تاريخ مذاهب الشيعة الإمامية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله.

أما بعد…

لقد مر التشيع في عدة أطوار:

 

أولا: الشيعة الأولى:

وهم الذين كانوا في وقت خلافة أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - قد عرفوا حقه وجاهدوا معه وقد استشهدوا معه، ومن ظل منهم كان قائما بطاعته ومحبته وتعظيمه ومن هؤلاء عبدالله بن عمر – رضي الله عنه - ، وهؤلاء لم ينتقصوا أحدا من الصحابة فضلا عن تكفيرهم وسبهم وهؤلاء لم يتخلفوا عن أهل السنة بأي شيء وإن سموا بشيعة علي –رضي الله عنه -.

 

ثانيا: الفرقة الثانية من الشيعة:

وهم الذين يفضلون عليا – رضي الله عنه - على سائر الصحابة – رضي الله عنه - من غير سب لهم أو بغض ومن هؤلاء أبي سعيد يحيى بن عمير، وهؤلاء جاؤوا بعد ثلاثة سنوات من الفرقة الأولى وضلوا على الصراط المستقيم دون الانحراف عن السنة ولم يبتدعوا لأنفسهم كتب مستقلة أو علماء أو عقيدة جديدة.

 

الثالثة: الشيعة السبئية:

وهم الذين بدأوا بسب الصحابة إلا قليلا منهم كسلمان الفارسي وغيره من الصحابة - رضي الله عنهم - القليلين جدا، وينسبون الكفر والنفاق - وحاشاهم - إلى الصحابة - رضي الله عنهم - ومنهم من يزعم بارتداد جميع الصحابة الذين حضروا غدير خم وبايع غيره، وهذه الفرقة ظهرت في عهد علي - رضي الله عنه - وقد أشعل نار هذه الفرقة عبدالله بن سبأ اليهودي الصنعاني، وقد أنكر علي - رضي الله عنه - هذه المقولة وتوعد لمن يفضله على أبي بكر - رضي الله عنه - و عمر - رضي الله عنه - وقال - رضي الله عنه -\"لئن سمعت أحد يفضلني على الشيخين - رضي الله عنهما - لأحدنه الفرية \" وعندها خشي القوم من علي - رضي الله عنه - فأصبحوا ينشرون ذلك في المجالس وبين القوم فقال - رضي الله عنه -\"لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل \" ثم نفى ابن سبأ إلى المدائن قائلا \" لا تساكني في بلدة أبدا \" وعندها كل الصحابة والصالحين تراجعوا عن لقب الشيعة تحرزا من الالتباس و دمجوا أنفسهم مع أهل السنة والجماعة ولذلك قال الواقدي \" فلان كان من الشيعة لا ينافي ما وقع في غيرها أنه كان من رؤوس أهل السنة \" فالمراد بالشيعة هم الشيعة الأولى ولذلك كان الشافعي ينظم كثير من الأبيات في حب آل البيت وهذا لا ينافي عقيدة السنة والجماعة.

 

الرابعة: الشيعة الغلاة:

وهم القائلين بألوهية علي - رضي الله عنه - ونحو ذلك من الهراء والخزعبلات التي صموا بها آذان الدنيا ومنهم أبي الحديد، وظل هذا الغلو بين مد وجزر فهم في زيادة كلما زاد الجهل وهم في نقص كلما علم الناس إلى يومنا هذا، وقد أشعل علي - رضي الله عنه -النار في هؤلاء لكي يرجعوا عن هذا القول ولكنهم أبوا إلا الكفر الصريح، وبين هذا المد والجزر ولدت الشيعة الإمامية الإثني عشرية لتكون مع باقي الفرق الشيعية نسيج خيوط التشيع، ولتكون أحد أرجل الأخطبوط الشيعي الذي أراد تطويق العقيدة الإسلامية.

 

الخامسة: الشيعة الامامية الاثنى عشرية:

وهم القائلون بإمامة علي الرضا بعد أبيه موسى الكاظم ثم إمامة ابنه محمد النقي ثم ابنه العسكري ثم ابنه محمد المهدي، وقد ظهرت هذه الفرقة في سنة مائتين وخمس وخمسين.

وقد ابتدعت هذه الفرقة فهي لم تغلو بألوهية علي صريحة ولم تعد للفرق الصحيحة الأولى، فاعتقدت بمشاركة علي للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقولهم بالرجعة والبداء وبتحريف القرآن وانفردوا بكتبهم وعلمائهم الذين زينوا لهم هذه الاعتقادات ووضعوا لها أصول من اختلاقهم، وقد أحدث ووضع أصول لهذا المذهب قوم منافقين ليس لهم من الدين شيء استندوا على مبادئ قوم عاقبهم علي - رضي الله عنه - في حياته فقتل بعضهم وحرق آخرين و هرب قوم آخرين منهم وجلد آخرين، فهذه الفرقة تسير داخل إطار فرقة الشيعة الغلاة بما يعتقدون من عقائد بل ويترأسونها أحيانا كثيرة، ولذلك فمن القرن الثاني إلى اليوم لا يوجد شيعي غير غال لوجود أصول قد وضعت على هذا الغلو ولذلك يقول المامقاني \"إن ما كان يعده قدماؤنا غلو أصبح من ضروريات المذهب في الوقت الحالي - تنقيح المقام - و لذلك فهم لا يعترفون بدين أو توجيه إلا عن طريقهم فقال قائلهم \" لا تأخذ معالم دينك عن غير شيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، الذين اؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة الله ورسوله والملائكة ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة \" -رجال الكشي - ويكفي من هذا القول أن تعرف عقيدة القوم، وهذا كله ثمرات العقيدة الفاسدة المبنية على مصادر وأسس وقواعد بل ومراجع كتبها قوم بريئون من الإسلام والإسلام منهم براء ولذلك نسبوا لأئمتهم أقوال من عند أنفسهم لكي يستشهدوا بها فلا يرجون لقول رسول أو قول قرآن فهما محرفان، إما بمجابهة باقي الفرق فيحملون الآيات ما لا تحتمل و يقولون الرسول ما لم يقل …ولا يعترفون بإسناد أو رجال وكلها عقيدة وضعها لهم علمائهم الذين عاقبهم علي - رضي الله عنه - بنفسه، ثم ينتسبون له.

 

______________________________________

المصادر:

تبديل الظلام وتنبيه النيام

تنقيح المقام التحفة الاثنى عشرية

منهاج السنة النبوية

مختصر التحفة الاثنى عشرية

أصول الشيعة الاثنى عشرية

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply