أحكام الظهار


بسم الله الرحمن الرحيم 

قال - تعالى -: (قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوجِهَا وَتَشتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة: 1)

 

 الظهار لغة: مشتق من الظهر، وخص بالظهر من بين الأعضاء لأنه موضع الركوب. يقول الزوج لزوجته أنت عليَّ كظهر أمي.

الظهار في الاصطلاح: تشبيه الزوج امرأته بمن تحرم عليه مؤبداً أو مؤقتاً.

حكم الظهار: حكم الظهار أنه محرم لا يجوز.

وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع.

قال - تعالى -: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِن نِسَائِهِم مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِم إِن أُمَّهَاتُهُم إِلا اللئِي وَلَدنَهُم وَإِنَّهُم لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِنَ القَولِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوُّ غَفُورٌ) (المجادلة: 2)

فقد أنكره الله - تعالى -، وسماه منكراً، وزوراً. وذلك من أعظم الكبائر، وبين أن - سبحانه - يعفو ويغفر ذلك الذنب فتبينت حرمة الظهار.

 

وأما من السنة:

فعن خويلة بنت مالك بن ثعلبة - رضي الله عنها -، قالت: ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشكو إليه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجادلني فيه ويقول: (اتقي الله فإنه بن عمك) فما برحت حتى نزل القرآن \" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها \" إلى الفرض فقال: (يعتق رقبة) قالت: لا يجد قال: (فيصوم شهرين متتابعين) قالت يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام قال: (فليطعم ستين مسكينا) قالت ما عنده من شيء يتصدق به قالت فأُتِى ساعتئذ بعرق من تمر قلت: يا رسول الله! فإني أعينه بعرق آخر قال: (قد أحسنت اذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكينا وارجعي إلى بن عمك) قال: والعرق ستون صاعا. رواه أبو داود والترمذي.

 

أركان الظهار

1. المظاهر وهو الزوج

2. ومظاهر منه وهي الزوجة.

3. ومشبه به. كالأم، والأخت...

4.وصيغة الظهار كأن يقول أنت عليَّ كظهر أمي.

 

شروط الظهار

1- أن يكون الزوج مسلماً مكلفاً.

2- أن تكون الزوجية بين الرجل والمرأة قائمة.

3- أن يقصد الظهار وتكون الصيغة دالة على إرادته.

4- أن يكون التشبيه موجهاً إلى الزوجة كاملة أو إلى أجزاء منها كاليد...

5- أن يكون التشبيه بامرأة محرمة على الزوج أو بعض منها.

6- أن يكون التشبيه مشتملاً على معنى التحريم.

 

 

 

 ما يلزم المظاهر من زوجته:

 إذا ظاهر الزوج من زوجته فإنه لا يجوز له إتيان زوجته أو تقبيلها وكل ما يدعو إليها، حتى يكفر، كفارة ظهار، وهي على ثلاث مراتب:

1- عتق رقبة.

قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِسَائِهِم ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحرِيرُ رَقَبَةٍ, مِن قَبلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُم تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ) (القصص: 3)

ويشترط في الرقبة: أن تكون كاملة. وأن تكون مؤمنة، وأن تكون سليمة من الإعاقات ونحوها، وأن تكون زائدة عن حاجته.

2- فإذا لم يجد فعليه صيام شهرين:

قال - تعالى -: (فَمَن لَم يَجِد فَصِيَامُ شَهرَينِ مُتَتَابِعَينِ مِن قَبلِ أَن يَتَمَاسَّا).

ويكون الصيام متتابعاً لا يقطعه إلا لمرض أو عيدين وأيام التشريق،

والعجز عن الصيام يتحقق بأمور منها:

أن يكون مريضاً، وأن يكون شيخاً لا يستطيع الصيام، أن يترتب على صيامه عجز عن القيام بالواجب عليه، كأداء العمل وإطعام أهله وجلب القوت لهم.

* وإذا مرض أثناء الصيام انقطع ثم إذا شفي واصل الصيام ولا ينتقل إلا الإطعام إلا إذا كان المرض لا يرجى برؤه.

3- فإن لم يستطع الصيام فعليه إطعام ستين مسكين.

قال - تعالى -: (فَمَن لَم يَستَطِع فَإِطعَامُ سِتِّينَ مِسكِيناً ذَلِكَ لِتُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المجادلة: 4)

ومقدار كفارة الإطعام: أن يطعم ستين مسكين لكل مسكين صاع من قوت البلد كالأرز والدقيق، ومقداره بالكيلو ثلاثة كليوات تقريباً. لكل مسكين كيلو ونصف. كما قال ذلك ابن باز - رحمه الله تعالى -.

تنبيهات

إذا قالت لزوجها أنت عليَّ كأبي فإنه لا يعد ظهاراً. وفي هذه الحالة هل تلزمها كفارة ظهار أم كفارة يمين؟ على خلاف بين العلماء، والراجح أنها كفارة يمين.

يكره نداء أحد الزوجين للآخر بما يختص بذي رحم كأبي وأمي وأختي.

يصح الظهار معجلا ويصح معلقاً بشرط.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply