بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كنتُ قد قطعتُ عليه وعداً بأن يأتيني في العام القادم، فيخالني امرأة أخرى..
وأن يدقّق في ملامح نفسي كثيراً كي يتعرّف عليها.. وأن يسرَّ كثيراً لمرآها..
أخبرتهُ بأنه سوف يجدني مضيئة أكثر، مشرقة أكثر، مشعّة أكثر، مثل إطلالة هلاله الشامخ..
وأن أجعل من ثغراتي ونقاط ضعفي منطلقات قوّة وثبات..
أذكرُ أن هلاله المودّع تبسّم لي يومها وقال:
لديكِ فرصة عظيمة، عام كامل، إن أحياك الله، فانزعي عنكِ رداء الغفلة، والتحفي الصبر والثبات..
والتقينا اليوم في الموعدِ المحدّد، وكان الشّوق يحدوني إليه، وكنتُ أبكي حنيناً كلما اقترب..
وعاصفة تهبٌّ على قلبي خوفاً بأن يجدني قد تراجعت وراءً فلم يعرفني..
لانطفاء نور، وتبدد إشراقة، واختفاء ضياء..
لمّا رآني تبسّم مغضباً وقالَ لي..
أنتِ كما تركتكِ.. لم تتغيّري.. !
فأسقط في يدي.. فقد بذلت جهدي
لكنه تابع قائلاً:
إلا أنّ على جبينكِ مسحة إشراقٍ, فنمّها بقوّة هذا القلب الكبير..
وأيقظي مكامن النور في داخلك
وأقبلي على الله بحبّ وعزيمة وحسن عبادة..
اجعلي للقرآن في داخلكِ أثراً بالتدبر والتفكّر
واجعلي نور آياته ينسكب في جوارحكِ بحسن التطبيق
واجعلي من لقائنا معاً مساحة واسعة تنبعثُ منها هالات الضياء
لكي لا تكفيكِ عاماً واحداً
بل تفيضُ حتى نهاية العمــــــر!
ومع تلك اللحظة النورانيّة..
قطعت وعوداً جديدة، وأبرمت عهوداً
كي يكون الملتقى الجنّة إن شاء الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد