بسم الله الرحمن الرحيم
قال أحدهم : فوجئت بخبر دخول الشهر الكريم فزادت فرحتي بقدومه، لكنني لم أقم بشراء أغراض وحاجيات الشهر من المواد الغذائية ولملمتها من الأسواق، لذا انشغلت في أول الشهر أتجوّل في الأسواق فيا إلهي رأيت الزحام وتكالب الناس على المحلات التجارية فقلت : ما هذا؟ أين أنا وهم قبل بداية الشهر بوقت كافٍ, لنتفرغ في شهر الصوم للعبادة وقراءة القرآن؟، يا ليتنا بادرنا بالشراء قبل دخول الشهر لكن فات الأوان، واضطررت لإضاعة الأوقات الثمينة في البحث عما لذّ وطاب لنملأ مائدة الإفطار بصنوف وأشكال من الأطعمة والأشربة، بينما من وفقه الله - تعالى - بادر مبكراً بشراء ما يمكن شراؤه ثم تفرغ من بداية الشهر ليعيش مع كتاب الله ولربما أنهى الختمة الأولى من القرآن!! بعدها شغلتنا المسامرة والسهر إلى قرب الفجر في أحاديث متفرقة ليليّاً على ما جمعناه وكدّسناه من صنوف الأطعمة والأشربة، متابعين للأخبار وغيرها عبر القنوات الفضائية، جاء أهلنا وذكّرونا بملابس العيد ومتى يتم شراؤها؟ بعدها بدأت رحلتنا مع الأسواق من منتصف الشهر إلى نهاية الليالي العشر ومع ملابس العيد من مجمّع أسواق لآخر، هذا طويل وهذا قصير، وهذا لونه مناسب وهذا لا يعجبني وهكذا دواليك فضلا عن الإكسسوارات المصاحبة والأحذية والحقائب الصغيرة وما إلى ذلك من أمور تتطلب رحلات متتابعة في الليالي الفاضلة التي تحلو فيها المناجاة مع رب الأرض والسموات، وقت النزول الإلهي، وما إن حططنا ركابنا من الأسواق وحضور المناسبات الليلية وتفويت أفضل ليالي العام حتى فاجأنا خبر العيد، عدت بعدها للسوق لاستكمال ما نقص وشراء زكاة الفطر، تأملت حالي مع رمضان المبارك لكن بعد انقضائه فوجدت نفسي قد قصّرت كثيراً، ولم أنافس في الخير، غيري ختم القرآن مراراً، وأنا لم أقرأ سوى عشرين صفحة من سورة البقرة! غيري فطّر صائمين كثر، وأنا نسيت هذا المشروع المبارك ولم أدعمه، غيري لم تفته صلاة التراويح وكذا التهجد، لكني فاتتني تكبيرات الإحرام في الفرائض، ولم أصل التراويح إلا في ليال معدودة! غيري... وأنا مشغول بالأسهم بيعاً وشراءً... غيري... وأنا... يــــا إلهي كيف انصرم الشهر ولم أنافس فيه؟ يا إلهي كم غفلت عن المبادرة في الخيرات، ولم أتعرّض للنفحات؟ لقد خاب وخسر من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له! يـا إلهي ما حصيلتي في هذا الشهر؟ ربما لا أدركه في العام القادم فمن يضمن البقاء؟ رب وفقني لإدراك الشهر عاماً آخر لترى ما أصنع، والله لئن بقيت ليرين الله ما أصنع، اللهم التوبة التوبة والأوبة الأوبة بدءاً من هذه اللحظة وسأجعل كل أيامي رمضان فرب الشهور واحد، ولن أنقطع لا عن القرآن ولا عن قيام الليل بإذن الله - تعالى - ومنه نستمد العون.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد