يوم النحر يوم عيد الأضحى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لهذا اليوم فضائل عديدة: فهو يوم الحج الأكبر. وهو أفضل أيام العامº لحديث: (إن أعظم الأيام عند الله - تبارك و تعالى -: يوم النحر، ثم يوم القرّ) وهو بذلك أفضل من عيد الفطر، ولكونه يجتمع فيه الصلاة والنحر، وهما أفضل من الصلاة والصدقة.

وقد اعتبرت الأعياد في الشعوب والأمم أيام لذة وانطلاق، وتحلل وإسراف، ولكن الإسلام صبغ العيدين بصبغة العبادة والخشوع إلى جانب الفسحة واللهو المباح. وقد شرع في يوم النحر من الأعمال العظيمة كالصلاة، والتكبير، ونحر الهدي، والأضاحي، وبعض من مناسك الحج ما يجعله موسماً مباركاً للتقرب إلى الله (- تعالى -)، وطلب مرضاته، لا كما هو حال الكثير ممن جعله يوم لهو ولعب فحسب، إن لم يجعله يوم أشر وبطر، والعياذ بالله.

 

والعيد من خصائص هذه الأمة، ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام، فعليك بالعناية به وتعظيمه قال - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ}[الحج: 32]

 

وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام عيد الأضحى:

1- التكبير للصلاة: قال الله - تعالى -: {فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ} [البقرة: 148] والعيد من أعظم الخيرات والقربات.

قال البخاري - رحمه الله -: باب التبكير إلى العيد، ثم ساق حديث البراء رضي الله عنه قال: خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر فقال: ((إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلي..))

 

قال الحافظ: (هو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بشيء غير التأهب للصلاة والخروج إليها، ومن لازِمِهِ أن لا يُفعل قبلها شيء غيرها، فاقتضى ذلك التبكير إليها) [فتح الباري2/350]

 

2- التكبير: يشرع التكبير من يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال - تعالى -: {وَاذكُرُوا اللّهَ فِي أَيَّامٍ, مَّعدُودَاتٍ,}[البقرة: 203].

 

وصفته أن تقول: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد)

 

ويُسَّنُ جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.

 

3- ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح)[رواه البخاري ومسلم]

 

ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

 

أنه قال: ((كل أيام التشريق ذبح)) [رواه أحمد].

 

4- الاغتسال والتطيب للرجال: ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا مخيلة ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال.

 

5- الأكل من الأضحية: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته.

 

6- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر: والسُنَّة الصلاة في مصلى العيد لفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا إ ذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد.

 

7- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله -: أن صلاة العيد واجبة لقوله - تعالى -: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر}[الكوثر: 2]. ولا تسقط إلا بعذر شرعي. والنساء يشهدن العيد مع المسلمين، حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى.

 

8- مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -.

 

9- التهنئة بالعيد: لا بأس مثل قول: تقبل الله منا ومنكم.

 

10- الاجتماع على الطعام: ومن السُنَّة اجتماع الناس على الطعام في العيد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (جَمعُ الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة، وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) [مجموع الفتاوى 25/298].

 

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها:

 

1- التكبير الجماعي: بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.

 

2- اللهو أيام العيد بالمحرمات: كسماع الغناء، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات.

 

3- أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.

 

4- الإسراف والتبذير: بما لا طائل تحته ولا مصلحة فيه ولا فائدة منه سواء في الملبس أو المأكل والمشرب لقول الله - تعالى -: {وَلاَ تُسرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبٌّ المُسرِفِينَ}[الأنعام: 141].

 

5- اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد ويتناقلون أحاديث لا تصح.

 

6- تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والسلام على الأموات.

 

وختاماً: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.

 

اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا للبر والتقوى.... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply