مصارف الوقف


بسم الله الرحمن الرحيم 

أدت الثقافة السائدة إلى تقزيم دور الوقف ورسخت محدودية مصارفه وقصرها على بناء مسجد أو تأدية حجة أو ذبح ضحية...إلخ حتى تكدست أموال الواقفين في أوعية ضيقة على حساب مجالات اجتماعية وصحية وتعليمية أخرى يحتاجها المجتمع.

 

علماً بأن مفهوم الوقف في تراثنا الإسلامي كان أوسع وأشمل وكان يغطي مصارف واسعة في الحياة العامة حتى إنه وُجد في هذا التراث أوقاف خُصصت لرعاية الحيوانات المنقطعة والإنفاق عليها.

 

وفي عز الحضارة الإسلامية كان الوقف يشمل المكتسبات والبيمارستانات والأربطة... وغيرها.

 

أما الآن فإن معظم المؤسسات الاجتماعية والصحية والتعليمية تحقق مواردها من أوقاف هائلة القيمة حيث تصل أوقاف بعض الجامعات الأمريكية إلى (2) مليار دولار.

 

في المقابل- ورغم الوفرة المادية- فإن معظم مؤسساتنا الخيرية والاجتماعية- دون المؤسسات الصحية والتعليمية، تعاني من هشاشة أوقافها وضعف مواردها.

 

لذلك فإننا نحتاج لـ«مؤسسة عامة» للعناية بهذا القطاع المبعثر وبث ثقافة جديدة تأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع وإعادة النظر في مصارف الوقف التقليدي الذي لا يخرج عن دوائر ضيقة تجاوزتها حاجات المجتمع وضروراته.

 

ويمكن لهذه المؤسسة -في حال قيامها- لعب دور كبير في تذليل العقبات التي يعانيها الراغبون في الوقف الصحي أو التعليمي... إلخ كالحصول على التراخيص والأراضي وحلحلة جملة من العقد التي يواجهها بعض الراغبين في الوقف مع بعض الأجهزة الحكومية والتي لها أول وليس لها آخر.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply