مرحباً على استحياء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نقولها لهلال رمضان حينما أطلَّ، فمرحباً بك يا هلال، هلال خير ورشد، ربي وربك الله..

مرحباً بك في عليائك ـ من أمة أثخنتها الجراح وأثقلتها الذنوب.. فمرحباً بك على استحياء..

نقولها وقد هرمنا في الذل، فنحن نخطو نحو الستين منذ ضياع أولى القبلتين، ولسان حالنا يقول لك:

أنت الذي شهد الجدود ومجدهم وشهدتنا والمجد جدّ محطَّم

مرحباً على استحياء.. لأننا هذا العام قد خبأنا لك سليبة أخرى هي أرض الرافدين ومهد العلم والعلماء.. فلا تسألنا ـ بربك ـ لماذا؟

لأننا سنعجز عن حصر الأسباب.. وربما لا نهتم بسؤالك ولا نتعنَّى لجوابكº لأنَّ لنا ضمائر منفصلة وأخرى ـ أحسن حالاً ـ مستترة!

مرحباً بعد عذراً.. لا نقولها بعدد نجوم السماء ولا نسمات الهواء..، بل بعدد عذابات المتهورين ودموع المحزونين ودماء المستضعفين وأنين المأسورين، فربما تربو هذه على تلك!!

عذراً ثمَّ عذراً لأنَّ بني قومي قد أعدوا لك الكثير من الأطباق.. على الموائد وفوق المنازل ليغتالوا البقية الباقية من روحانية أيامك ونفخات لياليك، لكننا مع ذلك كله نوقن أنَّ لنا فيك من الله رحمات، ولنا في ليلك سهام نرجو أن تصيب.. ولعلَّ في مليارنا شعث غبر ذوي أطمار لو أقسموا على الله لأبرَّهم.

فاللهم إنا نبرأ إليك مما صنع السفهاء منا، فلا تحرمنا خير ما عندك لشرّ ما عندنا.. وبلغنا ليلة القدر، وارفع عن أمتنا القهر وأذلّ بعزتك دولة الكفر.. آمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply