كيف بدأ الشيعة؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ظهر التشيع بعد وقوع الحروب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما -، حيث خرجت الخوارج على

الفريقين، وشقت عصا المسلمين، وجاء رجل اسمه عبد الله بن سبأ اليمني، كان يهودياً فأظهر

الإسلام.

وبدأ في الدعوة إلى التشيع لعلي - رضي الله عنه -، فادعى أن علياً أولى بالخلافة من أبي بكر

وعمر، وأنه الوصي بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى وصل به الأمر إلى ادعاء أن علياً إله، فأحرق علي - رضي الله عنه - جمعاً من أتباعه، وفر ابن سبأ إلى المدائن، ونشر دعوته بين بعض الأوباش في العراق، ومن هناك انطلق التشيع، وتشكل في صور وأطوار متعددة إلى أن وصل إلى صورته الحاضرة تمثله مجموعة فرق، كل فرقة تلعن أختها وتكفرهاº كالنصيرية، والجعفرية، والإسماعيلية، وغيرها من فرق الشيعة القائمة الآن، وكثير من فرق الشيعة اندثر، أو اندمج أتباعها في غيرها من الفرق، والذي بقي منهم هم الفرق التي ذكرت لك أسماءها أعلاه، وكان سبب تكاثرهم قيام بعض الدول التي كان ملوكها من الشيعةº كالبويهية في بلاد المشرق، فارس وما بعدها، في زمن الدولة العباسية، والقرامطة في البحرين، والصليحيين في اليمن، والعبيديين، الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين زوراً وبهتاناً، في المغرب، ثم في مصر وبعض بلاد الشام، ثم أزال الله تلك الدول، وأزال باطلها، وعاد الناس إلى دين الله - تعالى -، إلى أن قامت الدولة الصفوية في زمن الدولة العثمانية، وهي التي تبلور التشيع الجعفري في زمنها في صورته النهائية في بلاد فارس، وأجبروا الناس في زمن حكمهم على التشيع، وقتلوا وحرقوا وعذبوا وسجنوا من رفضوا مذهبهم، وأظهروا حقدهم على الإسلام والمسلمين بجلاء، وأصبحوا يداً واحدة مع اليهود والنصارى ضد توغل الدولة العثمانية في أوربا، وعقدت بينهم وبين النصارى عدة معاهدات لضرب العثمانيين من الخلف كلما توغل العثمانيون في بلاد الإفرنجº ومن أشهر تلك المعاهدات: معاهدة البندقية التي أجبرت العثمانيين على التراجع عن حصار فينا بعد أن كادت فينا تسقط في أيديهم، ولو قدر الله - تعالى - سقوطها لملكت الدولة العثمانية أوربا من شرقها إلى غربها، ومنعت سقوط الأندلس، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ومنذ قيام الدولة الصفوية أصبحت بلاد فارس قاعدة انطلاق الشيعة الجعفرية، وتقلصت أعداد السنة في إيران، بفعل القتل والتجهيل والتعذيب والتهجير، إلى أن أصبح الروافض هم الأكثرية، وتفرق أهل السنة في إقليم بلوشستان، وفارس، وكردستان، وتركمانستان، وأصبحت نسبتهم 40% من عدد السكان ولكنهم متفرقون، أما في العراق فالشيعة يتمركزون في الجنوب، ويشكلون أكثر من 40%، وفي سوريا الشيعة النصيرية يشكلون 5% من السكان، وفي لبنان 15%، وفي السعودية يصلون إلى 10% تقريباً، وفي باكستان 5%، ونحوها في الهند، أما في بقية بلاد المسلمين فليس لهم نسبة تذكر إلا دول الخليج العربي: الإمارات والبحرين وقطر والكويت، ولو جمع عددهم في هذه الدول ما بلغ مليون نسمة، ولو نظرنا إلى نسبتهم بين جميع المسلمين لما وجدناها تتجاوز 4 %، ولكن لهم صوت عال مسموع لوجود دولة إيران الدينية الدعوية التي حملت راية تصدير الثورة الشيعية إلى العالم أجمع، وفتحت معاهدها وجامعاتها لأبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تعطيهم المنح الدراسية بدون تقييد، أو حصر، بل ودون طلب من الراغبين في الدراسة، حيث تقوم سفاراتها بتقديم هذه المنح للمحتاجين للدراسة في الخارج مجاناً، وتوفر لهم السفر والسكن والإعاشة مجاناً ليتلقوا المذهب الشيعي وليعودوا دعاة إليه في بلدانهم التي لم يدخلها التشيع من قبل، وتعينهم وتتابعهم وتمنحهم الألقاب العلميةº كالحجة والآية ونحوها، وإن كان لا يستحقها حسب تقسيمهم وشروطهم، وهناك محاولات جادة حثيثة الآن من الشيعة العراقيين لتكون العراق مثل إيران دولة شيعية دعوية، لا قدر الله!

 

وهناك فرقة منهم بعيدة في عقائدها في الجملة عنهم، وهم الزيدية، وهم أقل فرقهم غلواً، ففي الفقه يقتربون كثيراً من فقه الإمام أبي حنيفةº لأن زيد بن علي وأبا حنيفة - رحمهما الله - من أهل الكوفة، وكانا على مذهب أهل الكوفة في الفقهº لذلك نجد التقارب بين المذهبين في المسائل الفقهية الفرعية، أما في الأصول فهم في الجملة معتزلة، ولكنهم لا يقولون بتحريف القرآن، ولا بالتقية، ولا بالرجعة، ولا يدعون علم الغيب للأئمتهم، وفي الجملة لا يكفرون الصحابة رضي الله عنهم، ويأخذون بأحاديث أهل السنة والجماعة ويعتمدون عليهاº لذا فإن التقارب بين أهل السنة والجماعة وبين الزيدية مطلب ملح، وقد تم كثير من هذا في اليمن ولله الحمد والمنة، وسبب ذلك اتفاق أهل السنة والجماعة والزيدية على القول بالقرآن والسنة وأنهما مصدرا الدين.

والله الموفق.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply