بعض عقائد الصوفية في النبي صلى الله عليه وسلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فتاوى حول بعض عقائد الصوفية في النبي - صلى الله عليه وسلم -

دعاء ونداء النبي - صلى الله عليه وسلم - عند قبره

س: هل يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - كل دعاء ونداء أو صلوات خاصة عند قبره الشريف حين يصلَّى عليه كما في الحديث: من صلى عليّ عند قبري سمعته. إلى آخر الحديث؟ أهذا الحديث صحيح أو ضعيف أو موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

الجواب: الأصل أن الأموات عمومًا لا يسمعون نداء الأحياء من بني آدم ولا دعاءهم كما قال - تعالى -: وما أنت بمسمع من في القبور، ولم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع كل دعاء أو نداء من البشر حتى يكون ذلك خصوصية له, وإنما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط , سواء كان من يصلي عليه عند قبره أو بعيدًا عنه كلاهما سواء في ذلك لما ثبت عن علي بن الحسين بن علي - رضي الله عنهم - أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تتخذوا قبري عيدًا ولا بيوتكم قبورًا وصلوا عليّ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم . [الإمام أحمد 2/367]

أما حديث: « من صلى عليّ عند قبري سمعته ومن صلي عليّ بعيدًا بلغته » فهو حديث ضعيف عند أهل العلم، وأما ما رواه أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « ما من أحد يسلم عليّ إلا رد اللَّه عليّ روحي حتى أرد - عليه السلام -». [الإمام أحمد 2/527] فليس بصريح أنه يسمع سلام المسلم بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلغته الملائكة ذلك، ولو فرضنا سماعه سلام المسلم لم يلزم منه أن يلحق به غيره من الدعاء والنداء.

الاستعانة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في المصائب

س: ما حُكم نداء النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعاؤه في كل حاجة والاستعانة به في المصائب والنوائب من قريب أعني عند قبره الشريف أو من بعيد؟

الجواب: دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ونداؤه والاستعانة به بعد موته في قضاء الحاجات وكشف الكربات شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام سواء كان ذلك عند قبره أم بعيدًا عنه، كأن يقول يا رسول اللَّه اشفني أو رد غائبي أو نحو ذلك لعموم قوله - تعالى -: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا، وقوله - عز وجل -: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون، وقوله - عز وجل -: ذلكم الله ربكم له الملك

والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير (13) إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير.

الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند قبره

س: أي الصلوات أفضل عند قبره الشريف أعني - الصلاة والسلام - عليك يا رسول اللَّه، أو: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد بصيغة الطلب, وهل ينظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرجل الذي يصلي عليه عند قبره الشريف, وهل أخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يده من قبره الشريف لأحد من الصحابة العظام أو للأولياء الكرام لجواب السلام؟

الجواب: أ- لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما نعلم صيغة معينة في الصلاة والسلام عليه عند قبره فيجوز أن يقال عند زيارته: الصلاة والسلام عليك يا رسول اللَّه، فإن معناها الطلب والإنشاء وإن كان اللفظ خبرًا، ويجوز أن يصلي عليه بالصلاة الإبراهيمية فيقول: اللهم صلِّ على محمد، والأفضل أن يسلم عليه بصيغة الخبر كما يسلم على بقية القبور، ولأن ابن عمر - رضي الله- عنهما كان إذا زاره يقول: السلام عليك يا رسول اللَّه، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه ثم ينصرف. [الموطأ 1/166]

ب- لم يثبت في كتاب ولا في سنة صحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرى من زار قبره، والأصل عدم الرؤية حتى يثبت ذلك بدليل من الكتاب أو السنة.

جـ- الأصل في الميت نبيًا أو غيره أنه لا يتحرك في قبره بِمَدِّ يده أو غيرها، فما قيل من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرج يده لبعض من سلم عليه غير صحيح بل هو وَهم وخيال لا أساس له من الصحة.

وبالله التوفيق، وصلى اللَّه على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply