بسم الله الرحمن الرحيم
إن أصدق الكلام وأعدله للتعريف بصاحب الترجمة، هو كلامه المنقول من كتبه، وإليكم هنا أسطر قلائل، ولكنها كبائر شواهق تُعرّف بصاحب الترجمة، حيث يقول ابن حجر الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثية صـفحة: (215).
((الذي أثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الحكماء الذين يستسقى بهم الغيث، وعليهم المعول وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات، أن الشيخ محي الدين بن عربي من أولياء الله - تعالى -العارفين ومن العلماء العاملين، وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه، بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً، وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى، وإمام لا يغالط ولا يمارى، وأنه أورع أهل زمانه وألزمهم للسنة وأعظمهم مجاهدة حتى أنَّه مكث ثلاثة أشهر على وضوء واحد، وقس على ذلك ما هو من سوابقه ولواحقه، ووقع له ما هو أعظم من ذلك، ومنه أنه لما صنف كتابه الفتوحات المكية وضعه على ظهر الكعبة ورقاً من غير وقايةٍ, عليه فمكث على ظهرها سنةً لم يمسه مطرٌ ولا أخذ منه الريح ورقةً واحدة مع كثرة الرياح والأمطار بمكة، فحفظ الله كتابه هذا من هذين الضدين دليل أي دليل، وعلامة أي علامة على أنه - تعالى -قَبِل منه ذلك الكتاب وأثابه عليه، وحمد تصنيفه له)).
بقي أن تعرف أخي القارئ أن هناك تشابه بالأسماء بين الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، وبين صاحب الترجمة، وهناك تباين بينهما فصاحب الترجمة يقدس محي الدين بن عربي، والعسقلاني يكفره.
ومن أراد الاستزادة في جمع التناقض عند ابن حجر الهيتمي، فلينظر ما حوى كتابه \"الفتاوى الحديثية\".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد