الأدعية المشروعة ليكون المولود ذكراً


بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال:

ما هي الأدعية والمتطلبات والإجراءات التي يغلب اتباعها بعد التوكل على الله ليكون المولود ذكراً بإذن الله؟

 

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه..أما بعد..

الإجابة على هذا السؤال أود التنبيه إلى ما يلي:

أولاً: من الخير للمسلم أن يسأل الله - عز وجل - أن يهبه ذرية طيبة، ولا يحاول التفصيل بذكر نوع الجنسº لأنه لا يدري في أيهما تكون الخيرة له؟ ومما جاء في إجمال الطلب في ذلك ما ذكره الله - عز وجل - في صفات عباد الرحمن من قولهم: \" ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين\" أي: يعملون بطاعة الله - عز وجل -، فتقرّ بهم أعينهم في الدنيا والآخرة.

 

ثانياً: لا بأس أن يدعو العبد ربَّه أن يرزقه جنس الذكور، إذا كان ذلك لغرض مشروع، كما لو رغب في أن يكون له خلف يرثه في العلم والعبادة، أو ولد يجاهدون في سبيل الله - عز وجل -º ومنه في الكتاب العزيز قول الله - عز وجل - فيما حكاه من دعاء زكريا - صلى الله عليه وسلم -: \" رب هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا\"º ومنه من السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \" قال سليمان بن داود - عليهما السلام -: لأطوفنَّ الليلة على مئة امرأة أو تسع وتسعين كلهنّ يأتي بفارس، يجاهد في سيبل الله. قال له صاحبه: قل: إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشِقِّ رَجُل، والذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون \" رواه البخاري في صحيحه، وترجم له بقوله: \" باب من طلب الولد للجهاد \"º وقال الحافظ ابن حجر: \" قوله: باب من طلب الولد للجهاد، أي ينوي عند المجامعة حصول الولد، ليجاهد في سبيل الله فيحصل له بذلك أجر وإن لم يقع له ذلك \" (فتح الباري: 6/34).

 

ثالثاً: لم أقف على دعاء خاص ثابت يقال في ذلك، نعم ذكر بعض المصنفين أدعية في طلب الحمل بالذكور، لكن لم أقف لها على أصل، ولذا عدلت عن ذكرهاº فليدع العبد بما يراه من الدعاء مما لا تعدي فيه، وليحرص على استكمال آداب الدعاء، وتحري ما ورد من أوقات الإجابة.

 

رابعاً: الأصل أن الأمور تبقى لما خلق الله عليه طبيعة الزوجين، وما قدره الله لهما، وأن يرضى كل منهما بقسمة الله ذكراً كان أو أنثىº لأن المسلم يهمه أن تكون ذريته صالحة أكثر مما يهمه مسألة الجنس ذكراً كان أو أنثى، وقد يرزق الله المسلم بنات وهو - سبحانه - يعلم - بعلمه لما كان وما يكون أنهن خير له من البنين، وأنه لو قدر الله له بنين لكانوا سبباً في شقائه! أو العكسº بل ورد في فضل تربية البنات وصونهن ما هو معلوم من مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: \" من ابتلي من هذه البنات بشيء، فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار\".

ومع هذا يستثنى في حالات خاصَّة جواز تحديد الجنس بالوسائل الطبية، وهي أمور معروفة، مثل: أن يوجد مرض وراثي يصيب المواليد من جنس الإناث دون جنس الذكور، ومثَّل له بعض الباحثين بمرض العامل الرايزيسي، ولكن يبقى من باب الاستثناء الذي قد تدعو إليه الضرورة، أو الحاجة الشديدةº و للقول بجواز ذلك شروط معينةº ومن ثم فهي من المسائل التي لا يدخل فيها المكلف حتى يعرضها على أهل العلم، لينظروا في تحقق شروطها.

 

ومما يحسن التنبيه إليه أنَّ هذه الطرق الطبية ليست من علم الغيب في شيء كما قد يتوهم بعض العامة، بل جاء في النصوص الشرعية ما يشير إلى آليتها الطبية.

والله تعالى أعلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply