فتاوى متنوعة

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله...

أما بعد: أسأل حول حكم لبس ربطة العنق مع التوضيح ولكم الأجر إن شاء الله...

ج/ لا يجوز لبسها لأنها تشبه بالكفار وفي الحديث الصحيح -من تشبه بقوم فهو منهم- وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في الصحيح لما رأى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبين معصفرين قال له -إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها- فعلل النهي عن لبسها بأنها من ثياب الكفار، وفي حديث أبي أمامة مرفوعا -تسرولوا واتزروا خالفوا أهل الكتاب- فمخالفتهم في اللبس مطلب للشارع، وفي البخاري عن عمر بن الخطاب أنه كتب للمسلمين في خراسان -إياكم والتنعم وزي أهل الشرك- والأحاديث في ذلك كثيرة، ولا عبرة بانتشار لبس الكفار بين المسلمين ليقال بأنه لم يعد خاصا بهم فلا يكون تشبها بهم لأربعة أمور:

أولا: إنه ما انتشر بين المسلمين إلا عن طريق الكفار، ولو سألت أي مسلم يلبس لبسهم كيف كان لبس جده لقال إنه لبس المسلمين لا لبس الكفار، ولهذا يسمون هذا -لبسا إفرنجيا وبدلة إفرنجية ونحو ذلك.

ثانيا: إننا لو قلنا بهذا لعطلنا أحاديث النهي عن التشبه بالكفار في لبسهم وأصبحت ملغاة وهذا ظاهر جدا لأن الناس الآن أصبحوا كلهم إلا من رحم الله يلبسون لبسة الأوربيين.

ثالثا: أن مخالفة المسلمين للكفار في لبسهم وهيئتهم مطلب للشارع كما يعرفه من ينظر النصوص الواردة في الباب، فإن المشابهة في الظاهر تورد مشاكلة في الباطن كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -، والمسلم يتميز عن الكفار بهيئته لهذا كان الخلفاء الراشدون ومن بعدهم يلزمون أهل الذمة بأن يتميزوا ولا يتشبهوا بالمسلمين في لباسهم.

رابعا: أن أهل الحق والخير والعلم والسنة في هذا الزمن على اختلاف بلدانهم لا يلبسون لباس الكفار بل يلبسون لبس المسلمين والعبرة بهم لا بالفساق.

والله - تعالى -أعلم

 (الملابس الرياضية):

س/  ما حكم لبس الملابس الرياضية التي عليها شعارات أوربية.

ج/ لا يجوز لبسها بشعارات أو بدون شعارات لأنها تشبه بالكفار وبالفساق أيضاً وفي الحديث الصحيح -من تشبه بقوم فهو منهم- وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في الصحيح لما رأى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبين معصفرين قال له -إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها- فعلل النهي عن لبسها بأنها من ثياب الكفار، وفي حديث أبي أمامة مرفوعا -تسرولوا واتزروا خالفوا أهل الكتاب- فمخالفتهم في اللبس مطلب للشارع، وفي البخاري عن عمر بن الخطاب أنه كتب للمسلمين في خراسان -إياكم والتنعم وزي أهل الشرك- والأحاديث في ذلك كثيرة، ولا عبرة بانتشار لبس الكفار بين المسلمين ليقال بأنه لم يعد خاصا بهم فلا يكون تشبها بهم للأمور الأربعة السابقة..

(البلياردو):

س/ مركز إسلامي في أمريكا أرسل رسالة بالانجليزي يقول عندهم حفله لبعض الشباب من تناول طعام ومباراة لعبة (البلياردو) وسوف يشكلون فرقه لهذه اللعبة ويلعبونها داخل مبنى المسجد....فهل يحرم لعب البلياردو أم لا؟ وهم ينتظرون ردك حتى يقوموا بإلغاء الحفلة إن كانت محرمه..

 ج / الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

ليعلم:

أولا أن ما كان من الألعاب مشتملا على أمر محرم كتماثيل أو كان مؤديا إلى محرم كإضاعة الصلاة أو التأخر عنها أو كان مؤديا إلى البغضاء بين المسلمين أو التلاحي بينهم أو كان مشتملا على عوض فإنه يحرم كما قرره أهل العلم..

ثانيا: ما كان يؤدي إلى ذلك في الغالب -ولم لم يكن دائما-فإنه يحرم أيضا لأن الحكم للغالب..

ثالثا: أما هذه اللعبة بذاتها فالذي يظهر لي أنه ينبغي تركها وهو الأولى والأفضل ولا شك لأمور:

 منها أنها أتت أصلا من الكفار وفي اللعب فيها قسط من التشبه بهم،  ومنها أنه في الحديث الصحيح(كل لهو يلهو به ابن آدم فهو باطل إلا ثلاثة.. ) والباطل ليس بمعنى المحرم بل بمعنى الذي لا فائدة فيه، فهذه اللعبة لا يظهر فيها منفعة لهم بل يظهر أنها مضيعة للوقت بلا فائدة، ومنها أن أصحاب المراكز الإسلامية يجب عليهم ما لا يجب على غيرهم من الظهور بمظهر القدوة للناس فإن الناس إذا رأوا أهل الخير يتلهون بمثل هذه الملهيات قاسوا عليها غيرها من أمور الباطل...

رابعا: أنه ينبغي أن ينزه المسجد عنها وعن غيرها من الملاهي لأن في هذا الأمر تشبيها للمسجد بصالات ألعاب الكفار (صالة لعب البلياردو) وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل المسجد لأمور الدنيا كالبيع والشراء وأمر بتكريمه، وإنما يجوز فيه مثل إنشاد الشعر الحسن ونحو الرمي بالحراب ونحو ذلك مما فيه فائدة وثبتت إباحته بخلاف هذه الألعاب.

هذا والله - تعالى -أعلم.