هاشم! ) وحتى هذه ما تصلح لإن بني هاشم كثيرون مشكلة هذه.. إذاً كان يجب على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول (كلهم أولاد علي) ويحددهم بأسماءهم يقول الحسن والحسين لإن علي له تسعة عشر ولداً - رضي الله عنه - وذرية الحسين دون الحسن حدد هكذا حتى نقول أوتى جوامع الكلم صلوات الله وسلامه عليه.. ولكن الأمر ليس كذلك.. الأمر أن النبي قال: (كلهم من قريش) ونحن نعتقد يقيناً أن النبي أوتى جوامع الكلم وأن الذين زعموا على النبي أنه لم يؤتَ جوامع الكلم نؤمن يقيناً كذلك أن قولهم مردود لا نقبل قولهم أبداً لأنهم يريدون أن يطعنوا في نبينا ونحن لا نقبل هذا في نبينا صلوات الله وسلامه عليه.

 

القضية إذاً هم إستدلوا العدد على العدد فقط! أثنى عشر خليفة ونحن نؤمن بأثني عشر إذاً هؤلاء هم هؤلاء إنتهى الأمر.. نقول فاتكم أنه جاء في حديث مسلم

(سيكون في أمتي إثنا عشر منافقاً).. هذه مشكلة إذا كانت قضية قضية العدد يوافق فكيف توفقون بين هذه وهذه وتلك إثني عشر خليفة وإثنى عشر إمام وإثنى عشر منافق؟؟ هل كل أثنا عشر هي في أئمتكم أو لا تدبروا هذا الأمر.

لو رجعنا إلى كتاب الله - جل وعلا - ما وجدنا أن الله - جل وعلا - نص على إمامة أحد منهم أبداً، وقد مر بنا أدلتهم من القرآن وبينا أنه لا يصح منها شيء، أين كتاب الله - جل وعلا - عن الإمامة التي هي عندهم أهم من الصلاة وأهم من الزكاة وأهم من الحج وأهم من كل شيء ما ذكرها الله - سبحانه وتعالى - ولا نص على هؤلاء الأئمة الأثني عشر في كتابه العزيز، لما لم ينص الله- تبارك وتعالى -على هذا مع أهمية هذا الأمر هو عندهم أهم ركن من أركان الإسلام.

ذكر الله - جل وعلا - الرسل ورسالاتهم، ذكر الله- تبارك وتعالى -أحوالهم مع أممهم ولم يذكر شيئاً أبداً عن هؤلاء الأئمة لا من قريب ولا من بعيد أتقصير من الله أو دعواهم باطلة إختر أي الأمرين شئت.

ولذلك زيد بن علي بن الحسين - رضي الله عنه - وزيد هذا أخو محمد الباقر عم جعفر الصادق، بن علي زين العابدين، تنتسب إليه طائفة الزيدية، زيد بن علي بن الحسين يقولون إنه جلس مع مؤمن الطاق، ويسميه أهل السنة شيطان الطاق محمد بن النعمان، فقال له: يا أبا جعفر، بعد أن بعث إليه وكان مستخفياً، أخرج معي ساعدني فيما خرجت إليه فقال له شيطان الطاق أو مؤمن الطاق كما يحبون أن يسموه قال: إن كان الخارج أباك أو أخاك فنعم خرجت معك أما أنت فلا. قال يا أبا جعفر يعني الأحول هذا -: كنت أجلس مع أبي على الخيوان طاولة الطعام - فيلقمني اللقمة السمينة ويبردها لي شفقة عليّ ولم يشفق علي من حر النار حيث أخبرك بالإمامة ولم يخبرني أنا!!! أن الإمام بعد علي محمد وبعد محمد جعفر ما أخبرني أبي بهذا على شفقته عليّ وحبه لي، قال: جُعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوتُ وإن لم أقبل فلي أن أدخل.

هذا منطق!!، هذا عقل! لا يخبر ولده بالإمامة لأهم ركن من أركان الدين ويخبر الأجنبي البعيد! ولذلك أصاب أهل السنة عندما سموه شيطان الطاق، الذي يتكلم هكذا مع واحد من أئمة أهل البيت وهو زيد بن علي بن الحسين.

 كذلك هناك قضية مهمة.. هناك شخص إسمه محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب هذا يُقال له النفس الزكية سنة 130 ه خرج هذا الرجل وقال إنه هو المهدي وتبعه أقوام كثير ومن أهل البيت وهذا جد أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب، ليست القضية في خروجه، القضية في أن جعفر الصادق الذي هو في منزلته أمر ولديه موسى الكاظم وعبد الله الأفطح أمرهما أن يخرجا معه تابعين له فإنظما إلى ثورته وهذا في مقاتل الطالبيين ص 244، مع أنهم يروون (أن كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايِع والمبايَع له) بحار الأنوار ج 53 ص 8.

 

أحاديث المهدي لو نظرنا إليها في كتب الشيعة لوجدناها لا تُحصى من كثرتها لا أقول مئات تتجاوز المئات ومع هذا نجد أن جل فرق الشيعة لا تؤمن بالمهدي لماذا؟ خاصة القديمة، الفطحية لا تؤمن بالمهدي، الناووسية لا تؤمن بالمهدي، البترية لا تؤمن بالمهدي، الصالحية لا تؤمن بالمهدي، الكيسانية لا تؤمن بالمهدي، الإسماعيلية لا تؤمن بالمهدي، الجعفرية القديمة لا تؤمن بالمهدي، الموسوية القديمة لا تؤمن بالمهدي..

 

هذه الأحاديث الكثيرة، لماذا كلهم يغفلون عنها بل رواة أحاديث الشيعة الكبار هذه أسمائهم:

عمار الساباطي، عبد الله بن أبي يعفور، أبان بن تغلب، هشام بن الحكم، جميل بن دراج، هشام بن سالم، محمد بن نعمان وظف إليهم زرارة وأسال إن شئت أو إقرأ في رجال الكشي عن هؤلاء ماذا يكونون في رواة الشيعة ؟ !. كل هؤلاء يضيعون بعد جعفر الصادق لا يدرون إلى أين يتوجهون لماذا؟ لأنه ما توجد مثل هذه الروايات كلها روايات متأخرة موضوعة بعد ذلك كُذبت بعد ذلك، ولذلك هذا البياضي مثلاً عالمهم يقول: (إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين، لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك، أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط ) إذاً هذا البياضي يعترف أنه ما فيه نص لعلي، علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده، وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية، إسألوا علمائكم! والله نريد لكم الخير إسألوهم لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله- تبارك وتعالى -لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم، إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد، كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد؟! إذا كانت القصية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لايلزم من الإمامة الحكم، طيب الحسين يقول كذلك لا يلزمني الحكم ويظل إماماً بدون أ، يخرج على يزيد.. لماذا خرج على يزيد؟! سلوهم..

 

لكن أيضاً إسألوهم سؤالاً آخر، لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية؟، مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن، سنة 49 توفي الحسن - رضي الله عنه - وأنتهت خلافة معاوية - رضي الله عنه - سنة 60، من سنة 49 إلى سنة 60 الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية..

فكروا لماذا؟

إما أن تقولوا أن معاوية كان رجلاً صالحاً فهذه جيدة نقبلها منكم، ويزيد ليس بصالح لاشيء فيها هناك كثير من علماء السنة يقولون يزيد ليس بصالح، أنا أقول لك يزيد ليس بصالح لكن لا نسبه نحن لا نتقرب إلى الله بسبه، لكن بدون شك هناك بكثير من هم أصلح منه وأولى منه بالخلافة، لكن لماذا لم يخرج الحسين على معاوية.. ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص للأثني عشر؟!، إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح إنه لا يوجد نص صحيح على شيء إسمه إثني عشر.

 إذاً كان الأمر شورى كما قال علي - رضي الله عنه -: (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن إجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا) نهج البلاغة ص 367.

وقال: (بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد) نهج البلاغة ص 366.

 وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال: (دعوني وألتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً) نهج البلاغة ص 336.. يغش الناس؟ لا والله ما يغش الناس - رضي الله عنه - وأرضاه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply