نفحات في العشر الأواخر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

انظروا رحمكم الله إلى شهركم واعرفوا فضلَه، فقد تصرّمت أيامُه، فها أنتم مقبلون على عشره الأخيرةِ، أعظمُ أيامِه فضلاً، وأرفعُها قدراً، وأكثرُها أجراً.. تصفوا الأوقاتُ للذيذ المناجاةِ، وتُسكبُ العبراتُ بكاءاً على السيئات، فكم لربِّ العزةِ من عتيقٍ, من النار، وكم من أسيرٍ, للذنوبِ وصَلَه اللهُ بعد القطع، وكتبَ له السعادةَ من بعد طول شقاء، قدّم في أيامه المباركةِ توبةً صادقةً أتبعها في الباقيات الصالحات.. إن لهذه العشرة الأخيرة من رمضان خصائص وفضائل لا تحصى، فقد كان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، تقول عائشة رضي الله تعالى عنها عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجتهدُ في العشر الأواخرِ ما لا يجتهد في غيره. وتقول رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكفُ العشر الأواخر من رمضان حتى توفّاه الله عز وجلَّ ثم اعتكف أزواجُه من بعده. فهذه الفرصةُ إذا أُفلِتَت فلن تنفعَ بعدها الحسرات، والأعمارُ بيد الله تعالى، فاغتنموا رحمني اللهُ وإياكم شريف الأوقات.. فما الحياةُ إلا أنفاسٌ معدودة، وآجالٌ محدودة، والأيامُ مطاياكم إلى هذه الآجال، فاعملوا وأمّلوا وأبشروا، فالمغبونُ واللهِ من انصرف أو تشاغلَ بطاعة الله عز وجل، والمحرومُ من حُرمَ ليلةِ القدرِ، والمأسوفُ عليه من أدرك شهر رمضانُ فلم يغفر له.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply