الرافضة شر من تحت أديم السماء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذه تكملة لما بدأناه من ذكر اعتقاد الرافضة - قاتلهم الله - وسنبدأ بذكر تاريخ خروجهم، وما هي فرقهم؟ وبعض عقائدهم - والله المستعان، وبالله التوفيق -:

 

أولاً: متى ظهرت فرقة الرافضة:

نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي اسمه (عبد الله بن سبأ ) ادَّعى الإسلام، وزعم محبة آل البيت، وغالى في علي - رضي الله عنه - وادعى له الوصية بالخلافة، ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية، وهذا ما تعترف به الكتب الشيعية نفسها.

قال القمي في كتابه (المقالات والفرق) ص 10 - 21، يقر بوجوده ويعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته، وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، كما قال به النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) ص 19 - 20، وكما قال به الكشي في كتابه المعروف بـ (رجال الكشي)، والاعتراف سيد الأدلة، وهؤلاء جميعهم من كبار شيوخ الرافضة.

قال البغدادي: (السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي - رضي الله عنه - وزعم أنه كان نبياً ثم غلا فيه حتى زعم أنه الله).

وقال البغدادي كذلك: (وكان ابن السوداء - أي ابن سبأ - في الأصل يهودياً من أهل الحيرة، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصياً، وأن علياً - رضي الله عنه - وصي محمد - صلى الله عليه وسلم -).

وذكر الشهرستاني عن ابن سبأ أنه أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي - رضي الله عنه- وذكر عن السبئية أنها أول فرقة قالت بالتوقف بالغيبة والرجعة، ثم ورثت الشيعة فيما بعد - رغم اختلافها وتعدد فرقها - القول بإمامة علي وخلافته نصاً ووصية، وهي من مخالفات ابن سبأ، وقد تعددت فيما بعد فرق الشيعة وأقوالها إلى عشرات الفرق والأقوال.

وهكذا ابتدعت الشيعة القول بالوصية والرجعة والغيبة، بل القول بتأليه الأئمة اتباعاً لابن سبأ اليهودي. انظر أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي (1 / 22 - 23).

 

ثانياً: لماذا سمي الشيعة بالرافضة؟

هذه التسمية ذكرها شيخهم المجلسي في كتابه (البحار) وذكر أربعة أحاديث من أحاديثهم. انظر البحار للمجلسي ص 68 - 96.

ويجدر بالذكر هنا أن بحار الأنوار للمجلسي يعتبر من مراجعهم الحديثة المتأخرة، وهو كتاب ملفق أي أن مؤلفه المجلسي لم يؤلفه كاملاً بل ألف بعضه وسرق البعض الآخر وكتب على الغلاف تأليف: المجلسي!!

وقيل سموا رافضةº لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين، فقالوا: تبرأ من أبي بكر حتى نكون معك، فقال: هما صاحبا جدي بل أتولاهما، قالوا: إذن نرفضك، فسموا رافضة، وسمي من بايعه ووافقه زيدية.

وقيل سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر، وقيل سموا بذلك لرفضهم الدين. انظر مقالات الإسلاميين (1 / 89).

ومهما كان السبب فهم رفضوا الدين والإسلام، وتولوا اليهود والنصارى فهنيئاً لهم!!

 

ثالثاً: إلى كم تنقسم فرق الشيعة؟

جاء في كتاب دائرة المعارف أنه (ظهر من فروع الفرق الشيعية ما يزيد كثيراً عن الفرق الثلاث والسبعين المشهورة). دائرة المعارف (4 / 67).

بل جاء عن الرافضي مير باقر الداماد أن جميع الفرق المذكورة في الحديث، حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، هي فرق الشيعة وأن الناجية منهم فرقة الإمامية، ومير باقر هذا هو محمد باقر بن محمد الأسد، من كبار شيوخ الشيعة.

وذكر المقريزي أن فرقهم بلغت (300) فرقة. انظر الخطط للمقريزي(2 / 351).

وقال الشهرستاني: (إن الرافضة ينقسمون إلى خمسة أقسام: الكيسانية والزيدية والإمامية والغالية والإسماعيلية). الملل والنحل للشهرستاني ص 147.

وقال البغدادي: (إن الرافضة بعد زمان علي - رضي الله عنه - أربعة أصناف زيدية وإمامية وكيسانية وغلاة). الفرق بين الفرق للبغدادي ص 41.

مع ملاحظة أن الزيدية ليست من فرق الروافض باستثناء طائفة الجارودية، قال - تعالى -: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء).

 

رابعاً: عقيدة البداء التي يؤمن بها الرافضة:

البداء هو بمعنى الظهور بعد الخفاء، أو بمعنى نشأة رأي جديد، والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله، لكن الرافضة تنسب البداء إلى الله.

جاء عن الريان بن الصلت قال: (سمعت الرضا يقول: ما بعث الله نبياً إلا بتحريم الخمر، وأن يقر لله البداء). أصول الكافي ص 40.

وعن أبي عبدالله أنه قال: (ما عبد الله بشيء مثل البداء). أصول الكافي (1/ 331). - تعالى - الله عن ذلك علواً كبيراً.

انظر أخي المسلم كيف ينسبون الجهل إلى المولى - سبحانه وتعالى - وهو القائل - جل وعلا - عن نفسه: ((قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)) النمل آية: 65.

وفي المقابل يعتقد الرافضة أن الأئمة يعلمون كل العلوم، ولا تخفى عليهم خافية كما سبق.

فهل هذه عقيدة الإسلام التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، ونسأله حسن الخاتمة.

 

خامساً: عقيدة الرافضة في الصفات:

وكان الرافضة أول من قال بالتجسيم، وقد حدد شيخ الإسلام ابن تيمية أن من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء الروافض هو هشام بن الحكم. انظر منهاج السنة (1 / 20).

وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبدالرحمن القمي، وأبو جعفر الأحول. انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 97.

وكل هؤلاء المذكورين من كبار شيوخ الاثنا عشرية، ثم صاروا جهمية معطلة كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين بالصفات السلبية التي ضمنوها الصفات الثابتة له - سبحانه -، فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول إنه - تعالى - ( لا يوصف بزمان، ولا مكان، ولا كيفية، ولا حركة، ولا انتقال، ولا شيء من صفات الأجسام، وليس حساً، ولا جسمانياً، ولا صورة). التوحيد لابن بابويه ص 57، فسار شيوخهم على هذا النهج الضال مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة.

كما أنهم ينكرون نزول الله - جل شأنه -، ويقولون بخلق القرآن، وينكرون الرؤية في الآخرة جاء في كتاب (بحار الأنوار) أن أبا عبد الله جعفر الصادق سئل عن الله - تبارك وتعالى -: هل يرى يوم المعاد؟ فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، إن الأبصار لا تدرك إلا ما له لون وكيفية، والله خالق الألوان والكيفية.

بل قالوا: لو نسب إلى الله بعض الصفات كالرؤية حكم بارتداده، كما جاء ذلك عن شيخهم جعفر النجفي في كتاب (كشف الغطا) ص 417، علماً أن الرؤية حق ثابت في الكتاب والسنة بغير إحاطة ولا كيفية كما قال - تعالى -: ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)).

ومن السنة ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال:

كنا جلوساً مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: (إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته)، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة لا يسعنا ذكرها.

سبحان الله؟!! إن الأباضية المبتدعة يقرون نفس عقيدة الروافض - قاتلهم الله جميعاً -، ولذلك نرى الأباضية لا يردون على الرافضة بل يتولونهم ويحبونهم لأنهم جميعاً يعتقدون اعتقاد الجهمية والمبتدعة فلا عجب ولا غرابة، وكما قيل سابقاً: إذا عرف السبب بطل العجب!

 

سادساً: اعتقاد الرافضة في القرآن الكريم الموجود بين أيدينا:

إن الرافضة التي تسمى في عصرنا بالشيعة يقولون: إن القرآن الذي عندنا ليس هو الذي أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل قد غُيَّر وبُدل، وزيد فيه ونقص منه، وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه: (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) ص 32.

وقال محمد بن يعقوب الكليني في (أصول الكافي) تحت باب (أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة): (عن جابر قال: سمعت أبا جعفر يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده).

وذكر أحمد الطبرسي في (الاحتجاج)، والملا حسن في تفسيره (الصافي) أن عمر قال لزيد بن ثابت: إن علياً جاءنا بالقرآن، وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار.

وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر عليّ القرآن الذي ألفه، أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر: ما الحيلة؟ قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر: ما حيلته دون أن تقتله ونستريح منه، فدبَّر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك، فلما استخلف عمر سألوا علياً - رضي الله عنه - أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال عمر: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال: هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه، ولا تقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)، أو تقولوا: (ما جئتنا)، إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه) الاحتجاج للطبرسي ص 225، وكتاب فصل الخطاب ص 7.

ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيدة التقية، فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن.

ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين أحدهما معلوم، والآخر خاص مكتوم، ومنه أسقط من القرآن آية وهي:(وجعلنا علياً صهرك) زعموا أنها أسقطت من سورة (ألم نشرح)، وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن السورة مكية، ولم يكن علي صهراً للنبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة.

 

سابعاً: عقيدة الرافضة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

تقوم عقيدة الرافضة على سب وشتم وتكفير الصحابة - رضوان الله عليهم - ذكر الكليني في (فروع الكافي) عن جعفر - عليه السلام -: (كان الناس أهل ردة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاثة: فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي) فروع الكافي للكليني، ص 115.

وذكر المجلسي في (حق اليقين) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له: (لي عليك حق الخدمة، فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال: إنهما كانا كافرين، الذي يحبهما فهو كافر أيضاً)حق اليقين للمجلسي ص 522.

تنبيه: لابد من الإشارة إلى أن علي بن الحسين وأهل البيت أجمع يتبرؤون من هذا كله الذي افتراه عليهم الرافضة - قاتلهم الله أنى يؤفكون -.

وفي تفسير القمي عند قوله - تعالى -: ((وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)) قالوا: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان). تفسير القمي ص 218.

ويقولون في كتابهم (مفتاح الجنان): (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما … إلخ. مفتاح الجنان ص 114.

ويعنون بذلك أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة.

وفي يوم عاشوراء يأتون بكلب ويسمونه عمراً، ثم ينهالون عليه ضرباً بالعصى ورجماً بالحجارة حتى يموت، ثم يأتون بسخلة ويسمونها عائشة، ثم يبدؤون بنتف شعرها وينهالون عليها ضرباً بالأحذية حتى تموت. تبديد الظلام وتنبيه النيام للشيخ / إبراهيم الجبهان - حفظه الله - ص 27.

كما أنهم يحتفلون باليوم الذي قتل فيه الفاروق عمر بن الخطاب، ويسمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بابا شجاع الدين - رضي الله عن الصحابة أجمعين وعن أمهات المؤمنين -.

انظر أخي المسلم ما أحقد وما أخبث هذه الفرقة المارقة من الدين، وما يقولونه في خيار البشر بعد الأنبياء - عليهم السلام - والذين أثنى الله عليهم ورسوله وأجمعت الأمة على عدالتهم وفضلهم، وشهد التاريخ والواقع والأمور المعلومة الضرورية بخيرتهم وسابقتهم وجهادهم في الإسلام.

 

ثامناً: أوجه التشابه بين اليهود والرافضة:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وأية ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود، وذلك أن اليهود قالوا: لا يصلح الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي.

وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل السيف، وقالت الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء.

واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم، وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم.

واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن.

واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة.

واليهود تبغض جبريل يقولون هو عدونا من الملائكة، وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد.

وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى، ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعاً، وكذا الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلونها.

وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين:

سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟

قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.

أقول: هنيئاً للرافضة مشابهتهم لليهود والنصارى بل قد فاقوهم باطلاً وضلالاً والعياذ بالله.

أفبعد هذا كله يتجرأ من يحسب نفسه على العلم، ويثني على هؤلاء الضلال؟!

والرجل مع من أحب، والذي يثني عليهم ويحضر مجالسهم فهو منهم رضي أم أبى، بل هو أشر منهم لأنه محسوب على المسلمين - ولا حول ولا قوة إلا بالله -، هذا غيض من فيض مما احتوته عقيدة الرافضة من ضلالات وكفر - والعياذ بالله - ولنا لقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة من هذه السلسلة.

والحمد لله رب العالمين.  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply