بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ، ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ، ومن يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. [ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ ]{آل عمران: 102}. { يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيباً }{النساء: 1}. {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيداً * يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً }{الأحزاب: 70-71}.
أما بعدُ: فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ, r وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ, بدعة، وكلَّ بدعةٍ, ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ, في النار
أما بعد، أيها المسلمون: فلسنا ندري إن كان المسلمون قد وصلوا إلى قناعة كافية، يدرجون من خلالها النصارى الصليبيين ضمن أعدائهم الأبديين، أ لا زالوا يشكون في هذه الحقيقة التاريخية الخالدة، الباقية على مر الأزمان و الدهور، لسنا ندري إن كانت مجازر النصارى على أرض البوسنة المسلمة، بدعم و تأييد نصارى الشرق و الغرب، لسنا ندري إن كانت هذه المجازر كافية لتقويم التوجهات، و تصحيح الولاءات، أو لازلنا بحاجة إلى مجازر أشد ضراوةً، و أعظم نكايةً، و أكثر بأساً، هل عرف المسلمون الآن، مقدار الحقد الصليبي النصراني المتراكم عبر السنين، و أدركوا مساحة البغض و الكراهية المتجذرة، في قلوب أولئك الوحوش الغزاة، و التي لا يمكن اقتلاعها، أو إماتتها مهما انقضت الأيام، و تقادمت الدهور، هل أدرك المسلمون أن نصارى العالم كلهم يداً واحدة، و كتلة مجتمعة، و بأسٍ, شديد ضد كل ما يمت إلى الإسلام بصلة؟ هل أدرك المسلمون أن الحرب القائمة اليوم هناك لا يشنها الصرب وحدهم، و إنما يشنها نصارى العالم كلهم، شر قيهم وغربيهم؟ وان كل ما نسمعه من الجعجعة و الضجيج، لا يعدو كونه زوبعة في فنجان، و رماداً في العيون، و ضحكاً على الذقون؟ و هل يمكن لعاقلٍ, موحدٍ, يؤمن بالله و اليوم الآخر، يقرأ القرآن و يفقه السنة. هل يمكن أن يصدق ما يثيره الغرب النصراني الحاقد من الوعيد الفارغ، و التهديد الأجوف بضرب بني ملتهم، و إخوان جلدتهم الصرب؟ من أجل سواد عيون المسلمين؟ هل يمكن لعاقلٍ, موحدٍ, أن يصدق شيئا من ذلك، و قد علم يقيناً كيف يحرم أولئك النصارى الحاقدون يحرمون المسلمين من حق الدفاع عن أنفسهم، و يمنعون عنهم السلاح الضروري، لصد المعتدي الحاقد، بينما تشرع الأبواب، و تفتح المخازن، أمام تدفق أشرس العتاد الحربي للصرب النصارى، ثم أي سذاجة بعد ذلك، أن يتباكى أقوام أمام ما يسمى بمجلس الأمن، و هيئة الأمم الكافرة، طلباً للنصرة و استجداءً للرحمة؟ و هل سقطت قلاع المسلمين؟ و هل استبيحت مقدسا تهم؟ و هل أريقت دماؤهم، إلا بمباركة مجلس الأمن و هيئة الأمم؟ و هل حدثت النكسة الأخيرة، و سقط ما يسمى بالجيوب الآمنة، إلا بتواطؤ مكشوف من هيئة الأمم و مجرميها؟ و قد اعترفت الصحافة الغربية النصرانية ذاتها بكل ذلك، بالأدلة و البراهين الواضحة، ألا إن الذي ينتظر من مجلس الأمن أو هيئة الأمم، أو حلف الأطلسي، أو غيرها من الهيئات و الأحلاف نصرة المسلمين، أو التعاطف مع قضاياهم، ألا إنه جاهل غبي لم يقرأ القرآن، و لم يفقه السنة، يعاني أمية ناضجة في معلوماته التاريخية، و يشكو ثقافة ضحلة، في إدراك طبيعة الصراع بين الإسلام و النصرانية، و كيف ينتظر أقوام، و يتوسل آخرون بهيئة الأمم كي تضرب النصارى الصرب، و قد علموا أن الذي أنشأ هيئة الأمم هم النصارى أنفسهم، و أن الذي يديرها هم النصارى، و أن الذي يصدر قراراتها هم النصارى، فكيف يمكن لهيئة نصرانية أن تضري طائفة نصرانية، لعمرك إن هذا لهو الضلال المبين. أيها المسلمون: إن الذي يظن أن الحرب الدائرة اليوم بين المسلمين و الصرب النصارى، هي من أجل مساحة من الأرض، أو كتلة من التراب، أو حيزاً من الفضاء، إنما يعيش في وهمٍ, كبير، و يدور في أفق ضيق، فالحرب الدائرة هناك و عن تظاهر النصارى بغير ذلك، إنما هي حرب عقيدة، حرب بين الإسلام و النصرانية، حرب بين التوحيد و التثليث، حرب بين المسجد و الكنيسة، حرب بين الإيمان و الكفر، و الحق و الباطل، و نصارى العالم لا يعانون من ضيقاً في أراضيهم، و لا يشكون نقصاً في سعة أقاليمهم، و لكن الحرب حرب عقيدة، شئنا أم أبينا، فهل نعي ذلك، أم نظل في غفلة إلى يوم يبعثون.
أيها المسلمون: من الخطأ البين، و الظلم الكبير، أن يظن أقوام أن المجازر الأخيرة، هي الجريمةُ الوحيدةُ التي ارتكبها النصارى ضد المسلمين، و أن الجرح النازف على أيديهم هناك، هو الذنب الوحيد الذي اقترفوه بحقنا نحن المسلمين، أو يظن أن تاريخ العداء، و مسلسل البغضاء يبدأ من قبل ثلاث سنين، هي عمر الحرب الدائرة هناك، أو يظن أن حجم المؤامرات النصرانية الصليبية، يمكن حصره في دعمهم لإخوانهم الصرب حمية و عصبية، و لو أنصف أولئك الواهمون، لعلموا أن جرائم و مجازر النصارى الأخيرة لا تعد شيئاً في تاريخهم الأسود الملطخ بالدماء، و أن كيدهم و مؤامراتهم ضد المسلمين خاصة، ضاربة في أعماق الزمن، لا تزيدها الأيام إلا شدة و اضطراماً، أليس النصارى هم الذين شنوا الحملات الصليبية ضد بلاد المسلمين طيلة مائتي عام؟ و جندوا ملايين الوحوش من الجنود الهمج، و في بالهم تدمير الكيان الإسلامي بأسره، و سحق المسلمين تقتلاً و تشريداً، حتى قال قائلهم بكل صلافة وتبجح، أعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين، و الحكم على الباقي بالأشغال الشاقة، و تدمير الكعبة، ووضع قبر محمد و جثته في متحف اللوفر، أليس من كيد النصارى و عدائهم المستميت للأمة المسلمة، حيث فشلت حملاتهم العسكرية، أليس من كيدهم و مكرهم مخططاتهم المسوقة في غزو المسلمين فكرياً، و ثقافياً، و تجنيد الآلاف من المبشرين، و جيوش المنصرين، و فلول المستشرقين لتدمير العقائد و إفساد الأخلاق، و القضاء على الإسلام في نفوس أبنائه، ودون إشهار السلاح و لو مؤقتاً على الأقل، أليس من كيد النصارى و أحقادهم المتتابعة، احتلالهم للبلاد الإسلامية، عبر ما يسمونه بالاستعمار، و استيلائهم من خلاله على ثروات المسلمين و خيرا تهم، حتى إذا خرجوا بعد ذلك، إذا بهم يخرجون و قد تركوا البلاد أطلالاً، ينعق بها البوم، و يستجدي أهلها الفُتات، ألم يكن من أولى مهام النصارى إبان احتلالهم لبلاد المسلمين، تنحية الشريعة عن الحكم، و عبثهم بمناهج التعليم، و إفسادهم للإعلام، و توجيهه وجهة العلمنة و الزندقة، ثم ترى من الذي وعد بإنشاء وطن قومي لليهود، على أرض الإسلام ثم سلم مفاتيح الأرض المباركة، على طبق من ذهب لأولئك الأوباش اليهود، أليس هم النصارى؟ ترى من الذي يبارك جرائم اليهود طيلة خمس و أربعين سنة، و يرعى مذابحهم في دير يأسين و صبرا و شاتيلا، و المسجد الأقصى، أليسوا هم النصارى؟ ترى من الذي يشعل الفتن بين البلدان الإسلامية المتجاورة، ليقف في الظل شامتاً متندراً، أليسوا هم النصارى؟ ترى من يدعم الأقليات النصرانية، في بلاد المسلمين، و يمدها بالسلاح و الخبراء لإنشاء قوميات مستقلة، و يثير الفتن من أجل ذلك القلاقل، أليسوا هم النصارى على حساب الأكثرية المسلمة؟ أليسوا هم النصارى ترى من الذي يغض الطرف عن جرائم الهندوس، و البوذيين و غيرهم في كشمير و بورما، و القلبين، و هم الذين يملئون الدنيا ضجيجاً، منددين بالإرهاب، و محذرين من الإرهاب، و ذارفين دموع التماسيح من وحشية الإرهاب، أليسوا هم النصارى؟ ترى من الذي يملأ الدنيا ضجيجاً حين يأسر، أو يقتل أحد كلابهم هنا أو هناك، بينما هو يفجر أو يسكر، و يعربد و يضحك، ملأ شدقيه حين تكون الضحية مسلماً موحداً، أليسوا هم النصارى؟ ترى من الذي بلغت به الوقاحة، و الخسة و النذالة، أن جعل من أرض الصومال المسلمة مقبرة لمخلفات مصانعه النووية، و الذرية، لتكون أرض الصومال مرتعاً للأوبئة القاتلة، و مقراً للتلوث المدمر، أليسوا النصارى؟
أيها المسلمون: و لو ظللنا الدهر كله نكتب، و نتحدث عن جرائم و أحقاد النصارى تجاهنا، لنفذ المداد، و جف القلم، و كل البيان، و لم نأتي على بعض شنائعهم، و مع ذلك أيها المسلمون: فإن كل ذلك الكيد، و كل تلك الأحقاد، سيبطلها الله جل جلاله، و يجعلها في نحورهم، لو تأملنا و عملنا بموجب آيةٍ, واحدة من كتاب الله - تعالى -يقول الله فيها: {وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرٌّكُم كَيدُهُم شَيئا }[(آل عمران: من الآية120) ألا إن النصر و التقوى، لا يكون بالشجب و الاستنكار، و استدعاء نخوة المجتمع الدولي، لتحمل مسؤولياته الأدبية، كلا عن الصبر و التقوى، يكون حين نعيد لكتاب الله هيبته و مكانته، و ننقله من الأدراج و الرفوف، إلى مجالس الحكم، و ساحات القضاء، فلا دساتير وضعية، ولا قوانين مستوردة، من الصبر و التقوى أن تتبوأ سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - مكانها الطبيعي، في التشريع الإسلامي، فلا كتاب أخضر و لا أصفر، و لكن قال و أخبرنا و حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أن من الصبر و التقوى، أن تقوم عقيدة الولاء و البراء في النفوس، فنوالي أولياء الله، و نحبهم و نجلهم، و ندافع عنهم، و نعرف حقهم، و نبرأ من أعداء الله، و على رأسهم اليهود و النصارى، فلا نناصرهم ولا نناظرهم، و لا ندعمهم ولا نأتمنهم على عورات المسلمين، ولا نطلعهم على أسرارهم و لا نجلهم، و لا نحبهم و لا نبش في وجوههم، و لا تنشبه بهم، بل نظهر لهم الكراهية و البغضاء، و نصرخ في وجوههم، إنا براء منكم و مما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم، و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبداً، حتى تؤمنوا بالله وحده.
أيها المسلمون: إن من الصبر و التقوى، أن يراجع المسلمون كافة أوضاعهم السياسية، و الاجتماعية و التربوية، و الاقتصادية، و يعيد صياغتها وفق منهج القرآن و السنة، و يعترفوا بذلك الركام، و الكم الهائل من الأخطاء و المخالفات الشرعية، ثم تتخذ الخطوات الجادة نحو تصحيح المسار، و إعادة الأمور إلى نصابها، كما أن من الصبر و التقوى إعداد العدة، و تربية الأمة شيباً و شباباً، رجالاً و نساءً، على الشجاعة و البطولة، و إعلان الجهاد كحل لا مفر منه، لمواجهة صلف النصارى ووحشيتهم، و تجريح كبريائهم بالتراب، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، و ليس ذلك على الله بعزيز، متى صدقت النوايا و صلحت القلوب، و ما هزيمة الروس في أفغانستان عنا ببعيد.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وأيا كم بالذكر الحكيم. واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويضر وينفع، ألا إلى الله تصيرُ الأمور. وأصلي وأسلم على الرحمةِ المهداة، والنعمة المسداة، وعلى آله وأصحابه والتابعين،
أما بعدُ:
أيها المسلمون: فلسنا بحاجة أن تعلن الدول الإسلامية عن تعاطفها مع قضية البوسنة، و أنها مستعدة لبعث جنودها للقتال هناك، ولسنا بحاجة إلى التغطية الإعلامية المجردة، ساعة بساعة و لكننا بحاجة إلى قول و عمل، و استعداد و تنفيذ، فالذين أعلنوا عن استعدادهم لبعث جنودهم، مطالبون بسرعة التنفيذ إن كانوا صادقين، و إلا كفى ضحكاً و امتصاصاً للحماس، و تلاعباً بالأعصاب، و الطريق إلى نصرة المستضعفين هناك ميسور، و ممكن لو صدقت العزائم، و هاهم الرافضة قد وصلوا المنال منذ أمد بعيد، و مازالوا يعيثون في العقائد و الأرض فساداً، لأن عقيدتهم الملوثة تحثهم على التنفيذ، و تدعهم إلى العمل دعاً، فمتى يستيقظ النيام، و يتوب اللئام، أما أنت أخي المسلم الذي تتلوع أسىً و حرقةً لما ترى و تسمع، فلست بمعذور حين تكتفي بالحوقلة و الترجيع، و إبداء العواطف الجياشة، دون عمل وفق المستطاع، فاعلم رعاك الله، و إلى أن يهيئ الله للأمة من يقودها إلى الجهاد، اعلم أنك مطالبٌ بالجهاد بالمال، و المال عصب القتال، و شريانه الحي، و قد قدمه الله - تعالى -على جهاد النفس في القرآن الكريم مراراً، و ليس هذا بخافيك، و لكن الذكرى تنفع المؤمنين، فأخرج من مالك يارعاك الله طيبة به نفسك، و ضعه في يد مؤسسات الخير الأمينة، التي تعرف الطريق جيداً إلى مستحقيه، فوق أرض المعركة، ليكون بعون الله رصاصات قاتلة، في نحور النصارى و أشياعهم، ثم تذكر وفقك الله، أن الدعاء بظهر الغيب لإخوانك مستجاب، كيف و قد صدق الدعاء من مظلوم لصالح مظلوم مثله، فاستحضر القلب و استدع الخشوع، و أظهر الافتقار حال الدعاء، و قدم بين يدي دعائك صدقة، و عملاً صالحاً، فدعاء مثل هذا حري به ألا يرد، و قبل ذلك و أثناءه و بعده وطِّن نفسك - حماك الله- على بغض النصارى، و البراءة منهم، وربي أبناءك و آل بيتك على بغضهم، و كراهيتهم، فإن الحب و البغض في الله أوثق عرى الإيمان.
اللهم إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ، والشوقُ إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،
اللهم زينا بزينةِ الإيمانِ واجعلنا هداةً مهتدين، لا ضاليَن ولا مُضلين، بالمعروف آمرين، وعن المنكر ناهين يا ربَّ العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد