كلمات في العقيدة .. حكايات ابن تيمية ... والصوفية ( 2 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية... -قلت للأمير: أنا ما امتحنت هؤلاء لكن هم يزعمون أن لهم أحوالاً يدخلون بها النار وأن أهل الشريعة لا يقدرون على ذلك.. وأنا قد استخرت الله - سبحانه - أنهم إن دخلوا النار أدخل معهم أنا وهم... ومن احترق منا فعليه لعنة الله وذلك بعد أن تغسل أجسامنا بالخل والماء والحار!!

 

قال الأمير: ولم ذاك؟ -يعني الخل والماء الحار-...

قلت: لأنهم يطلون أجسامهم بأدوية يصنعونها من دهن الضفادع وباطن قشر الناربخ وحجر الطلق وغير ذلك.. وأنا لا أطلي جلدي بشيء فإذا اغتسلت أنا وهم بالخل والماء الحار بطلت الحيلة وظهر الحق..

 

فاستعظم الأمير جرأتي أن أدخل النار فقال: أتفعل ذلك؟

قلت: نعم.. قد استخرت الله وألقى في قلبي أن أفعله... ونحن لا نرى ذلك ابتداء فإن خوارق العادات إنما تكون لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - المتبعين له باطناً وظاهراً لحجة أو لحاجة.. وهؤلاء إذا أظهروا ما يسمونه إشاراتهم وبراهينهم التي يزعمون -أنها من خاصتهم-.. وجب علينا أن ننصر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بما نقدر عليه من أرواحنا وأجسامنا وأموالنا.

 

وكان التحدي... يقول ابن تيميمة - رحمه الله -

 وقد قدم البطائحية وهم جماعة كثيرون وقد أظهروا أحوالهم الشيطانية من الإزباد والإرغاء وحركة الرؤوس ونحو ذلك من الأصوات المنكرة المخالفة لما أمر به لقمان ابنه (واقصد في مشيك واغضض من صوتك).. فلما جلسنا.. وحضر شيخهم وشيخ آخر يسمى خليفة سيده أحمد.. فلما حضروا تكلم منهم شيخ يقال له حاتم بكلام مضمونه طلب الصلح والعفو عن الماضي والتوبة وإنا مجيبون إلى ما طلب من ترك الأغلال وغيرها من البدع ومتبعون للشريعة.

 

فقلت: أما التوبة فمقبولة عند الله -غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب- هذه إلى جنب هذه فأخذ شيخهم ينتصر اللهم الأطواق.. وذكر أما وهب بن منبه روى أنه كان في بني إسرائيل عابد وأنه جعل في عنقه طوقاً.

 

فقلت: ليس لنا أن نتعبد في ديننا بشيء من الإسرائيليات المخالفة لشرعنا فنحن لا يجوز لنا أن نتبع موسى ولا عيسى - عليهما السلام - وإنما علينا أن نتبع ما أنزل علينا من ربنا.. وليس لأحد الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

 

فقال ذلك الشيخ ورفع صوته.. نحن لنا أحوال وأمور باطنة لا يوقف عليها.

 فقلت ورفعت صوتي.. الباطن والظاهر والجالس والمدارس والشريعة والحقيقة.. كل هذا مردود إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 فقال - ورفع صوته - نحن لنا الأحوال كذا.. وكذا.. وادعى الأحوال الخارقة كالنار وغيرها فقلت - ورفعت صوتي - أنا أخاطب كل أحمدي من مشرق الأرض إلى مغربها، أي شيء فعلوه في النار فأنا أصنع مثل ما تصنعون، ومن احترق فهو مغلوب، ولكن بعد أن نغسل أجسامنا بالخل والماء الحار..

 

فضج الناس..

 فقال شيخهم.. أنا وأنا نلف في نارية بعد أن تطلى أجسامنا بالكبريت.

 فقلت.. ثم.

 وأخذت أكرر عليه في القيام.

 فمد يده يظهر خلع القميص.

 فقلت: لا حتى تغتسل بالماء الحار والخل..

 وقلت: أحضروا قنديلاً.. يوقد وأدخل اصبعي وأصبعه بعد الغسل.. ومن احترقت أصبعه فعليه لعنة الله.. فهو مغلوب.. فلما قلت ذلك تغير وذل..

 ومع هذا.. فلو دخلتم النار ثم خرجتم.. ولو طرتم في الهواء.. لم يكن ذلك دليل على صحة ما تقولون.. فإن الدجال الأكبر يقول للسماء أمطري فتمطر وللأرض أنبتي فتنبت وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها ويقتل الرجل فيمشي بين نصفيه ثم يقول له قم فيقوم...فالعبرة ليست في خوارق العادات ولكن العبرة في موقف الرجل من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply