مرويات آل البيت في كتبنا أكثر منها في كتبكم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد،،،

فإجابة على السؤال الموجه إلينا من جريدة الوضوح والذي مضمونه خلو فقه دواوين السنة في المذهب السني من أقوال ومرويات آله البيت - رضي الله عنهم - فما هو السبب وهل لوجود الدول الأموية أثر في ذلك؟

والجواب:

أن حب آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو جزء من الإيمان فلا يحبهم إلا مؤمن ولا يكرههم إلا منافق...وأن الجيل الأول من آل بيت رسول الله كعلي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم - مبشرون بالجنة فهم جزء من أهل السنة والجماعة إن لم يكونوا هم أركان السنة وهم باقي الصحابة والجماعة..

ولقد أعتمد سلف الأمة في تقرير كثير من مسائل العقيدة على أقوال آل البيت كقول جعفر الصادق (كلام الله ليس بمخلوق منه بدأ وإليه يعود) ذكره اللاكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية.

كما اعتمد أهل السنة على روايات آل البيت بشكل كبير فروايات علي بن أبي طالب في البخاري مع المكرر (98) وغير المكرر (34) ورواياته - رضي الله عنه - في صحيح مسلم (38) حديثا..

بل وروايات علي - رضي الله عنه - في الصحيحين أكثر من روايات أبي بكر وعمر وعثمان مجتمعة..

وأما فاطمة فلها حديث واحد في البخاري لا ثاني له..

وأما الحسين فله حديثان عن أبيه علي - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتاب الجمعة برقم (1127) وكتاب فرض الخمس برقم (3091) من صحيح البخاري ومثله في صحيح مسلم..

وأما فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - فليس لها في الصحيحين غير حديث واحد ذكره البخاري في كتاب المغازي برقم (4462) لما حضرت الرسول - صلى الله عليه وسلم - الوفاة فقالت فاطمة - عليها السلام -: واكرب أباه! فقال ليس على أبيك كرب بعد اليوم)..

ولقد امتلأت كتب أهل السنة بروايات أهل البيت فمجمل مرويات محمد الباقر في الكتب التسعة (240) رواية وروايات جعفر الصادق (143) رواية بل ذكر ابن كثير في الباعث الحثيث أن أصح الأسانيد عند أهل السنة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما هو اختيار أبو بكر ابن أبي شيبة صاحب المصنف هي رواية الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي - رضي الله عنهم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..

وفي المقابل فإن أصح كتب الشيعة كتاب الكافي..

ومجمل الروايات فيه عن علي - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليع وسلم هي (66) رواية و (802) رواية أقواله - رضي الله عنه -..

بينما روايات علي - رضي الله عنه - في الصحيحين (90) حديثاً..

ومجمل الروايات المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكافي عن الحسن رواية واحدة وعن الحسين كذلك وأما فاطمة - رضي الله عنها - فليس لها في الكافي كله إلا (2) رواية ولا شيء مرفوع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..

وقد روى أهل السنة للإمام الرابع محمد الباقر في كتبهم أكثر مما رووا لأبي بكر الصديق..

فأحاديث الصديق في مسلم (9) روايات..

وأحاديث محمد الباقر في مسلم (19) حديثاً..

وأحاديث الصديق في سنن النسائي (22) حديثاً..

وأحاديث محمد الباقر في سنن النسائي (56) حديثاً..

وقد أخرج أصحاب الكتب السنة المعتمدة عند أهل السنة (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه) للإمام جعفر الصادق عدا البخاري فقد أخرج له حديثان في الأدب المفرد ولم يخرج له في الصحيح كما لم يخرج لأبي حنيفة ولا للشافعي ولا لأحمد إلا (2) حديث على وفق الشروط التي وضعها...

وقد كتب أهل الحديث كتباً في فضائل ومرويات آل البيت ككتاب فضائل علي أو الخصائص الكبرى للنسائي..

وكتاب د. علي الصلابي موسوعة علي - رضي الله عنه - في (900) ورقة وله كتاب الخليفة الخامس الحسن - رضي الله عنه - ولم يؤلف في الحسن كتاب مثله..

وتحت الطبع كتاب الحسين للدكتور علي الصلابي..

وكتب الإمام محمد أبو زهر كتاب الإمام جعفر الصادق - رضي الله عنهم - أجمعين..

ونوقشت في كلية الشريعة بجامعة الكويت رسالة ماجستير للشيخ عثمان الخمسين بعنوان \" مرويات الحسن والحسين - رضي الله عنهما - في كتب السنة \"..

وأما في الفقه فالأصل المعتمد في الحج حديث جابر - رضي الله عنه - الذي يفصل حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي مروية من طريق جعفر الصادق..

وقد شحنت كتب الفقه بآراء العترة الطاهرة وارجع إن شئت إلى نيل الأوطار للإمام الشوكاني بدأ من كتاب الطهارة ومروراً بكتاب الصلاة والصوم والزكاة والحج والبدع والجنابات والعتق وأمهات الأولاد والقضاء على اعتبار أن آل البيت هم جزء من علماء السنة وفقهائها...

بل ذكر الأوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية رواية وإن كان فيها ضعف قال أبو حنيفة لولا السنتان لضاع النعمان، أي التي قضاها أبو حنيفة النعمان عند جعفر الصادق يطلب عليه العلم...

وجعفر الصادق - رضي الله عنه - يقول ولدني أبو بكر مرتين

الأولى نسباً لأن أبا بكر خاله والثاني علماً لأنه طلب العلم على خاله القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أحد فقهاء المدينة السبعة..

ويعتمد أهل السنة كثيراً على فتاوى الإمام زيد بن علي - رضي الله عنه - وأما في التفسير فقد شحنت كتب التفسير عند أهل السنة بأقوال جعفر الصادق - رضي الله عنه -، كما في تفسير ابن كثير في سورة الصافات عند قوله (إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين).

وفي تفسير القرطبي في سورة آله عمران عند قوله (لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وعند قوله (فاستجاب لهم ربهم) وقوله (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً)

وفي المائدة وفي الأعراف وفي سورة إبراهيم وفي سورة النحل على ما هول مفصل في الجدول المرفق بالجزء والصفحة.

انظر. روايات الإمام جعفر الصادق في كتب التفسير عند أهل السنة.

التفسيـــــر الســــــورة الجــــــزء رقـــم الصفحـــة الطبعــــة

------------------------

تفسير ابن كثير سورة الصافات آية 139 الجزء السابع صفحة رقم 34 طبعة دار إحياء التراث العربي

تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 18 الجزء الرابع صفحة رقم 40 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 96 الجزء الرابع صفحة رقم 137 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 190 الجزء الرابع صفحة رقم 309 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة المائدة آية 27  الجزء السادس صفحة رقم 133 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة الأعراف آية 199 الجزء السابع صفحة رقم 344 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة إبراهيم آية 6  الجزء التاسع صفحة رقم 342 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة النحل آية 97  الجزء العاشر صفحة رقم 174 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة (ن) والقلم آية 1 الجزء الثامن عشر صفحة رقم 223 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة (ن) والقلم آية 51 الجزء الثامن عشر صفحة رقم 254 طبعة دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة (يس) آية 1  الجزء الخامس عشرصفحة رقم 3 دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي مقدمة المؤلف   الجزء الأول صفحة رقم 1 دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة الفاتحة آية 1  الجزء الأول صفحة رقم 108 دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة الرحمن آية 31  الجزء السابع عشرصفحة رقم 110 دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة الجن آية 1  الجزء التاسع عشر صفحة رقم 1 دار الكتب العلمية

تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 159       الجزء الرابع صفحة رقم 148 دار الكتب العلمية

 

ولقد حرص أهل السنة على عدم الإكثار في الرواية عن الإمام جعفر الصادق والإمام محمد الباقر - رضي الله عنهما -.. لكثرة من يروي عنهم من الكذابين كما ذكر عن أحد أتباع الإمام جعفر قال كان الإمام جعفر رجلاً صالحاً وكان يأتيه الخلق من كل مكان فيسمعون منه الكلمة ويزيدون عليها تسعاً وتسعين كلمة..

فلعلو مكانة آل البيت عند أهل السنة دققوا في كل رواية عنهم.. وأما كون الوضع السياسي وحكم بني أميه له أثر في ذلك فهذا غير صحيح لسين

الأول: الواقع مما سبق ذكره يكذب هذا الادعاء.

والثاني: أن عصر التأليف والتصنيف والتدوين بدأ مع بداية القرن الثالث الهجري أي بعد سنة 200 هـ أي بعد نهاية سقوط الدولة الأموية..

ولم تظهر المذاهب الفقهية والمدارس الحديثية إلا في بدايات العصر العباسي بدأ من الإمام أحمد المولود في 164هـ ثم البخاري 194هـ ثم مسلم 204هـ ثم أبو داود 202هـ ثم الترمذي 209هـ ثم النسائي 214هـ ونهاية ابن ماجه 207هـ..... الخ ولقد اهتم أهل السنة بأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيراً رواية ودراية وتدقيقاً بخلاف ما ذكر في الكافي وهو أصل كتب الشيعة الاعتماد على فتاوى وأقوال آل البيت فالفرق بين التراثين واضح...

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،،،

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply