كيف تستفيد من زكاة الفطر؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فكرة :

القيام بمشروع بجمع زكاة الفطر في آخر شهر رمضان وتوزيعها على المستحقين، وتكون لجنة جمع زكاة الفطر وتستقبل اللجنة زكاة الفطر.

أ‌-                 طعاماً

ب‌-            القيمة ثم تقوم اللجنة بشراء الطعام وتوزيعه على المستحقين من المسلمين.

 

حكم زكاة الفطر :

هي فريضة فرضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما جاء في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حر أو عبد ذكَر أو أنثى من المسلمين.

 

على من تجب صدقة الفطر :

تجب زكاة الفطر على من يقدر على دفعها، بأن كان عنده نصاب الزكاة، أو كان لديه ما يَزيد عن حاجته وحاجة من ينفق عليهم يوم العيد وليلته.

ويدفع القادر عن نفسه، وعن كل من تلزمه نفقته كالزوجة والأولاد الصغار والخدم ونحوهم. وأما العاجز الذي لا يملك قوت نفسه ومن يعوله في يوم العيد وليلته فلا تجب عليه : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفساً إِلَّا وُسعَهَا}البقرة : 286.

 

المقدار والحكمة:

زكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، شكرا لله -تعالى- على نعمة الفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سميت زكاة الفطر.

 

طعاما لا نقودا :

لا يجوز أن تدفع زكاة الفطر نقودا بأي حال من الأحوال، بل تدفع طعاما، والفقير إذا شاء باع هذا الطعام وانتفع بثمنه، أما المزكي فلا بد أن يدفعها من الطعام، ولا فرق بين أن يكون الطعام من الأصناف التي كانت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو من طعام وجد حديثا.

وفي حديث آخر صحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بإخراج زكاة الفطر، وأن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة أي صلاة العيد. وذلك حتى يتحقق للمسلمين جميعًا السرور والبهجة.

 

لمن تصرف زكاة الفطر :

اختلف أهل العلم في مصاريف زكاة الفطر في هل تُفرَّق على الأصناف الثمانية، أم يخصص المساكين بهذه الصدقة؟، قال ابن القيم: «وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- تخصيص المساكين بهذه الصدقة، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية قبضة قبضة، ولا أمر بذلك، ولا فعله أحد من أصحابه، ولا من بعدهم...». وهذا أرجح الأقوال في المسألة تمشيا مع طبيعة زكاة الفطر، وهدفها الأساسي والأهم الذي إغناء الفقراء بها في ذلك اليوم خاصة، يجب تقديمهم علي غيرهم إن وجدوا، وهذا لا يمنع أن تُصرف في المصارف الأخرى حسب الحاجة والمصلحة. والله أعلم. [زاد المعاد : 315/1[.

وما دامت صدقة الفطر زكاة، فلا يجوز دفعها إلى كل من لا يجوز دفع زكاة المال إليه، من كافر معاد للإسلام، أو مرتد، أو فاسق يتحدى المسلمين بفسقه، أو غني بماله أو كسبه، أو متبطل قادر على الكسب ولا يعمل، أو والد، أو ولد، أو زوجة لأن المسلم حين يدفعها إلى هؤلاء كأنما يدفعها إلى نفسه.

 

نقل زكاة الفطر :

 زكاة الفطر كزكاة المال: أي أن الأصل أن توزع في البلد الذي وجبت فيه، وهو البلد الذي فيه المزكي، كما هو الحال في زكاة المال: (تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم) ولأن زكاة الفطر خاصة بمثابة إسعاف سريع في مناسبة خاصة، هي مناسبة العيد، فأولى الناس به الجيران وأهل البلد إلا إن عدم الفقراء فيه، فأجاز بعض أهل العلم نقله إلى إلى ما قرب منه. (البحر الزخار : 203/2).

 

كيف نستفيد من صدقة الفطر؟

مما لا شك أولاً أن المؤمن منقاد لأوامر الشرع سواء علم حكمتها أو لم يعلم، ونعلم علم اليقين أن لله -سبحانه- حكم بالغة في أوامره ونواهيه.

انطلاقا من هذه المقدمة لا ريب هناك طرق كثيرة يمكن الاستفادة من خلالها عن صدة الفطر، ولكننا نختصر على بعض معاني الإيمانية فيها :

التربية الإيمانية في زكاة الفطر :

-        إن العيد شعيرة إسلامية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله، وتظهر فيه معان اجتماعية، وإنسانية، ونفسية، فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، وهناك أيدٍ, تتصافح، وقلوب تتآلف، أرواح تتفادى، ورؤوس تتعانق.. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة، ود وصفاء، وأخوة ووفاء، لقاءات تغمرها حرارة الشوق، واللقاء والمحبة والنقاء.

إن هـذا العيد جـاء *** ناشراً فينا الإخـاء

نازعاً أشجار حقد *** مصلحاً مهدي الصفاء

-        استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات.

-        إدخال الفرح والسرور على أطفال فقراء المسلمين، وإشعارهم بعظم أيام العيد

-       تقوية أواصر المحبة بين المسلمين والألفة وإشعارهم بوحدة الجسد.

-       تكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين تعليما لهم وتدريباً على الصدقة.

-       إذا وحّد الصوم المسلمين بالإمساك فزكاة الفطر امتداد لتلك الوحدة.

-       السعي في إزالة الحزبية والطبقية بين أفراد المجتمع المسلم، وإشاعة الأخوة الإيمانية : {وَجَعَلنَاكُم شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...}[سورة الحجرات : 13]. للتعارف لا للتفاخر، للتقارب لا للتنابذ، للتآلف لا للتنابز.

-       تفقد أحوال الفقراء والمساكين من المسلمين وزيارتهم في بيوتهم وسد حاجتهم لكي يشاركوا إخوانهم في فرح العيد.

-       طلب الأجر والثواب في النيابة عن المنشغلين ومن تخفى عليهم معرفة المستحقين لهذه الصدقة وخدمة المتعففين من الفقراء.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply