الغرب يستخدم الصوفية خنجرا في قلب الأمة الإسلامية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كعادته دائما فجر مفتي مصر د. علي جمعة قنبلة من النوع الثقيل على هامش احتفال الطرق الصوفية أعدت خصيصا لتكريمه، حيث أوضح أن المشكلات المعقدة التي يواجهها العالم الإسلامي لن تجد حلا إلا بالانضواء تحت راية الصوفية التي تقدم حلولا ناجحة بحد زعم جمعة للمشكلات العديدة التي يعانيها عالمنا الإسلامي.

 

مفتي مصر لم يكن وحده، بل إن عميدا سابقا لكلية الشريعة بالكويت قد ذهب إلى ما ذهب إليه جمعة وإن زاد على ذلك بالتأكيد على ضرورة احتفاء المسلمين أكثر بالمولد النبوي الشريف الذي احتفل به الله بحسب تأكيده الدعوتان السابقتان اللتان خرجتا في مصر والكويت في آن واحد تفتحان ملفا شائكا وهو عودة الطرق الصوفية والصوفيين إلى الساحة في العالم العربي بعد أن كانت قد عانت من الانزواء لصالح الدعوة السلفية التي شهدت تناميا في نفوذها في العديد من بقاع العالم العربي وحققت نجاحات عديدة ليس المجال هنا لحصرها.

 

دعم أمريكي

الدعم للطرق الصوفية لم يكن من الأنظمة العربية الحاكمة وحدها، بل إن هناك مسعى قويا من الولايات المتحدة وإدارة بوش اليمينية لدعم القوى الإسلامية المسماة بالمعتدلة في مواجهة الجماعات الإسلامية الراديكالية المتطرفة حسب وصفهم التي تعادي واشنطن والمشروع الأمريكي في المنطقة.

حيث ركز تقرير لمعهد -راند- وثيق الصلة بالخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع والمرتبط بصلات بمؤسسات صنع القرار في واشنطن على دعم إنشاء الشبكات المعتدلة لمواجهة الدعوات المتطرفة..فالمسلمون المعتدلون أو الليبراليون لا يملكون شبكات فعالة كالتي أنشأها المتطرفونº لذا فمن الضروري إنشاء شبكة عالمية للمسلمين المعتدلين لنشر الرسائل المعتدلة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ولتوفير الحماية للجماعات المعتدلة، وقد تكون هناك حاجة لقيام واشنطن بمساعدة المعتدلين الذين يفتقدون الموارد اللازمة لإنشاء هذه الشبكات بأنفسهم مشيرا إلى القوى الصوفية والتي تعد في مقدمة الجماعات الإسلامية المعتدلة، وقد ترجمت واشنطن هذه التوصيات في وسائل دعم عملية للجماعات الصوفية والعديد من الجماعات المشبوهة كالبهائية والقاديانية وغيرها، وقام السفير الأمريكي في القاهرة بتنظيم زيارات إلى مقر شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر حسن الشناوي ووعده بدعم أمريكي مناسب للجماعات الصوفية التي تراها واشنطن بديلا لجماعات الإسلام الأصولية بمختلف أنواعها.

 

وتابع السفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشارد دوني جهوده وقام بزيارة مسجد السيد البدوي بمدينة طنطا الذي يعد من أكبر معاقل الطرق الصوفية في مصر وقدم دعما ماليا كبيرا للمسجد ولصندوق النذور الملحق به، ثم قام بزيارة زعيم طائفة البهائيين في مدينة المحلة >وسط دلتا مصر< ووعد زعيمهم نصيف بباوي بالتدخل لدى الحكومة للاعتراف بالطائفة البهائية في أسرع وقت ممكن.

 

دعوات وزيارات

كما تلقى العديد من رموز الطوائف الصوفية في مصر والعالم العربي دعوات للقيام بزيارات للعديد من الدول الأوروبية لإلقاء محاضرات حول العلاقة بين الإسلام والغرب وطرق التقريب بين الطرفين في ظل توتر العلاقة بينهما على خلفية قضية الرسوم المسيئة.

كما أوعزت العديد من الدوائر العربية إلى مركز ابن خلدون الذي يرأسه عالم الاجتماع المصري سعد الدين إبراهيم لتنظيم ندوات حول قوى الإسلام المعتدل في مصر ومن بينها الطرق الصوفية بهدف وضعها في الصورة عند الحديث عن قوى الإسلام المعتدلة.

كما تشهد العديد من الدول العربية اختراقا من جانب القوى الصوفية كمؤسسات المجتمع خصوصا في مصر والسودان وسوريا وموريتانيا والمغرب العربي، حيث ترتبط القوى الصوفية بصلات وثيقة مع النخب الحاكمة لدرجة أن هناك شخصيات صوفية اعتلت لأكثر من 20 سنة سدة جامعة الأزهر في مصر وهم د. أحمد عمر هاشم ود. أحمد الطيب والأخير كان مفتيا للديار المصرية قبل وصوله إلى رئاسة الجامعة.

كما يشغل عمر هاشم أيضا الصوفي الهوى منصب رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري، ناهيك عن تولي حمدي زقزوق وثيق الصلة بالصوفية منصب وزير الأوقاف في مصر.

ولا يختلف الوضع في سوريا كثيرا حيث تسمح الصلات التي تربط بين النخب السياسية والقوى الصوفية برصد ميزانيات لدعم مؤسسات الصوفية العلمية والتعليمة، ناهيك عن تلقي هذه المؤسسات لدعم مالي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

رواج وتحركات

قد لاحظ المراقبون كذلك أن الجماعات الصوفية أصبح لها نصيب كبير في المشاركة في المؤتمرات الإسلامية الكبرى التي يعقدها المجلس الإعلامي للشئون الإسلامية في مصر والعديد من المؤتمرات ذات الطابع الدولي التي تستضيفها دول أوروبية وأمريكية في إطار سعي هذه الدول إلى استقطاب هذه الجماعات الصوفية وتقوية نفوذها في المجتمعات العربية والإسلامية للظهور في دور المنافس لقوى الإسلام الراديكالي على حد وصفهم.

كما أن الدعم المالي المقدم للجماعات الصوفية سيجعلها تمد من نفوذها المتوقف حاليا عند الأوساط محدودة الثقافة والجهلة والمشعوذين إلى الفئات الأكثر ثقافة وعلما بعد أن كانت هذه الفئات محرمة على هذه الجماعات التي تمثل الشعوذة والبدع والتخلف وتعد أداة في يد الغرب لإضعاف القوى الإسلامية الحقيقية الممثلة في القوى السلفية والتي تتخذ من القرآن الكريم والسنة والتراث الإسلامي المرجع الأول لها.

 

انتفاضة

ويرى د. مصطفى إمام -الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف- أن هذه الجماعات المسماة بالصوفية ذات خطورة رهيبة على العقيدة الإسلامية، حيث تعتمد على الخزعبلات والبدع التي تخالف صحيح الإسلام جملة وتفصيلا، وتعيد المسلمين إلى المربع صفر، منبها إلى أن اليهود وأصحاب الأديان الأخرى الذين اعتنقوا الإسلام ظاهريا هم الذين وقفوا خلف إطلاق هذه الجماعات للقضاء على الإسلام من الداخل.

وأشار إمام إلى وجود مؤامرة غربية وراء عودة هذه الطرق إلى الساحة العربية والإسلامية، فهم يسعون من وراء ذلك إلى إيجاد إسلام رومانسي خال من قيم التمسك بصحيح الدين والتراث السلفي العظيم لهذه الأمة ويفتقد إلى قيم المقاومة والجهاد بهدف تركيع هذه الأمة وإضعافها والنيل منها معتبرا تنامي نفوذ هذه الجماعات واستقواء الأنظمة السياسية العربية بها بمثابة قنابل موقوتة تهدد الهوية الإسلامية لهذه الأمة.

ولفت إمام الانتباه إلى ضرورة وجود انتفاضة عربية وإسلامية ضد هذه التنظيمات التي تكرس البدع وتقدس الأضرحة والقبور وتعلي من شأن الخرافات لصالح القوى الإسلامية الحقيقية التي ضحت كثيرا من أجل نصرة ديننا بدلا من هذا الطابور الخامس الذي يستعد الغرب لاستخدامه للانقضاض علينا.

 

جماعات مشبوهة

وأشار د. إبراهيم الخولي -الكاتب الإسلامي المعروف- أن الغرب هو من يقف وراء اختراق هذه الجماعات المشبوهة للمجتمعات العربية والإسلامية، حيث يدعم الأمريكان والأوروبيون هذه القوى لإضعاف عالمنا الإسلامي دينيا وسياسيا واقتصاديا وتوجيه ضربات إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة.

ورفض الخولي بشدة تأكيدات مفتي مصر الذي يرى أن التصوف هو الحل لمشكلات العالم الإسلامي بالتأكيد على أن التصوف لا يزيد عن كونه حفرة عميقة يريدون رمي العالم الإسلامي بها كي يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم.. مطالبا بضرورة وجود حملات إعلامية وتعليمية للتحذير من هذا الخطر الداهم.

وأضاف.. من يطلق عليهم المتصوفة لم يكونوا تاريخيا إلا رأس حربة للقوى الاستعمارية المعادية للإسلام.

ويعتقد الخولي أن إسرائيل قد نجحت في الفترة الأخيرة في زرع العديد من الجماعات الصوفية المشبوهة في المسجد الأقصى لإعطاء الإسلام هناك بعدا مترهلا بعيدا عن الإسلام السلفي المقاوم لمؤامرات الصهاينة حتى يدربوا الشباب المقدسي على قيم الدعة والراحة وتغييب العقل ليسهل لهم ابتلاع القدسي وكل المقدسات والحرمات الإسلامية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply