بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله... نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا... من يهدي فلا مضل له من يضلل فلا هادي له... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله..
{يا أيها الذين آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمين}
{يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رقيبا}
{يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولا سديداً يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا}...
أمـا بـعــــــد...
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر ألأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة بالنار...
مـعــاشر الأحـبـة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
طبتم وطاب ممشاكم وتبوئتم من الجنة منزلا...
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخوان على سرر متقابلين...
أسأله - سبحانه - أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن...
هذا لقاء من لقاءات مواعظ القلوب...
العلاج الذي لابد منه لقسوة القلوب... وقسوة القلوب مرض خبيث يقعد عن الخير ويصد عن الهداية..
قال - تعالى -:{فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}.
والقلوب ما بين رقة وقسوة... إذا رقت تذكرت علام الغيوب... وإذا قست نست فكان لابد لها من التذكير إذا غفلت.. لابد لها من مواعظ القرآن والمواعظ النبوية..
مواعظ القرآن التي تحيي القلوب القاسية لأن كلام الرحمن إذا نزل على جبل لرأيته خاشع متصدع من خشية الله..
نحن في لقاء بعنوان {أين دارك غدا}...
أنت الآن تسكن القصر الفسيح وتقطن الدار الرحيبة وغداً ستكون في مكان أخر طال الزمان أو قصر..
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخــير طاب مــسكــنه *** وإن بنـاها بشـر خاب بانـيــها
إن مواعظ القرآن أعظم ما يحي القلوب.. والمواعظ النبوية الموجزة البليغة من أعظم المواعظ التي تحيي القلوب....
فتعال أعطني السمع والقلب والجوارح والأركان نمر في موعظة قرآنية..
قال الله جل في علاه: {يَا أَيٌّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقُّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدٌّنيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ) ،(إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُم عَدُوُّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدعُو حِزبَهُ لِيَكُونُوا مِن أَصحَابِ السَّعِيرِ)6.
ترى ما الذي غر الناس من الدنيا؟!...
ترى ما الذي غرهم من الدنيا وهذه سهامها تصيب كل يوم أحدهم بسهم تودي به إلى القبر المظلم المطبق عليه.. سالكاً سبيل من سبقوه من الأموات الهالكين وقد خرقت قبورهم الأكفان ومزقت الأبدان ومصت الدم وأكلت اللحم...
ترى ما صنعت بهم الديدان؟!
أليست قد محت الألوان وعفرت الوجوه الحسان وكسرت الفِقار... وأبانت الأعضاء ومزقت الأشلاء.. !!
أليس الليل والنهار عليهم سواء؟!
أليسوا في مدلهمة ظلماء؟!..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد