الشيخ الدكتور سعود الشريم : لن ينتصر أعداؤنا علينا إلا بفراغ قلوبنا وفقدنا لهويتنا


 

           

بسم الله الرحمن الرحيم

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله - عز وجل - والعمل على طاعته والابتعاد عن نواهيه داعيا إلى توحيد صفوف المسلمين والاجتماع على كلمة واحدة محذراً من الفتنة وما يصاحبها من خراب ودمار.

{وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: إن تعاقب الفتن وتكاثرها وطلب بعضها بعضا لهو من سمات عصرنا الحاضر الذي علت فيه الحضارة المادية وسما فيه رقيه المعلوماتي، وكل ذلك نظير سقوط حاد في الجانب الروحي والصفاء الإنساني، حتى أصبحنا نعيش أجواء الحروب والفتن لأي رماد يجثم مكانه، ولأي جمرة ينطفئ وميضها.

وأضاف أنه ما أسرع اشتعال نار الحروب وفتيل الفتن في المجتمعات المسلمة بما يقوض بنيانها، وما أكثر تداعيات بعضها على بعض ليخر على شعوبها سقف الاستقرار والسلامة من فوقهم في عسعسة الليل أو تنفس الصباح ومن حيث يشعرون أولا يشعرون.

 

{وأوضح فضيلته أن الواقع كله لم يكن بدعا من السنن الإلهية وليس هو طفرة لا يسبقها مقدمات ولا مسببات وإنما هو شرر ووميض جمر كان يرى خلال الرماد وسط ميدان الأمة الإسلامية، وذلك في الوقت الذي بحت فيه أصوات الناصحين وأسفت له قلوب المشفقين على أمتهم ومجتمعاتهمº غير أن أمة الإسلام لم تستمع النصح إلا ضحى الغد ولات حين مناص فلا حول ولا قوة إلا بالله.

 

{وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إنه ليس خاف علينا معاشر المسلمين ما يحل ببعض المجتمعات المسلمة بين الحين والآخر من فتن ورزايا وحروب طاحنة تلسع عموم أمة الإسلام بلهيبها على مسمع العالم أجمع مما يستدعي إيقاظ الضمير المسلم الوسنان.

{وأشار فضيلته إلى أنه لابد للأمة إزاء تلك الغيرة الإسلامية لدى الشعوب المسلمة حكاما وعلماء ومصلحين أن يصبروا على ما يواجهه بنو الملة من عنت وشدائد جراء تلكم الحروب التي اجتاحت حياتهم ومشاربهم وجعلتهم مذعورين شذر مذر.

 

{وإننا في الوقت الذي يحمد الله فيه كل مجتمع مسلم أن لم تنلهم مثل تلك الحروب الفتاكة ولم يكتو بها حسيا وإن اكتوى بها معنوياً مؤكدا أنهم في الوقت الذي يحمدون الله على السلامة ليستعيذون بوجهه الكريم أن تطالهم تبعاتها وأن تقع في شركها وهوّتها، وأنه ينبغي لنا كلما لاح في الأفق أية فتنة أو شرارة حرب أن نتذكر ما كان يتمتع به سلفنا الصالح - رضي الله عنهم - حينما تقبل الفتن: أو تشم رائحة الحروب فقد روى البخاري في صحيحه أن السلف الصالح كانوا يقولون عند الفتن الحرب أول ما تكون فيه تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وحق ضرامها ولت عجوزا شمطاء يطرق لونها وتغير مكروهة.

{وأكد فضيلته أنه لازم علينا أن نوقن جميعا بأن غير المسلمين لم ينتصروا علينا بجيوشهم وخيلهم ورجلهم قدر ما انتصروا علينا بفراغ قلوبنا وفقدنا لهويتنا وإخلادنا في الفوضى واللهو والبعد عن المسؤولية وافتقارنا إلى ما يجمعنا لا ما يفرقنا وإلى ما نعتز به لا ما نستحي منه حتى صرنا بعد ذلك خاضعين لغيرنا طوعا أو كرها من خلال ما أصبحنا بسببه عالة على فلسفة غير المسلمين ومادياتهم وسيادتهم فكانت النتيجة الحتمية أن كثرت آلامنا واستبيحت حرماتنا وتجرعنا تلكم الجراحات التي خلفت في قلوبنا الضعف والوهن حتى آذانا أعداؤنا، ولا مفر لنا إلا إلى الله نستلهم منه النصر والتوفيق.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply