رمضان ومعجزة القرآن


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخطبة الأولى

أما بعد: فاتقوا الله معشر المسلمين، فتقوى الله خير ما اكتسبتم، وأفضلُ ما ادَّخرتُم، به تزكو أعمالكم، وتُرفع درجاتكم.

واعلموا – عباد الله – أن أعظمَ النعم نعمةُ الإيمان والقرآن.

الإيمان نورُ القلوب، وضياء البصائر، وروحُ الإنسان وكيانه وكرامته، وعزه وقَدره، ولا خير في الآدمي بلا إيمان.

والقرآن هو الهدى والنور، والداعي إلى كلِّ خير، والناهي عن كل شر، غذاءُ الأرواح، وتزكيةُ الأشباح، فيه الحلالُ والحرام، وتفاصيلُ التشريع والأحكام، يحكُم على الدنيا والآخرة، من تمسَّك به هداه الله لأرشد الأمور، ومن نبذَه فهو مثبور، قال الله تعالى: ( إِنَّ هَـذَا القُرءانَ يِهدِى لِلَّتِي هِي أَقوَمُ وَيُبَشّرُ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ يَعمَلُونَ الصَّـالِحَاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبِيرًا ) [الإسراء: 9]، وقال تعالى: ( فَمَنِ اتَّبَعَ هداي فَلاَ يَضِلٌّ وَلاَ يَشقَى وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيـامَةِ أَعمَى ) [طه: 123، 124]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (تكفَّل الله لمن عمل بالقرآن ألا يضِل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة)[1].

القرآنُ معجزة نبينا محمد الباقية الدائمة، التي تخاطِب الأجيال البشرية إلى قيام الساعة، وتُقنِع العقلَ الإنساني بأنواعِ البراهين الكثيرة، ليذعنَ الإنسان ويستسلمَ لرب العالمين بطواعية واختيار، أو يُعرِض عن الحقِّ بعد معرفته عن جحودٍ, واستكبار، فتقوم الحجةُ لرب العالمين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((ما من نبيٍّ, بعثه الله إلا أوتي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما [كان] الذي أوتيتُه وحيًا، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً)) رواه البخاري[2].

هذه المعجزة الخالدة لم يقدر الإنس والجنّ على أن يأتوا بكتاب مثلها وقتَ نزول القرآن الكريم، بل لو اجتمع أولُهم وآخرهم فلن يستطيعوا أن يأتوا بكلام مثل معجزة القرآن العظيم، قال الله عز وجل: (قُل لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنٌّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هَـذَا القُرءانِ لاَ يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ, ظَهِيرًا ) [الإسراء: 88]. بل إن الله تحدّى الثقلين أن يأتوا بعشر سور مثله فلم يقدروا، قال عز وجل: ( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ, مّثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ, وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَـادِقِينَ ) [هود: 13]. وآخر الأمر دعاهم الله تعالى أن يأتوا بسورة واحدة من مثله فعجزوا، قال تعالى: ( وَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ, مّمَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ, مّن مِّثلِهِ وَادعُوا شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَـادِقِينَ فَإِن لَّم تَفعَلُوا وَلَن تَفعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّت لِلكَـافِرِينَ ) [البقرة: 123، 124].

وأنزل الله القرآنَ العظيمَ معجزاً رحمةً من الله بعباده، ليعلموا أنه كلامُ الله، وأنّ الله هو الإله الحق المبين، وأن محمداً رسول الله حقاً، لأن القرآنَ العظيم أكبرُ دليل يخبرنا بصفات ربنا، وما يجب لله من صفات الكمال، وما يُنزَّه ويُقدّس عنه من النقص الذي لا يليق بجلاله تبارك اسمه وتعالى جده، قال تعالى: ( تلكَ ءايَـاتُ اللَّهِ نَتلُوهَا عَلَيكَ بِالحَقّ فبأي حَدِيثٍ, بَعدَ اللَّهِ وَءايَـاتِهِ يُؤمِنُونَ ) [الجاثية: 6]، وقال تعالى: ( تِلكَ آيَـاتُ اللَّهِ نَتلُوهَا عَلَيكَ بِالحَقّ وَإِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ ) [البقرة: 252]، فمن لم يؤمن بالقرآن الكريم ومعجزتِه لا تنفعه خوارقُ العادات ومشاهدةُ الآيات.

وإعجاز القرآن العظيم في نظمِه البديع، وفي تشريعاته الحكيمة، وفي دلائله على سنن الكون وأسرار الخلق، وفي بيانه لسنن الاجتماع البشري، وفي شمول تعليماته، وفي صدق أخباره، فيما كان وما يكون، وفي سموِّ مقاصده وغاياته. وإعجازُ القرآن الكريم في تربيته المتكاملة للإنسان من جميع الجوانب، فقد أخرج أمةَ الإسلام للناس، فكانت بالقرآن خيرَ الأمم، كما قال تعالى: ( كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ, أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَو ءامَنَ أَهلُ الكِتَـابِ لَكَانَ خَيراً ) [آل عمران: 110]، فلم ترَ البشرية في تاريخها الطويل أرحمَ ولا أعدلَ ولا أسمحَ من أمة الإسلام، ولا أنبلَ من أمة الإسلام.

أيها المسلمون، إنكم في أشدِّ الحاجة إلى التخلّق بالصفات التي دعاكم إليها القرآن، بامتثال أوامره، والابتعاد عن نواهيه، وتحليلِ حلاله، وتحريم حرامِه، والعملِ بمحكمه، والإيمان بمتشابهه. والقرآن العظيم لا يؤتي ثمارَه في الإنسان ولا يقيمه على الجادَّة ويصبغه بصبغته إلا إذا تهيّأت النفس للقبول، وتفتَّح القلبُ لأنواره، وخشعت الجوارحُ لترغيبه وترهيبه، ووعده ووعيده، كما قال تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ كِتَـاباً مٌّتَشَـابِهاً مَّثَانِيَ تَقشَعِرٌّ مِنهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَقُلُوبُهُم إِلَى ذِكرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهدِى بِهِ مَن يَشَاء وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن هَادٍ, ) [الزمر: 23].

والزمان المناسب يساعِد على تأثير القرآن الكريم في النفس الإنسانية، ويزيد المسلمَ هدًى على هدى، ونورًا على نور، ورمضانُ أفضل الأوقات لتلاوة القرآن والتأثر به، لأن القرآنَ غذاء الروح، وفي رمضان يضعف سلطان النفس الأمارة بالسوء على البدن للصيام عن غذاء البدن، فتستعلي الروح وتقوى بغذاء القرآن الكريم، فينتفع المسلم بكلام الله غايةَ النفع، ويتلذَّذ بتلاوة القرآن الذي هو غذاءُ روحه وحياتها، فالقرآن العظيم كالغيثِ النافع، والنفسُ كالأرض، ورمضان كالزمان الصالح لنزول الغيث، الذي تنبت الأرض فيه من كل زوجٍ, بهيج.

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((مثلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ, أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشبَ الكثير، وكان منها أجادب[3]، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناسَ، فشربوا منها وسقَوا وزرعوا، وأصاب طائفةًُ منها أخرى، إنما هي قيعان[4]، لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، فعلِم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هديَ الله الذي أُرسلت به)) رواه البخاري ومسلم[5].

عباد الله، اغتنموا بقيةَ رمضان شهر القرآن، فأكثروا فيه من التلاوة لكتاب الله تعالى، مع التدبر والفهم لمعانيه، والعمل بما فيه، فقد كان السلف الصالح يتفرَّغون في هذا الشهر لتلاوة القرآن، وكانت ألسنتهم رطبةً بذكر الله، فمنهم من يختم في رمضان في سبع، ومنهم من يختم في ثلاث، ومنهم من يختم في ليلة.

ومن عمل بالقرآن فهو من أهله ولو لم يكن حافظاً للقرآن، ومن لم يعمل بالقرآن فليس من أهل القرآن وإن كان حافظاً له، ومن لم يكن حافظاً إلا بعضَه فيقرأ ما يحفظ ويكرِّره.

وبادروا بالتوبة النصوح من الذنوب، فإنه لا فلاح إلا بالتوبة، واعمُروا الأوقاتَ بالصالحات، وإياكم وقطيعةَ الأرحام، فإنها شرّ وشؤم وذنب عند الله عظيم.

وعليكم ـ معشر المسلمين ـ بفعل الخيرات في هذا الشهر الفضيل، وأحسنوا إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين، اقتداءً بأجود الخلق، فقد جاء في الحديث أن جبريل عليه السلام كان يعارِض النبيَّ القرآنَ في رمضان، في كل سنة مرة، وفي آخر سنة عارضه القرآنَ مرتين[6]، فلرسول الله حين يلقاه جبريلُ أجود بالخير من الريح المرسلة[7].

وواظبوا على التراويح فيه ففي الحديث: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة))[8]، وفي الحديث الآخر: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه))[9].

عباد الله، الصلاةَ الصلاةَ، فإنها عمودُ الإسلام، وناهية عن الفحشاء والآثام، من حفظها حفظ دينَه وحفظ نفسَه، ومن ضيَّعها فقد خسر نفسَه وأضاع دينه، وأوًَّلُ ما يُسأل عنه العبدُ يوم القيامة، فإن قُبلت قُبل سائرُ العمل، وإن رُدّت ردَّ سائرُ العمل، وقيل لتاركها: ادخل النار مع الداخلين. وصلاتها مع جماعة المسلمين واجب فرضه الله وفرضه رسول الله.

وأدوا زكاةَ أموالكم قبلَ أن تعذَّبوا بها بعدَ الموت، ففي الحديث: ((ما من صاحب كنزٍ, لا يؤدِّي زكاتَه إلا مُثِّل له يوم القيامة شجاعاً أقرع، فيأخذ بلهزميّه ـ يعني: شِدقيه ـ ويقول: أنا كنزك، أنا مالك))[10].

واختموا شهرَكم بخير ما تقدرون عليه من صالح الأعمال، فإنما الأعمال بالخواتيم، فمن أحسنَ في أول شهر صومه فليحمد الله، وليداوم على الإحسان، ومن قصّر فليتدارك ما فات، وليجتهد فيه، وليجتهد في العشر الأواخر منه، واحفظوا صيامَكم بغضِّ البصر، وحفظ اللسان، قال الله تعالى: ( قُل لّلمُؤمِنِينَ يَغُضٌّوا مِن أَبصَـارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُونَ ) [النور: 30]. وكفٌّ الأذى وبذل الخير مما أوجبه الله تعالى.وأكثِروا من ذكر الله عز وجل، فإنه من أفضل أعمالكم وأزكاها عند ربكم.

عباد الله، أكثروا من الدعاء المخلص في ساعات الليل وساعات النهار، أكثروا من الدعاء للمسلمين، أئمَّتهم وعامّتهم وعلمائهم، فقد تتابعت الكوارثُ على المسلمين بالذنوب، ولا يرفع بلاءَ المسلمين ويقيهم الشرورَ والكرباتِ والشدائد إلا الله تعالى.فاغبوا إليه عز وجل، واسألوه فإنه قريب مجيب.

بسم الله الرحمن الرحيم: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغفِرَةٍ, مّن رَّبّكُم وَجَنَّةٍ, عَرضُهَا السَّمَـاواتُ وَالأرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالكَـاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَـافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبٌّ المُحسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَـاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللَّهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذٌّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَم يُصِرٌّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ أُولَـئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغفِرَةٌ مّن رَّبّهِم وَجَنَّـاتٌ تَجرِى مِن تَحتِهَا الأنهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا وَنِعمَ أَجرُ العَـامِلِينَ ) [آل عمران: 133ـ 136].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

------------------------------------------------------

 [1] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (34781)، والطبري في تفسيره (16/225).

 [2] أخرجه البخاري في فضائل القرآن (4981)، وكذا مسلم في الإيمان (152) بنحوه.

 [3] جمع جَدَب وهي الأرض الصلبة التي لا ينضب منها الماء. قاله في الفتح.

 [4] جمع قاع وهو الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت. قاله في الفتح.

 [5] أخرجه البخاري في العلم (79)، ومسلم في الفضائل (2282).

 [6] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2450) من حديث عائشة رضي الله عنها.

 [7] أخرجه البخاري في بدء الخلق (3220) واللفظ له، ومسلم في الفضائل (2308) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

 [8] أخرجه أحمد (5/159)، وأبو داود في الصلاة (1375)، والترمذي في الصوم (806)، والنسائي في قيام الليل (1605)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1327) من حديث أبي ذر رضي الله عنه، قال الترمذي: \"هذا حديث حسن صحيح\"، وصححه ابن الجارود (403)، وابن خزيمة (2206)، وابن حبان (2547)، والألباني في الإرواء (447).

 [9] أخرجه البخاري في الإيمان (37)، ومسلم في صلاة المسافرين (759) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 [10] أخرجه البخاري في الزكاة (1403) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله مُعزّ من أطاعه واتقاه، ومذلِّ من خالف أمرَه وعصاه، فتح أبوابَ الخيراتِ لمن أراد رضاه، وأغلق بابَ السوءِ عمن أقبل عليه وتولاه، أحمد ربِّي وأشكره على ما أولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله سواه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبدُه ورسوله، اجتباه ربه واصطفاه، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد: فاتقوا الله في سركم وعلانيتكم، فإن الله لا تخفى عليه نياتكم وأعمالكم.

عباد الله، إن من رحمة الله وحكمته وإحاطة علمه وقدرته أن بيّن لنا الشهورَ الفاضلة، واللياليَ والأيام الشريفة، والساعاتِ المباركة، لنجتهد فيها بالطاعات التي شرعها الله تعالى، ولنتعرَّض فيها لنفحات ربنا وبركاته، فمن طرق بابَ ربه بإخلاص وسنَّة فتح الله له بابَ رحمته.

ومن تلك الليالي الفاضلة والساعاتِ المنيفة الشريفة أيام وليالي رمضان، ولا سيما العشر الأواخر التي في رمضان التي فيها ليلة القدر، والتي رفع الله- تبارك وتعالى -ذكرَها في كتابه فقال عز وجل: إِنَّا أَنزَلنَـاهُ فِى لَيلَةِ القَدرِ وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مّن أَلفِ شَهرٍ, [القدر1ـ 3]، أي: عبادتُها خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وفي الحديث عن النبي: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه))[1]، وهي في العشر الأواخر من رمضان.

عباد الله، إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، فقال- تبارك وتعالى -: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلٌّونَ عَلَى النَّبِي يا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلٌّوا عَلَيهِ وَسَلّمُوا تَسلِيماً ) [الأحزاب: 56].، وقد قال: ((من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا)).

فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...

 

--------------------------------------------

[1] أخرجه البخاري في الصوم (1901)، ومسلم في صلاة المسافرين (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply