قصة العالم الرباني مع مؤلف مبتدع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله وبعدº

كثيرٌ من المسلمين يجهلون العلامة الفقيه محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية، هذا الإمام الذي آتاه الله قوة في الشخصية، وقوة في الصدع بالحق، وكان ذا هيبة، ويحسب لكلامه ورأيه ألف حساب، من قرأ فتاويه علم ما لهذا الرجل من علم غزير، وفهم بواقع الأمة، وقوة في الصدع بالحق.

ومن خلال القراءة في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - نجد أن له مواقفاً قويةً من أهل البدع وخاصة الرافضة، ومن هؤلاء مؤلف كتاب \" أبو طالب مؤمن قريش \"، وهو رجل يدعى \" عبد الله الخنيزي \" فماذا حصل بين الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - والرافضي عبد الله الخنيزي؟

 

سأترككم مع القصة، ثم ننظر ما يرد منكم من تعليقات على القصة.

جاء في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية -، والتي جمعها ورتبها وحققها الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم (1/250):

 

محاكمة داعية للرفض

من محمد بن إبراهيم إلى...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشير إلى خطاب سموكم رقم... .... القاضي بالموافقة على تعيين الشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ عبد العزيز بن رشيد، والشيخ محمد بن عودة للجلوس لمحاكمة عبد الله الخنيزي. ونعرض لسموكم أن المذكورين أنهوا مهمتهم واتخذوا بصددها القرار المرفق.

والذي أراه أنه يسوغ قتل هذا الخبيث تعزيرا لأن ما أبداه رأس فتنة إن قطع خمدت، وإن تسوهل في شأنه عادت بأفظع من هذا الكتاب من بدعة هذه الطائفة من صاحب هذا الكتاب أو من غيره. وقتل مثل هذا تعزيرا إذا رآه الإمام ردع للمفسدين وحسم لمادة البدعة، وسد لهذا الباب. فإن قضية هذا الرجل هي أول واحدة من نوعها، وهذه النابغة تمس مأخذ المسلمين وحججهم، والقدح فيها تسبب في إسقاط حجيتها وساطع برهانها. فإن الذي لدى المسلمين في معتقداتهم وعاداتهم ومعاملتهم وفروجهم وأحكام دمائهم ومستند ما يحكمون به في محاكمهم أصلان عظيمان وكل أصل سواهما راجع إليهما ومستمد منهما ألا وهما الكتاب والسنة لا طريق لهما إلينا إلا من طريق أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فمتى فشا الطعن في جنسهم زالت الثقة، ووجد أخصام الإسلام ثغرة منها يتخذون سلطة على أهل الإسلام.

 

والله يحفظكم ويتولاكم، وينصر بكم دينه، ويجعلكم السور الحصين على هذا الدين، واليزك الغيور على صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ا. هـ.

 

وجاء في موضع آخر من \" فتاويه \" (12/187 190):

3902 تعزير مؤلف كتاب (أبو طالب مؤمن قريش)

 

من محمد بن إبراهيم إلى... سلمه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبالإشارة إلى المعاملة الواردة منكم برقم... وتاريخ 10 / 11 / 1381هـ المتعلقة بمحاكمة عبد الله الخنيزي - فإنه جرى الإطلاع على المعاملة الأساسية ووجدنا بها الصك الصادر من القضاة الثلاثة المقتضي إدانته، والمتضمن تقريرهم عليه يعزر بأمور أربعة:

(أولاً): مصادرة نسخ الكتاب وإحراقها كما صرح العلماء بذلك في حكم كتب المبتدعة.

(ثانيا): تعزير جامع الكتاب بسجنه سنة كاملة، وضربه كل شهرين عشرين جلدة في السوق مدة السنة المشار إليها بحضور مندوب من هيئة الأمر بالمعروف مع مندوب الإمارة والمحكمة.

 (ثالثا): إستتابتهº فإذا تاب وأعلن توبته، وكتب كتابه ضد ما كتبه في كتابه المذكور، ونشرت في الصحف، وتمت مدة سجنه خلي سبيله بعد ذلك، ولا يطلق سراحه وإن تمت مدة سجنه ما لم يقم بما ذكرنا في هذه المادة.

 (رابعاً): فصله من عمله، وعدم توظيفه في جميع الوظائف الحكومية، لأن هذا من التعزير.

هذا ما يتعلق بالتعزير الذي قررته اللجنة. وبعد استكماله يبقى موضوع التوبة يجري فيه ما يلزم إن شاء الله. والسلام عليكم. (ص / ف 27 في 10 / 1 / 1382هـ)

 

(توبته)

من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وفقه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبالإشارة إلى خطاب جلالتكم رقم... في 14 / 3 / 1382هـ بشأن عبد الله الخنيزي مؤلف كتاب (أبو طالب مؤمن قريش) وما رأى جلالتكم من إحضاره لدينا وأخذ إعترافاته كتابة بالتكذيب لما كتبه.

ونفيد جلالتكم أننا استدعينا المذكور، وقرر التوبة المرفقة، والتزم بالكتابة والنشر في الصحف ردا على ما افتراه في كتابه، كما أخذنا عليه التعهد بعدم إعادة طبع الكتاب أو الإذن لأحد بطبعه، ومتى حصل ذلك فإنه معرض للعقوبة. ونعيد إلى جلالتكم أوراق المعاملة. والله يحفظكم. (ص / ف 496 في 2 / 4 / 1382هـ).

 

(إعترافه بالخطأ خطيا)

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا عبد الله الخنيزي مؤلف كتاب (أبو طالب مؤمن قريش) أعترف بأن كتابي المذكور يشتمل على ما يأتي:

1- الجزم بإيمان أبي طالب.

2- إنتهاك حرمة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: برمي بعضهم بالزنا، وتفسيق البعض، وتكفير البعض، ونسبة البعض إلى أخذ الرشوات مقابل وضع الحديث واختلاقه على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

3- أحاديث مختلقة على النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمدت عليها في الكتاب المذكور.. أعترف بوقوع هذه الأشياء في كتابي (أبو طالب مؤمن قريش) وأنني إذ أعترف بذلك أقر بخطئي في ذلك جميعه، وأتوب إلى الله من هذه الأشياء، وأعتقد في أبي طالب بما صح به الحديث أنه مات على ملة عبد المطلب وهي الكفر، وأقول في جميع الصحابة إنهم أفضل الخلق بعد الأنبياء، وأن نصوص الكتاب والسنة الدالة على فضلهم تشمل من تكلمت في شأنهم في الكتاب المذكور، وأبرىء جنابهم من جميع ما رميتهم به من الزنا والفسق والكفر وأخذ الرشوات مقابل الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأترضى عن جميع الصحابة، وأعتبر الطعن فيهم طعنا في الشريعة لأنهم نقلتها، كما أني تائب إلى الله من ذكر الأحاديث الموضوعة. وأعتقد الإمساك عما شجر بين الصحابة، وأقول إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون. وخطؤهم مغفور لهم، كما أني تائب إلى الله من ذكر الأحاديث الموضوعة التي ذكرتها في هذا الكتاب ونسبتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذرا من الوعيد الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: \" مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِن النَّارِ \" وفي رواية: \" مَن قَالَ عَلَيَّ مَا لَم أَقُل فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِن النَّارِ \". وكما أعلن توبتي من هذه الطامات التي تعتبر جناية علي الشريعة الإسلامية ومنكرا وزورا وبهتانا أتعهد بأن أرد ما في الكتاب المذكور من الأخطاء ردا مفصلا مستمدا من كتب المعتبرين عند أهل الحق. هذا وأسأل الله أن يقبل مني توبتي، ويجزي عني من صاروا سببا في هذه التوبة خير الجزاء. وصلى الله علي محمد وآله وصحبه وسلم. (توقيعه).

كما أني أتعهد بعدم إعادة طبع الكتاب من قبلي وعدم الإذن مني لمن شاء إعادة طبعه وعليه أوقع

 2 / 4 / 1382هـ. (توقيعه).

هذا ما جرى لمؤلف كتاب \" أبو طالب مؤمن قريش \".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

خسئتم

03:19:01 2020-05-04

بارك الله بالشيخ الخنيزيري الذي أظهر الحق فابي طالب مؤمن قريش يخفي إيمانه