من أحاديث الاعتكاف


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان).

وعن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً).

وقالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُخرج رأسه من المسجد، وهو معتكف، فأغسله وأنا حائض).

وقالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يعتكف، صلى الفجر، ثم دخل مُعتَكَفَه).

وعن أمِّ المؤمنين صفية -رضي الله عنها-: (أنَّها جاءت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوره في اعتكافه في المسجد، في العشر الأواخر من رمضان، فتحدَّثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب (تنقلب: تنصرف) فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- معها يقلبها). (جميع الأحاديث متفق عليها)

 

ومن حِكَم الاعتكاف:

إصلاح العبد بإصلاح قلبه، وقلب العبد هو موطن صلاحه وفساده.

كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلٌّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلٌّه، ألا وهي القلب).

واستقامة القلب على طريق سيره إلى ربِّه -عز وجل- متوقف على إقبالِه عليه،

فمتى أقبل القلب على الله صلح، ومتى أعرض فسد.

 

ومن أعظم أسباب الإعراض الذي يقع عند كثير من العباد:

(اشتغالهم بالفضول من الطعام والشراب، والقيل والقال، وكثرة النوم والنكاح).

فإنَّ كلَّ واحد منها له طرقه الصارفة عن سير العبد إلى ربِّه، واستقامة قلبه على الإقبال عليه -تعالى-.

لذلك شرع الحكيم العليم -سبحانه- الصيام حتى يقلل العبدُ من فضول الطعام والشراب والنكاح، وشرع الاعتكاف، وروحه ومقصوده عكوف القلب على الله -عز وجل-، والخلوة به، والأنس بمناجاته، والانشغال عن الخلق، والاشتغال بالخالق جل جلاله، حتى يصير ذكره، وحبٌّه محلَّ همومه، وبذا يصلح قلب العبد، فيصلح العبد بصلاح قلبه.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply