أجوبة أسئلة منتدى زحل


بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال الأول: عن الحديث بين الرجل والمرأة في الإنترنت؟

الجواب: إذا كان هناك حاجة حقيقية عند المرأة فلا حرج إن شاء الله - تعالى -. قال - تعالى -: \" وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن\". و مثال الحاجة: السؤال في أمور دينها.

ولكن الواقع في الاتصال الخاص بين الرجال والنساء: أن أكثرها في غير ما ينفع، وقد يترتب على هذا الاتصال، مفاسد من التوسع في التعرف، والعلاقات العاطفية، فأرى أن يغلق الباب. و ما كنت لأذكر هذا إلا بسبب ما وقفت من نهايات مؤلمة كانت البداية هي التعرف من خلال المخاطبات الخاصة في الإنترنت.

و يمكن أن يتحقق للمرأة ما تريد بالسؤال في المنتدى المفتوح كتابةً.

والله - تعالى -أعلم.

 

السؤال الثاني: هل يشير المصلي بسبابته أثناء الجلسة بين السجدتين، نرجو من فضيلة الشيخ يوسف الأحمد البيان المفصل؟

الجواب: اختلف العلماء في هذه المسألة، و سبب الخلاف بينهم، هو الخلاف في صحة إحدى روايات حديث وائل بن حجر التي جاء التصريح فيها بالإشارة بالسبابة في الجلسة بين السجدتين.

وأذكر هنا الشاهد من هذه الرواية، فعن وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: \" رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - كبر فرفع يديه..(إلى أن قال) و سجد فوضع يديه حذو أذنيه ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه \".

وهذه الرواية صريحة في الإشارة بالسبابة في الجلسة بين السجدتين.

وحديث وائل هذا رواه أبو داود، والنسائي، وأحمد، والدارمي وغيرهم. وقد رووه من طرق عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر. وهذا إسناد جيد.

وهذا لا يكفي لثبوت هذه الروايةº لأن الحديث بهذا الإسناد له ثلاث روايات:

الرواية الأولى: أن مكان الإشارة بالسبابة في الجلسة بين السجدتين. كما في الرواية السابقة، وهي عند عبد الرزاق وأحمد والطبراني من طريق عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبي عن وائل.

الرواية الثانية: أن مكان الإشارة في التشهد. وقد رواها عن عاصم خمسة من الثقات على رأسهم شعبة، وسفيان بن عيينة.

الرواية الثالثة: بالإطلاقº أي بدون تحديد مكان الإشارة، فلم التشهد والجلوس بين السجدتين. وقد رواها عن عاصم جمع من الثقات.

وتبين من هذا العرض أن الرواية الأولى تفرد بها عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم.

فهل تعتبر رواية عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم تعتبر من قبيل زيادة الثقة المقبولة، أو هي من قبيل مخالفة الثقة للثقاتº فتكون زيادة شاذة؟ وجهتان:

وقد جزم بالشذوذ الألباني - رحمه الله - في تمام المنة.

و الوجهة الأخرى: أن هذه الرواية من قبيل زيادة الثقة المقبولة، وأنها لا تنافي الروايات الأخرى، وهذا ما يظهر من صنيع ابن القيم في زاد المعاد، ومن المعاصرين ابن عثيمين - رحمهم الله -.

وقد ذكر الألباني - رحمه الله - في تمام المنة: أن ظاهر سياق روايات الإطلاق يدل على أن الإشارة في التشهد.

و ما ذكره محل نظر، فقد تأملت هذه الروايات، وظهر لي أن سياقها يدل على أن الإشارة كانت الجلسة بين السجدتين، ولكنها ليست صريحة.

وبعد هذا يظهر قوة الوجهتين، ولم يتبين لي بجلاء رجحان أحدهما فالله - تعالى -أعلم بالصواب.

 

وهنا سؤال إذا وصل طالب العلم إلى هذه النتيجة، فهل يشير، أو لا يشير في الجلسة بين السجدتين؟

الجواب: أن الأصل في العبادات هو المنع حتى يتبين وجه المشروعية. ففي مسألة الترجيح أقول لم يترجح لي شيء، وفي مسألة العمل، لا أعمل بها حتى تثبت كونها سنة، وإلا فالأصل هو الترك.

وقد بسط هذه المسألة لمن أراد التوسع في الدرس الخامس والأربعون من شرح العمدة.

 

السؤال الثالث: ما الدعاء المشروع أثناء الطواف والسعي؟

الجواب: لم يثبت في دعاء خاص إلا التكبير في الطواف بالبيت عند بداية كل شوط. وثبت عن ابن عمر أنه زاد عن التكبير بقوله: بسم الله و الله أكبر.

و ورد أيضا حديث عبد الله بن السائب قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بين الركن اليماني والحَجر (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) \" أخرجه أبو داود وأحمد وغيرهما بإسناد رجاله ثقات إلا عبيد مولى السائب فمختلف فيه. قال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول، وذكر ابن مندة، و أبو نعيم، وابن قانع: أن له صحبة. فإذا ثبتت له الصحبة فالحديث صحيح، وإلا فهو ضعيف. وقد حسنه من المعاصرين الألباني - رحمه الله -.

وثبت أيضاً في السعي ما جاء في حديث جابر - رضي الله عنه - وفيه: \" فلما دنا من الصفا قرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله) أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا \" أخرجه مسلم.

و عن جابر أيضاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير يصنع ذلك ثلاث مرات ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك \" أخرجه النسائي بسند صحيح.

و لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أدعية أخرى إلا زيادات يسيرة على الذكر السابق، ولذلك فإنه لا يشرع تخصيص أدعية أخرى لكل شوط في الطواف أو السعي، فإن ذكر الله، أو قرأ من القرآن، أو دعا الله بما شاء أثناء الطواف والسعي دون تخصيص فهو أمر حسن.

 

السؤال الرابع: نحن شباب في مركز ويجري المشرف مسابقة بيننا، والطلاب يشاركون في الجوائز أو قيمتها؟

الجواب: إذا كان الاشتراك في المسابقة مشروط بدفع أموال أو أعيان من قبل المتسابقين فإنه لا يجوز إلا في ثلاثة أشياء استثناها الشرع وهي المسابقة بالخيل، أو البعير، أو بالرميº لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \" لا سَبَق إلا في خف أو نصل أو حافر \" أخرجه أحمد و أصحاب السنن من حديث أبي هريرة بسند صحيح.

أما إذا لم يكن الدفع مشروطاً في الاشتراك في المسابقة فإنه جائز ولا حرج فيه.

والذي يظهر من السؤال أن المسابقة في المركز مفتوحة للطلاب وليست خاصة بمن قدم أجزاءً من الجوائز من أعيان أو أموال. وعليه فإنها جائزة ولا حرج فيها.

 

السؤال الخامس: مشكلة كبرى تواجهني في إخلاص النية: كيف توضع الجوائز على حفظ القرآن والمتون العلمية، أليس في هذا ربط للشباب بالدنيا؟ وكيف يتحقق الإخلاص في النية ونحن ندرس العلم الشرعي للحصول على الشهادة الجامعية؟

الجواب: من المعلوم أن إخلاص النية لله شرط لصحة جميع الأعمال، وهذا لا يمنع أن يكون مع إخلاصه لله رغبته في الحصول على الفائدة الدنيوية، كما جاء في بعض العبادات، وأن لها منافع دنيوية لصاحبها، كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد: \" من قتل قتيلاً فله سلبه \". تشجيعاً للصحابة على القتال، ومن المعلوم أن الجهاد لا يصح إلا أن يريد به إعلاء كلمة الله. ومثله أيضاً قوله - عليه الصلاة والسلام -: \" من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه \" وغير ذلك.

فإذا أراد المؤمن بعمله الصالح أن يحصل له هذا النفع الدنيوي فإنه لا بأس به بشرط إخلاص النية لله في العمل. أما إذا قصد النفع الدنيوي فقط فهو انحراف في النية لا يجوز.

 

السؤال السادس: يسجل الأعضاء في المنتديات بأسماء مستعارة، وربما تسمى باسم امرأة وهو رجل، وربما تسمى باسم عالم أو مجاهد مشهور من المعاصرين مثل (ابن عثيمين) (ابن باز) فهل هذا كذب؟

الجواب: يجوز للإنسان إذا لم يرد الظهور باسمه الصريح أن يذكر أوصافاً صحيحة مثل (عبد الله) (المسلم) (المعلم) (الناصح) (عادل) وغير ذلك.

أما التسمي بأسماء أناس معروفين من غير توكيل منهم فلا يجوز لأنه كذب.

أما ذكر الأوصاف غير الصحيحة، أو باسم امرأة وهو رجل أو العكس فأخشى أن يكون من الكذب المحرم، و مع ذلك فهذه المسألة بحاجة إلى نظر، وتأمل، وتفصيل أكثر.

 

السؤال السابع: هل يجوز قضاء الوتر؟

الجواب: يشرع لمن فاته الوتر أن يقضيه شفعاً من النهار. والدليل عليه، مجموع حديثين:

الأول: حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره \". أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وصححه العراقي، وحسنه النووي، وصححه من المعاصرين الألباني.

الثاني: حديث عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة \" أخرجه مسلم.

 

السؤال الثامن: هل هناك فرق بين المجيء والإتيان في صفات الله؟

الجواب: هاتان الصفتان ثابتتان لله - تعالى -بالكتاب والسنة، ومعنى المجيء قريب جداً من معنى الإتيان، ولذلك فإن بعض الروايات الصحيحة تختلف فمرة تذكر (الإتيان) ومرة تذكر (المجيء).

 

السؤال التاسع: نأمل من فضيلة الشيخ يوسف بيان النظرة الشرعية من أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها على إخواننا في أفغانستان.

الجواب: الجواب على هذا السؤال يطول جداً، ولكن هذه معالم مهمة لتحقيق النظرة الشرعية:

أولاً: الموقف الصحيح إنما يعرف بالدليل من الكتاب والسنة بعيداً عن المؤثرات والعواطف. وهذا يتطلب من المؤمن التروي وعدم العجلة، وخصوصاً أن ما حدث أمر جديد ونازلة من النوازل، فلا ينطلق المؤمن برأي إلا بعد تبين الحكم بدليله.

ثانياً: تحقيق مقتضيات الولاء لإخواننا المسلمين في أفغانستان، ومن ذلك النصرة والدعاء. قال الله - تعالى -: \" إنما المؤمنون إخوة \" وقال: \" وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر \". و عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \" إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه \" متفق عليه.

ثالثاً: تحقيق مقتضيات البراء من الكفر وأهله، ومن مقتضياته جهاد الكفار، وإبداء العداوة والبغضاء لهم. قال الله - تعالى -: \" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده \"

 

السؤال العاشر: ما الحكمة من مشروعية الجهاد؟

الجواب: الجهاد نوعان: جهاد دفع، وجهاد طلب.

والحكمة من جهاد الدفع إذا هجم العدو بلاد المسلمين حفظُ دماء المسلمين وأموالهم، و أعراضهم. وحفظ القيام بعبادة الله وحده لا شريك له.

والحكمة من جهاد الطلب: نشر الإسلام، و تبليغ الدعوة لجميع الناس، والحكم بشريعة الله في الأرض. لأن الإسلام له أعداء وخصوم من طواغيت الأرض، يعادونه، و لا يرضون به. و لا يمكن دفع هؤلاء والقيام بأمر الله إلا بالجهاد في سبيل الله، ليكون الدين كله لله.

 

السؤال الحادي عشر: ما حكم النظر إلى الأمرد؟

الجواب: إن كان في النظر إليه فتنة أو مظنة الفتنة حرم النظر إليه. لعموم قوله - تعالى -: \" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم.. الآية \".

 

السؤال الثاني عشر: ما كفارة القتل الخطأ؟.

الجواب: كفارة قتل الخطأ بالترتيب: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين. لقوله - تعالى -: \" وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما \" (النساء 92).

 

السؤال الثالث عشر: ما هي كفار الجماع في نهار رمضان، وإذا تكرر منه هل يكفي كفارة واحدة أو لا؟

الجواب: يجب على المجامع في نهار رمضان ثلاثة أشياء: التوبة إلى الله، والقضاء، والكفارة. وهي على الترتيب: عتق رقبة فإن لم يجد، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.

لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: \" أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقال: هلكت. قال: ولم؟ قال: وقعت على أهلي في رمضان. قال: فأعتق رقبة. قال: ليس عندي. قال: فصم شهرين متتابعين. قال: لا أستطيع. قال: فأطعم ستين مسكينا. قال: لا أجد. فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه تمر. فقال: أين السائل؟ قال: ها أنا ذا. قال: تصدق بهذا. قال: على أحوج منا يا رسول الله؟ فوالذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهلَ بيت أحوج منا، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه. قال: فأنتم إذا \" متفق عليه. وفي رواية: \" وصم يوماً مكانه \" أخرجه مالك وأبو داود وابن ماجة وقال النووي في المجموع: \" إسناد رواية أبي داود هذه جيد \". وصححه من المعاصرين أحمد شاكر في شرح المسند، والألباني في الإرواء. - رحمهم الله -.

وقال الفقهاء: إذا تكرر الجماع في يوم واحد فيكفي فيه كفارة واحدة، وإذا تعددت الأيام فلكل يوم كفارة.

 

السؤال الرابع عشر: سجود التلاوة هل يشرع له تكبير؟

الجواب: الراجح من قولي العلماء أن سجود التلاوة ليس لها تكبير، لأنه لم يثبت فيها تكبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والأصل في العبادات التوقيف.

أما إذا كان في الصلاة فإنه يشرع له التكبير عند السجود وعند الرفع منهº لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في الصلاة في خفض ورفع، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: \" أنه كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض ورفع فإذا انصرف قال إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - \" متفق عليه.

 

السؤال الخامس عشر: أخت ذهبت إلى صالون نسائي وانزعجت كثيراً بسبب رفع صوت المسجل على صوت الغناء. لكنها أكملت حاجتها من هذا الصالون وخرجت والغناء باقي فهل عليها إثم؟

الجواب: جزاها الله خيراً على انزعاجها من هذا المنكر، لكن ما فعلته لا يكفي، فلابد من إغلاق المسجل، لأنه لا يجوز للمؤمن أن يبقى في مكان يعلن فيه المنكر. فعن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: \" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف \" أخرجه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم.

ومن وسائل الإنكار: أن تطلب المرأة من العاملات إغلاق المسجل بأسلوب حسن، أو تأتي معها بشريط قرآن أو محاضرة نافعة، وتطلب منهم وضعه في المسجل، وإن لم يستجيبوا خرجت من المكان.

 

السؤال السادس عشر: هل من توجيه حول من تكلم في بعض المشايخ، و تتبع زلته، ووصفه بأوصاف غير لائقة (متخاذل.. )؟.

السؤال السابع عشر: ما رأيكم فيما يحدث هذه الأيام في الخوض في لحوم العلماء من بعض السفهاء دون حسيب أو رقيب؟. ما المنهج الشرعي في الرد على العلماء؟.

الجواب عنهما: لعلي أن أوجز الجواب عن هذين السؤالين في النقاط الآتية:

أولاً: أن العلماء و طلاب العلم ليسوا معصومين، فهم بشر يقع بعضهم في الخطأ، أو التسرع والعجلة، و سبق اللسان، وغير ذلك...

ثانياً: أن وقوعه في الخطأ، لا يبيح اتهامه في النية والمقصد. لأن النية أمرها إلى الله وليس لنا إلا الظاهر، و الواجب إحسان الظن في المسلم.

ثالثاً: إذا أخطأ أحد من العلماء في الاجتهاد، فالواجب مناصحته، بالوسيلة المناسبةº كالزيارة والحديث معه، أو بالكتابة، أو بالاتصال، أو غير ذلك من الوسائل، بالرفق واللينº ليكون أدعى للقبول.

و إذا أعلن العالم اجتهاده، وظهر لغيره خطأه في الاجتهاد، فالرد عليه جائز، باللغة العلمية، والأسلوب الطيب.

و الميزان في معرفة الحق هو الدليل من الكتاب والسنة، بعيداً عن البغي، والتشهير، واتهام النيات. و إنما الرفق والأناة، و خلق أهل الإيمان.

 

السؤال الثامن عشر: حدثنا عن بدايتك العلمية بارك الله فيكم؟

الجواب: قد لا يكون هذا السؤال مهماً للقارئين، و لكن بإيجاز شديد: درست في المعهد العلمي بالدمام، ثم كلية الشريعة بالرياض وكذلك الدراسات العليا، أما دراستي على المشايخ فقد بدأت ولله الحمد في مرحلة مبكرة وأكثرها كان في المرحلة الجامعية و ممن قرأت عليهم المتون العلمية وانتفعت بعلمهم: الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -، والشيخ عبد الله الجبرين، والشيخ صالح الأطرم، والشيخ صالح الفوزان حفظهم الله وغيرهم من المشايخ الفضلاء.

 

السؤال التاسع عشر: هل تجوز الصدقة من زكاة المال؟ وهل تقبل هذه الصدقة على الأخ من الرضاع؟

الجواب: إذا استلم المسلم الزكاة وهو مستحق لها فقد امتلكها، وإذا امتلكها جاز له أن يتصرف فيها، ومن ذلك الصدقة. ويجوز له حينئذ دفعها لأخيه من الرضاعة أو غيره.

 

السؤال العشرون: هل صبغ الشعر للمرأة حرام؟

الجواب: يجوز للمرأة أن تصبغ شعرها بغير السوادº لأن الأصل في الأشياء هو الحل والإباحة. قال - تعالى -: \" قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق \".

أما السواد فقد نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد \" أخرجه مسلم.

ويحرم صبغ الشعر أيضاً إذا كان فيه تشبه بالكفار أو الفساق.

 

السؤال الحادي والعشرون: هل التصدق بقراءة القرآن على الموتى جائز؟ وهل أجر تلك الختمة تكون لمن قرأها ولمن تُصِدّق عليه؟

السؤال الثاني والعشرون: وما هي الأعمال التي تقبل كصدقة للميت؟ (غير الدعاء لهم)

السؤال الثالث والعشرون: هل يجوز إشراك أكثر من شخص في ثواب عمرة في هذا الشهر الفضيل، كأن أذهب لمكة الكرمة واجعل ثواب هذه العمرة التي أؤديها.. لأبي وأمي وعمي مثلأً..

وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم

الجواب: اختلف العلماء في إهداء الثواب للموتى هل هو جائز؟ وهل يصلهم؟ على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن كل يعمل يهدى للميت فإنه يصله ومن ذلك قراءة القرآن والصوم والصلاة و غيرها من العبادات.

القول الثاني: أن العبد إذا مات انقطع عمله ولا يصله شيء من أعمال الأحياء.

القول الثالث: بالتفصيلº فالأصل ألا يصل الميت شيء إلا ما دل الدليل على أنه يصل.

وهذا هو القول الراجح، والدليل عليه قوله - تعالى -: \" و أن ليس للإنسان إلا ما سعى \" وقوله - عليه الصلاة والسلام -: \" إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له \" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.

وقد مات عم النبي - صلى الله عليه وسلم - حمزة - رضي الله عنه - و زوجته خديجه وثلاث من بناته ولم يقرأ عن واحد منهم القرآن أو يضح أو يصل أو يصوم عنهم، ولم ينقل شيء من ذلك عن أحد الصحابة، ولو كان مشروعاً لسبقونا إليه.

أما ما دل الدليل على استثنائه ووصول ثوابه إلى الميت فهو: الحج الواجب، والعمرة الواجبة، والصوم الواجب، والصدقة، والدعاء.

ولو سلمنا جدلاً بأن الثواب يصل، فإن أفضل ما ينفع الميت هو الدعاء، فلماذا نترك ما حث عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمور أخرى لم يفعلها، ولم يفعلها أحد من أصحابه. و الخير كل الخير في هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.

 

السؤال الرابع والعشرون: موظفة ينتهي دوامها الساعة 12 مساء هل يصح أن تصلي التراويح بعد الساعة 12 ليلاً؟

الجواب: يجوز لها ذلك، لأن قيام الليل ينتهي وقته بطلوع الفجر، بل إن قيام الليل في منتصف الليل أو آخره أفضل من أوله. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قام أول الليل وأوسطه وآخره.

و من الأدلة على هذا حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب فقال: كيف صلاة الليل؟ فقال: \" مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة توتر لك ما قد صليت \" متفق عليه.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \" أحب الصلاة إلى الله صلاة داود - عليه السلام - وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما \" متفق عليه.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \" ينزل ربنا- تبارك وتعالى -كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له \" متفق عليه.

و لما جمَّع عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - الناسَ على أبيِّ بن كعب فأصبح يصلي بهم التراويح في أول الليل قال عمر: \" نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله \" أخرجه البخاري.

 

السؤال الخامس والعشرون: إذا صلى الإنسان 11 ركعة في التراويح وأحبب أن يصلي فيما بعد نوافل فهل عليه إعادة الوتر؟ مع العلم انه ليس مداوم في عمل ذلك! وهل إن كان مداوم على ذلك بدعة؟.

الجواب: الأفضل أن يجعل آخر صلاته من الليل وتراً لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا \" متفق عليه.

وإن صلى شفعاً بعد الوتر فإنه جائز، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى ركتين بعدما أوتر كما أخرجه مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها -، وثبت أيضاً من قوله - عليه الصلاة والسلام - عند ابن خزيمة وغيره. فدل على الجواز وإن تكرر منه، لكنه خلاف الأفضل. فمن أراد القيام بعدما أوتر فله ذلك.

أما إعادة الوتر فإنه لا يجوز لحديث طلق بن علي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \" لا وتران في ليلة \" أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بسند حسن كما قال ابن حجر.

 

السؤال السادس والعشرون: ما السبيل للتخلّص من الفتور في الدين؟.

الجواب: وسائل التخلص من الفتور كثيرة منها:

1. الصحبة الصالحة (الجادة) التي يتأثر المؤمن بفعلها قبل قولها.

2. الإكثار من ذكر الموت.

3. النظر في أدلة المسابقة و المسارعة في الخيرات.

4. القراءة في سير السلف الصالح التي تشحذ الهمم في المسابقة في الخيرات.

5. حضور مجالس الذكر والوعظ من خلال المحاضرات أو الأشرطة أو غيرها.

 

السؤال السابع والعشرون: هل زوج بنت الأخ أو بنت الأخت من المحارم؟.

الجواب: ليس هذا من المحارم بالإجماع. والمحرَّم على الرجل أن يجمع بين المرأة وعمتها، و بين المرأة وخالتها، و لكن إذا طلقها جاز له أن يتزوجها. لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \" لا يُجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها \" متفق عليه.

 

السؤال الثامن والعشرون: ما حكم زراعة الشعر عند النساء والرجال، وهل تعتبر من الذين لعنهم الله في حديث \" لعن الله الواصلات المستوصلات... \" أم الوصل يختلف عن زراعة الشعر؟

الجواب: بل هو داخل فيه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن الواصلة و المستوصلة، في امرأة أرادت أن تصل شعرها بسبب مرض أصاب رأسها فتساقط شعرها، فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت، فتمعَّط شعرها (أي تساقط) فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: \" لعن الله الواصلة والمستوصلة \" متفق عليه.

و عن أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - قالت: سألت امرأةٌ النبيَ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن ابنتي أصابتها الحصبة فامَّرقَ شعرها (أي تساقط وتناثر) وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: \" لعن الله الواصلة والموصولة \" متفق عليه.

 

السؤال التاسع والعشرون: ما هو الحد بين أداء عمرتين، وإن كنت مع حملة أذهب كل نهاية أسبوع لمكة المكرمة فهل لي تكرار العمرة مع كل مرة أذهب هناك وأثابكم الله شيخنا الفاضل..

الجواب: يشرع لك أن تعتمر كلما أتيت إلى مكة، و لا حد بين العمرتين. أما الذي كرهه العلماء فهو تكرار العمرة في سفرة واحدة.

انتهت الإجابات والحمد لله. رمضان 1422هـ.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply