حكم من منع الذهاب للحج قبل الإحرام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

السؤال:

لي زميل سافر إلى الأردن في طريقه لأداء فريضة الحج ولكنه أعيد عن الجسر ومنع من السفر قبل الإحرام فأفتاه أحدهم بأنه يجب عليه أن يذبح شاة لأنه محصر فما قولكم في ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...

يقول الله -تعالى-: (وَأَتِمٌّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلَّهِ فَإِن أُحصِرتُم فَمَا استَيسَرَ مِنَ الهَديِ وَلَا تَحلِقُوا رُءُوسَكُم حَتَّى يَبلُغَ الهَديُ مَحِلَّهُ) سورة البقرة الآية 196.

هذه الآية الكريمة أصل في بيان حكم المحصر ولكن لا بد أولاً من بيان معنى الإحصار عند العلماء فقد قال فقهاء الحنفية: [الإحصار هو المنع من الوقوف بعرفة والطواف جميعاً بعد الإحرام بالحج الفرض والنقل وفي العمرة عن الطواف]طلبة الطلبة 118. بمثل هذا التعريف قال بقية فقهاء المذاهب فيما أعلم متفقون على أن الحاج لا يكون محصراً إلا إذا تلبس بالإحرام أي أنه لا إحصار قبل الإحرام. انظر الموسوعة الفقهية 2/199.

أما إذا أحرم الحاج بالفعل ثم عرض له عدو منعه من إتمام النسك فإنه يتحلل من إحرامه وعليه ذبح ودليل ذلك: قال الله -تعالى-: (فَمَا استَيسَرَ مِنَ الهَديِ) والمقصود به عند جمهور أهل العلم ذبح شاة. تفسير القرطبي 2/378. وثبت في الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قد أحصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلق رأسه وجامع نساءه ونحر هديه حتى اعتمر عاماً قابلاً)رواه البخاري.

وبناء على ما تقدم فإن هذا الشخص الذي منع من السفر وأعيد عن الجسر لا يعتبر محصراً حيث إنه لم يحرم فلا شيء عليه ومن أفتاه بأن عليه شاة فقد أفتاه بغير علم وجاء بشيء لم يقل به أحد من أهل العلم قال -تعالى-: (وَلَا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ) وقال -تعالى-: (قُل إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثمَ وَالبَغيَ بِغَيرِ الحَقِّ وَأَن تُشرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعلَمُونَ).

والله أعلم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين