طقوس عاشوراء عند الرافضة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حققت وكالة رويترز للأنباء خبطة صحفية لا تقدر بثمن عندما حصل مندوبها في النبطية بلبنان على الصورة التي يشج فيها لبناني شيعي رأس ابنه بالسيف في الاحتفالات التي جرت بذكرى عاشوراء.

وهكذا يقدم بعض أصحاب الفرق المنحرفة الدليل بعد الآخر على ادعاءات أعداء الإسلام، الصورة تلقفتها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية وأفردت لها صفحات الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيات لتثبت دموية المسلمين وهمجية طقوسهم وبعدها عن الفطرة، إحدى شركات الأفلام الغربية أنتجت فيلماً تسجيلياً بعنوان: \"سيف الإسلام\" ادعت فيه حب المسلمين للعنف، وولعهم بسفك الدماء، ولم تجد أفضل من احتفالات عاشوراء لدى الشيعة التي يسيلون خلالها دمائهم لإثبات صحة اتهام المسلمين بالدموية.

إن ما تراه من إجرام في حق هذا الطفل البريء هوعبادة في (دين) الرافضة! ذلك هوما يسمونه بـ(التطبير).

ومن طقوسهم أيضاً تقديسهم لكربلاء وتفضيلم لها على مكة المكرمة، ومحاولاتهم للنيل من الكعبة، والتطاول على قدسيتها:

قال جعفر: (إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وأمنه، فأوحى الله إليها أن كفي وقري، ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري، وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاَ مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم) كامل الزيارات ص 270 بحار الأنوار ج101ص109.

 

ضرب القامات والصدور:

إن ضرب القامات وشق الصدور والنحيب إحدى خرافات القوم التي يدعي القوم أنها أحد وسائل التقرب لله بها، وكأنهم أضافوا على الله عبادة لم يشرعها وقد يكون الرسول نساها فقاموا بها هم.

 

وصف الضرب:

يقوم القوم في مناسباتهم الدينية التي تختلف عن السنة من مقتل الإمام علي - رضي الله عنه - ومقتل الحسين وغيرها من قصص اختلقها القوم لهذه العبادة ولكي يبينوا حزنهم على آل البيت، وهذه العبادة تستعمل في كل أرض بها شيعة، ولكنها تتضح بوضوح أكبر في أجزاء من باكستان وإيران والهند والنبطية في لبنان، وهم يختلفون بالوسائل التي يستعملونها في هذه العبادة، ففي الخليج يضربون الصدور والقامات باليد المجردة من باب أنهم واعين ومتحضرين، وفي باكستان ولبنان يضربون القامات باستعمال السيوف والخناجر لسكب الدماء وجرح الجسم، وفي مناطق أخرى بالسلاسل مما صاحب ذلك من قصائد الحزن وكلمات الرثاء لآل البيت، وسب آل أمية وسب الصحابة لكي يرضوا الله بذلك، ولا ننس البكاء والعويل والنحيب رجالاً ونساء وهم ينسبون إلى الأئمة قولهم: \" من بكى أو تباكى على الحسين وجبت له الجنة \"، والكل يريد الجنة ويسعى لها، ولذلك كل يسعى لزيادة البكاء وإظهار الحزن.

 

تاريخ ضرب القامات:

أول ما بدأت هذه العبادة كانت بصورة حزن كبير سيطر على الذين بايعوا علياً ثم هربوا عن اللقاء تاركينه وحيداً أمام الجيوش حتى مل علياً ممن معه ومن نفاقهم فخاطبهم ووصفهم بأبشع الصفات من كذب وحقارة وقلة دين وعقل فقال عنهم: (استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا) إلى قوله:(لوددت والله أن معاوية صارفي بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم) نهج البلاغة ص (224).

وزاد الحزن عليهم عندما كاتبوا الحسين ببيعته ونصرته وعندما قدم تركوه وحيداً فريداً يلاقي حتفه كما تركوا ابن عمه من قبل مسلم وهربوا من حوله وتركوه ليقتل وحيداً فزاد الهم عليهم، وأحسوا بتأنيب الضمير، فبدأوا بعقاب أنفسهم بضرب صدورهم، ولطم الخدود من باب عقاب أنفسهم عما بدر منهم، وعقاب على خيانتهم للحسين ومن قبله مسلم وعلي، وكلما زاد الإحساس بالجرم زاد الفرد منهم الضرب واللطم، والنحيب وشق الصدور، ورفع النواح واستمر كل جيل يعاقب نفسه عما فعله أجداده من خيانة للعهد وخيانة للرب، ومع مرور الزمن وموت أوائل القوم الذين خانوا العهد، وعاقبوا أنفسهم جاء جيل لا يعلم السبب الرئيس لهذه العبادة فظن كل منهم كما كان ينشر علماء الدين أن هذه العبادة حزناً على الحسين وآل البيت فقط، وليست لخيانتهم للعهد والبيعة، واستمر الأجيال تظن ذلك وأن هذه العبادة تقرب لله بحب الحسين، ونسوا أنها أصلاً عقاب من أنفسهم لأنفسهم لخيانتهم البيعة التي برقابهم للحسين، وأنها عقاب الدنيا وعند الله عقاب أشد - بإذنه تعالى -، فسبحان الله كيف غير العقاب إلى تقرب وعبادة.

ويؤكد هذا القول وصف زينب بنت علي - رضي الله عنهما - للشيعة وهي تقول:\"يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والخذل، فلا رفأت القبرة، ولا هدأت الرقة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا هل فيكم إلا الصلف والشنف، وخلق الدماء وغمز الأعداء، وهل أنتم إلا كمرعى على دمنه، أو كفضة على ملحودة؟

ألا ساء ما قدمت أنفسكم، أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون... أتبكون؟ …أي والله فابكوا، إنكم والله احرياء بالبكاء، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد فزتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ...\" وهذه الحقيقة التي يحاول الشيعة تغيرها بحجة البكاء على الحسين وهم قاتلوه.

 

توسع وانتشار ضرب القامات:

هذه العبادة أخذت بالتوسع في العهد الأول بين الشيعة والتشيع، وعندما أراد الشيعة البحث عن عبادات يخالفون بها بني أمية، وأرادوا من خلالها إظهار اختلاف عقيدتهم عن باقي المسلمين، ولذلك سعوا إلى التهويل والتشديد من ضرورة هذه العبادة وضرورة الأخذ بها، فجعلوا لها لباس يميزها وهو السواد بحجة الحداد على الحسين وآل البيت، وعندما جاء زمن البويهيين الذين حكموا إيران والعراق باسم حماية الخلافة العباسية قاموا بتنمية الاحتفالات بهذه المناسبة، وأصبحت جزءاً من الكيان الشيعي، وزاد في الأمر الشاه إسماعيل الصفوي في تحديعه للدولة العثمانية المجاورة له فقام بإعلان الحداد الكامل في العشر الأول من محرم، والحداد يشمل كل البلاط الصفوي في كل عام بل ويستقبل الشاه المعزين والمتباكين في عاشوراء، وكانت هناك احتفالات خاصة لهذا الغرض تجتمع به الجماهير ويحضره الشاه بنفسه، كما أن الشاه عباس الأول الصفوي والذي استمر حكمه خمسين عاماً كان يلبس السواد يوم عاشوراء، ويلطخ جبينه بالوحل، ويتقدم المواكب التي تسير بالشوارع وهي تنشد أناشيد الرثاء للحسين واللعن لبني أمية.

 كربلاء لا زلت كرباً وبلا *** كربلاء بعدك سال الدما

 كم على تربك لما صرعوا *** من دم سال ومن قتل جرى

 

دور السفارات البريطانية:

ولا أحد يستطيع لعب الدور البارز الذي لعبته السفارات البريطانية في هذا المجال، فعندما علمت جهل القوم وسذاجتهم قامت السفارات البريطانية في الهند بتمويل هذه المسيرات في الشوارع، وصرف الكثير من الأموال لتهويل هذه المسيرات وبثها على وسائل الإعلام وذلك من باب تشويه الإسلام أمام الغرب، ولذلك قامت هذه السفارات بتعليم الشيعة ضرب القامات على الرؤوس واستعمال السلاسل والسيوف ومنها انتقل الأمر إلى إيران والعراق ولبنان وكانت السفارات البريطانية تتكفل بجميع المبالغ التي تتكلفها هذه المسيرات في كل من الهند وإيران والعراق، وكانت بريطانيا وإلى عهد القريب تحتج بهذه المسيرات وهذه الصور البشعة من الجهل لترد على من يطالبها بالانسحاب من مستعمرتها في الهند وغيرها من الدول، ولا يزال التاريخ يذكر عندما زار ياسين الهاشمي رئيس الوزراء العراقي لندن للتفاوض مع الإنجليز لإنهاء الانتداب وقد قيل له:\"نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي كي ينهض من الهمجية والتخلف والوحشية التي يعيشها \" وهم يرونه صور للآلاف الناس في المواكب يضربون أنفسهم بالسيوف، كما أروه فلم لمواكب الحسينية في شوارع النجف وكربلاء والكاظمية فأنكس الرأس، وصمت وهو رئيس الوزراء، ولا يزال التاريخ يذكر عندما أعلن أحد علماء الشيعة وهو محسن الأمين العاملي تحريم هذه الأمور في 1352 هـ كاد أن يقتل من رجال الدين أنفسهم، فسبحان الله أي عقل للقوم، وأي دين له ينتسبون.

 

دور إيران في ضرب القامات:

أخذت إيران منذ إعلانها جمهورية إسلامية على حث الناس لإحياء هذه الأمور وهذه العبادة بل وتمول الشيعة في كل مكان لكي يقيمون احتفالات كبيرة جداً لهذه العبادة، والغريب إن بعض هؤلاء الشيعة لا يجدون قوت يومهم ومع ذلك إيران تمول هذه الاحتفالات وتنساهم بحجة الدين والتشيع، وكل سنة في نهاية هذه الاحتفالات تشاهد هذه الصور المخجلة والصور المقرفة من دماء وضرب للرؤوس والصدور تبث على جميع وسائل الإعلام ويكتب تحتها أعياد المسلمين، فأي تشويه يبحث عنه اليهود على الإسلام أشد من ضرب القامات في الديانة الشيعية.

 

الاختلاط في ضرب القامات:

إن القوم في الخليج أو في بعض دول الخليج يقومون بهذه العبادة بفصل الرجال عن النساء كما في قطر والمملكة وبعض مناطق البحرين، أما باقي الدول كما في إيران والإمارات والكويت وإن أظهروا الفصل فالخلط بين الجنسين تام بكل صورة، في مقولة لهم أنه كما أن هناك اختلاط في مكة والأمر جليل بحيث لا يلتفت الرجال للنساء فهنا الموقف أجل وأعظم ولذلك لا يلتفت الجنسين لبعضهما البعض ولا ندري بأي عقل يتحدثون بهذا المنطق.

وهناك من يقول: إن أي شاب تعرف على فتاة في ضرب القامات وتزوجا كان من أفضل الزيجات، وباركها الله بحب الحسين، وهناك الكثير مما يحدث داخل هذه الأماكن خاصة وأن القوم يبيحون المتعة واللواط وغيرها من وسائل الجنس الشيطانية، وهذه الدعوى إحدى وسائل زيادة عدد الشيعة بالتناسل، ولا يهم القوم بعدها هل هذا الارتباط محرم أو لا فالأهم زيادة العدد، ولذلك ترى الشباب يحرص على مداومة الحضور في هذه المناسبات في خير وسيلة للقاء الجنس الآخر بصورة محمية من رجال الدين، فمن يفرط بهذه الفرصة.

 

النهاية:

هذه عقيدة القوم وهذه عقولهم فهم يبكون على الحسين ولا ندري ما يبكيهم، فهل يبكون الحسين لأنه دخل الجنة، أم هل يبكون الحسين لأنه من شباب الجنة، أم هل يبكون لأن الحسين عند ربه راضياً مرضياً، أم أنهم يبكون لأنه لقي ربه في الفردوس الأعلى - إن شاء الله -.

والحقيقة أنهم لا يبكون الحسين أبداً بل يبكون مصيرهم ومصير أجدادهم الخونة الذين خانوا الله ورسوله والصحابة وعلي والحسين، يبكون لأن مصيرهم القادم - بإذن الله - جهنم وبئس المصير، يبكون عقابهم في الدنيا فزادهم الله عقاباً قبل الآخرة، وجهلاً فوق جهلهم إنه القادر على ذلك.

 قال الله - تعالى -: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) فاحمدوا الله أيها المسلمون على أن جعلكم على الهدى، ولم يجعلكم مثلهم على الضلال. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply