بسم الله الرحمن الرحيم
* هناك من يعمل بالسحر التخييلي من الطعن والنار والضرب بالمطارق ويظهرون في وسائل الإعلام على أنهم يأتون بمعجزات فكيف ينهى عن هذا وكيف يواجه هذا الأمر؟
- الواجب إنكار هذا ومنعه من وسائل الإعلام التي لنا عليها سلطة ولنا عليها قدرة، أما وسائل الإعلام التي ليس لنا عليها قدرة ولا سلطة فنمنعها من بلادنا. وإذا حصل شيء من ذلك فإنه يطلب من المسئولين إزالته والقضاء عليه حماية للمسلمين من شره وخطره.
ضابط فضل القرب من الإمام
* أرجو توضيح فضل القرب من الإمام في الصف الأول والصلاة خلفه مباشرة؟
- يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا). معنى ذلك أنه لو لم يمكن الحصول على الصف الأول إلا بالقرعة لفعلوها، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: (تقدموا وائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم) فالقرب من الإمام في الصف الأول يكون به قدوة للآخرين لأنهم يأتمون بالإمام مباشرة، ويرون الإمام مباشرة فيأتمون به، وهذا أفضل ممن يقتدي بمن خلف الإمام من الصفوف، وأيضا قوله - صلى الله عليه وسلم -: (ليلني منكم أولو الأحلام والنهى). فهذا يدل على أنه ينبغي أن يتقدم أهل الفضل وأهل العلم ليكونوا قريبين من الإمام فيفتحون عليه إذا احتاج لمن يفتح عليه بالقراءة أو نابه شيء في الصلاة استطاعوا أن يساعدوه، وأن يستخلف من يكمل الصلاة لو احتاج إلى الاستخلاف. فالتقدم إلى الصف الأول والقرب من الإمام فيه فضائل عظيمة، وفيه خيرات وفيه دلالة على مبادرة الإنسان إلى الخير ورغبته فيه، وأنه من السابقين إلى فعل الخير، أما التأخر فإنه يدل على الكسل وعدم الرغبة في الخير، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله) ولأن التأخر والتكاسل من صفات المنافقين، قال - تعالى -: {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون (54)} [التوبة] أما التقدم إلى الصف الأول والقرب من الإمام فهذا دليل على الرغبة في الخير والبراءة من النفاق. والله أعلم.
تزوير محرم لا يجوز فعله
* ما حكم شراء أسماء الغير من أجل المساهمة في الشركات المساهمة والبنوك؟
- اشتراء أسماء الغير من أجل المساهمة في الشركات المساهمة والبنوك هو من التزوير المحرم فلا يجوز فعله، والثمن الذي يأخذه صاحب الاسم حرام عليه والكسب الذي يحصل عليه مشتري الأسماء حرام عليه أيضا ثم الشركات المساهمة الغالب عليها أنها تشتغل بالربا فلا تجوز المساهمة فيها، وكذلك البنوك هي مؤسسات ربوية فلا تجوز المساهمة فيه.
ضابط الغيرة
* زوجي يغار علي كثيرا يصل في بعض الأحيان الأمر إلى حد الشك مع العلم أنني امرأة محافظة فماذا أعمل تجاهه؟
- الأصل في المسلمة العدالة والنزاهة فلا يجوز لزوج المسلمة أن يتشكك فيها لمجرد هواجس نفسية شيطانية، أو لخبر نمام مفسد، قال - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (6)} [الحجرات]. وعلى المرأة المسلمة التي يصاب زوجها بهذا المرض النفسي أن تصبر ما دامت تعلم من نفسها الصدق والعفة، ولن تضرها خواطر زوجها النفسية لأنه ربما تكون تلك الخواطر ناتجة عن مرض نفسي ويزول بإذن الله.
هذا الحديث معناه الوعيد
* ورد في كتاب (المبادئ الإسلامية في الحياة الزوجية) حديث: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل)، ما معنى الحديث السالف وما هو العدل هنا وما المقصود بالشق؟
- الحديث معناه الوعيد في حق من لم يعدل بين زوجاته العدل المستطاع وهو المساواة بينهن في الإنفاق والمسكن والملبس والمبيت ـ والمراد بالشق هنا نصفه وميلانه عقوبة له على جوره ـ لأن الجزاء من جنس العمل ـ فكما مال في معاملته لزوجته أمال الله شقه وجعل جسمه غير معتدل عقوبة له. وقد قال الله - تعالى -: {فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة (129)} [النساء].
وفاء الدين عن الميت
* إذا مات الوالد وبذمته دين وقال ابنه لصاحب الدين إن دينك في ذمتي أمام الله وعباده فهل يخرج هذا الدين من ذمة الوالد المتوفى أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
- وفاء الدين عن الميت إذا لم يكن له تركة من أعظم الإحسان وفعل الخير وهذا من التعاون بين المسلمين ومن نفع الأموات بإبراء ذمتهم أما ذمة الميت فإنها لا تبرأ بمجرد التحمل بل لا تبرأ إلا بالتسديد، فإذا سدد الدين عن الميت برئت ذمته، والدليل على ذلك (أن جنازة قدمت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليها فسأل هل عليها دين فقالوا: نعم عليها ديناران، فتأخر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: (صلوا على صاحبكم) فقال أبو قتادة: هي علي يا رسول الله أو هما علي يا رسول الله فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعدما دفن ولقي أبو قتادة النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعلت الديناران فأبو قتادة كأنه رأى أن المدة قريبة يعني لم يمض وقت طويل، ثم إنه - رضي الله عنه - مضى وسددها ثم جاء وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه سددها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الآن بردت عليه جلدته). فدل هذا على أن تحمل الدين عن الميت لا تبرأ به ذمته حتى يسدد عنه ولكن هذا عمل طيب ويثاب عليه المسلم وإذا تحمله فإنه يجب عليه المبادرة بتسديده لإراحة الميت من ارتهانه بدينه.
الإنسان لا تؤمن عليه الفتنة
* وضعت جهازا لاستقبال المحطات التليفزيونية الخارجية الأخرى، وحيث أنني لا أشاهد فيه إلا الأخبار فقط مع العلم أنني أتحكم فيه وحدي ولا أسمح لأحد آخر أن يشاهد البرامج الأخرى. فما هو الحكم في ذلك الأمر؟
- لا يجوز استعمال الجهاز الذي يستقبل المحطات التليفزيونية الخارجية لما يجلبه من الشر والفساد في العقيدة والأخلاق والأضرار على الأسرة والمجتمع. ولو تحفظ عليه الإنسان في أول الأمر فإن هذا التحفظ لن يستمر. وقد جاء الشرع المطهر بسد الوسائل المفضية إلى الشر. وأيضا الإنسان بشر لا تؤمن عليه الفتنة، والحصول على الأخبار يمكنك من وسائل الإعلام الأخرى من صحافة وإذاعة ومن التلفاز السعودي. ومع أن الأخبار فيها ما فيها من الكذب الكثير وتشويش الفكر والإرجاف.
نور الله
* ما معنى قوله - تعالى -في سورة النور: {الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (35)} [النور]؟؟
- ذكر العلماء - رحمهم الله - أن الله - سبحانه وتعالى - نور السموات والأرض الحسي والمعنوي وذلك بأنه - تعالى -بذاته نور، وحجابه نور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، وبه استنار العرش والكرسي والشمس والقمر، وبه استنارت الجنة. وكذلك هو نور السموات والأرض النور المعنوي فنور السموات والأرض المعنوي يرجع إلى الله - تعالى - فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان به والمعرفة به في قلوب رسله وعباده المؤمنين نور، فلولا نوره - تعالى - لتراكمت الظلمات، ولهذا كل محل يفقد نوره فثم الظلمة والحسرة، قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه المشهور: (أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات). (مثل نوره) الذي يهدي إليه وهو نور الإيمان والقرآن في قلوب المؤمنين (كمشكاة) أي: كوة فيها مصباحº لأن الكوة تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق، ذلك المصباح في زجاجة، الزجاجة من صفائها وبهائها، (كأنها كوكب دري) أي: كوكب مضيء إضاءة الدر، (يوقد) ذلك المصباح الذي في تلك الزجاجة الدرية، {من شجرة مباركة زيتونة} أي: يوقد من زيت الزيتون الذي ناره من أنور ما يكون، {لا شرقية} فقط فلا تصيبها الشمس آخر النهار، {ولا غربية} فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار، وإذا انتفى عنها الأمران كانت متوسطة من الأرض كزيتون الشام تصيبه الشمس أول النهار وآخره فيحسن ويطيب، ويكون أصفى لزيتها، ولهذا قال: {يكاد زيتها يضي} أي: من صفائه يضيء {ولو لم تمسسه نار} فإذا مسته النار أضاء إضاءة بليغة {نور على نور} أي: نور النار ونور الزيت. ووجه هذا المثل الذي ضربه الله وتطبيقه على حالة المؤمن ونور الله في قلبه أن فطرته التي فطر عليها بمنزلة الزيت الصافي، ففطرته صافية مستعدة للتعاليم الإلهية والعمل المشروع، فإذا وصل إليه العلم والإيمان اشتعل ذلك النور في قلبه بمنزلة إشعال النار فتيلة ذلك المصباح، وهو صافي القلب من سوء القصد ومن سوء الفهم عن الله، إذا وصل إليه الإيمان أضاء إضاءة عظيمة لصفائه من الكدرات، وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدرية فيتجمع له نور الفطرة ونور الإيمان ونور العلم وصفاء المعرفة {نور على نور} ولما كان هذا من نور الله - تعالى -، وليس كل أحد يصلح له ذلك قال: {يهدي الله لنوره من يشاء} ممن يعلم زكاؤه وفطرته وطهارته، وأنه يزكو معه وينمو هداه {ويضرب الله الأمثال للناس} ليعقلوا عنه، ويفهموا لطفا منه - سبحانه وتعالى - {والله بكل شيء عليم } والله أعلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد