بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
خطب الجمعة الحمد لله، من علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، ومن بين جميع خلقه تفضل علينا فاصطفانا، وجعلنا من أمة خير رسله، وأفضل أنبيائه، فعلى جميع الأمم فضلنا واجتبانا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا فسوانا، أرخى ستوره على عيوبنا، ومن لباس التقوى كسانا، ومن نعمه الغزار أسبغ علينا وأعطانا، فنسأله بها أن يجعل جنات الفردوس منازلنا وملتقانا.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ألف الله به بين القلوب، ومحا بهديه الخطايا والذنوب، فأمرنا بكل خير، وعن كل شر حذرنا ونهانا، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه، الذين اعتصموا بسنته، وترسموا طريقته، وساروا على نهجه، جمعنا الله بهم على السرر إخوانا. وسلم تسليما.
أما بعد،،، فتقوى الله عباد الله هي الوصية الكبرى لمن رام الفلاح، وسعى بجد في طريق الفلاح، وأدرك يقينا أن الليل وإن طال، واشتدت ظلمته، فلا بد أن ينفجر الصباح، وتشرقَ شمس الحق، فيلقي عن كاهله أعباء الدنيا، وفي جنة الخلد المقيل والمستراح. أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا.
أيها المسلمون: ندلف اليوم إلى جنة السيرة النبوية، نقطف من ثمراتها، ونستنشق من شذاها. نروح القلب بذكر المصطفى، والصلاة والسلام عليه، ليتزود القلب في سعيه إلى الجنة، فتستقصر النفس إدلاجها ومسراها.
إذ إن النفس متى تشوقت لشيء هانت في سبيل نيله الصعاب، وتحملت من أجله المشقة والعذاب، فكم قطع المسافرون إلى أهوائهم من الفيافي والقفار، ومن أجل ما يشتهون تسابقوا إلى دار البوار! فليت شعري كيف يفعل المحبون للحبيب المصطفى؟ وكيف يهنأ لهم قرار؟ وكيف يكون شعورهم إذا لقوه، فسقاهم بيده من الحوض، وشفع فيهم فأدخلوا الجنة مع السابقين والأبرار، وهناك يجتمعون به، وإخوانه من الأنبياء، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار. فلا يقف إكرامهم عند هذا، بل يكشف عنهم الحجاب، فيرون ما لا يمكن وصفه بالكلمات، يرون وجه الرحمن، تبارك وتعالى، كما يرون القمر ليلة الإبدار، نسأل الله أن يجعلنا ووالدينا منهم.
معاشر المسلمين: إن دخول الجنة يستلزم سيرا على منهاج النبوة، وترسما لتلك الخطى الخالدات على الصراط المستقيم.
وليست الأسوة في النبي - صلى الله عليه وسلم - في جانب واحد من حياته، - عليه الصلاة والسلام -، ولكنه أسوة شاملة في جميع مناحي الحياة، على اختلاف مواقع أتباعه من أمته،،،
فهو قدوة للحاكم وللمحكوم، قدوة للعالم وللجاهل، قدوة للمعلم والمتعلم، قدوة في السلم، وقدوة في الحرب، قدوة في المنشط وفي المكره، قدوة في الصغر، وقدوة في الكبر، - صلى الله عليه وسلم -.
فحري بأتباعه، وكل من رام مرافقته في الجنة أن يعرف هديه، ويتعرف إلى شمائله، ويتعلم سنته، ويتأمل أخلاقه.
ويكفي في وصف أخلاقه ما قالته زوجه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، فقد سألها سعد ابن هشام عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: كان خلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: ومعنى هذا، أنه - صلى الله عليه وسلم - مهما أمره به القرآن امتثله، ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الأخلاق الجبلية الأصلية العظيمة، التي لم يكن أحد من البشر ولا يكون أجمل منها.
قال: فكان فيه من الحياء، والكرم، والشجاعة، والحلم، والصفح، والرحمة، وسائر الأخلاق الكاملة ما لا يحد ولا يمكن وصفه. اهـ.
ولما كانت حال المقتدين به كذلك فإنا نأتي اليوم على بعض جوانب من هديه - صلى الله عليه وسلم - فإنه بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا صخابا، وكان جل ضحكه التبسم، بل كل ضحكه التبسم، وكان غاية تبسمه أن تبدو نواجذه. مع كونه - صلى الله عليه وسلم - طويل السكوت، فلم يكن يتكلم في غير حاجة، ولا يتكلم فيما لا يعنيه.
وكان يمازح أصحابه، ولا يقول إلا حقا، فأسر بتلك الأريحية نفوسهم، وسبى بها قلوبهم. واستمع قول جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه -: ما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا تبسم في وجهي. أخرجه مسلم.
أيها الأحبة: لقد كان - صلى الله عليه وسلم - وسطا في مزاحه، وفي تبسمه، فلم يكن متجهما عبوسا، ولم يكن ضحاكا مقهقها، بل قد جاء عنه النهي عن كثرة الضحك، فقال: وإياك والضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب. أخرجه الترمذي. وهذا مفيد للوسطية في أموره كلها، - عليه الصلاة والسلام -. بل كان ضحكه طاعة لله - جل وعلا -، إذ هو به يسعى إلى الترويح عن نفسه، وعن أصحابه - رضي الله عنهم - ليستقبلوا ما جد من أمور دينهم ودنياهم بنفس منشرحة، وقلب مقبل، وسعادة غامرة، وليعلم اليهود أن في ديننا فسحة.
ومن ذلك أن أحد أصحابه - رضي الله عنهم - قال له: أريد أن تحملني يا رسول الله على جمل. قال: لا أجد لك إلا ولد الناقة. فولى الرجل، فدعاه، وقال: وهل تلد الإبلَ إلا النوق؟ ومعناه أن الجمل هو ولد الناقة الذي قال: إنه لا يجد له سواه.
وهذا يبين ما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - بإعطاء كل ذي حق حقه. فلم يكن وقته كله مستغرقا في العبادة الجدية، ولكنه يعدل من عبادة إلى أخرى يؤلف بها القلوب، ويؤنس بها الأرواح حتى لا تمل، يشحنها بالراحة هنيهة، لتواصل المسير إلى الآخرة بانشراح.
ولهذا نقل العلماء ضحكه - صلى الله عليه وسلم - على أنه من سننه، وهديه. كما نقلوا صمته، وكلامه، وبكاءه، ومشيته، ونومه، وسائر أمور حياته، بأبي هو وأمي، - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا من شمول سيرته لجميع شؤون حياته، تفرد بها بين سائر من ترجمت حياتهم، وسطرت سيرهم، فكم كانت بعض جوانب تلك السير غامضة أو مجهولة، حتى الأنبياء والمرسلين، كم جهل الناس من حياتهم، إلا هو عليه صلاة الله وسلامه، فقد كان من فضل الله علينا، أن سطرت لنا حياته كأنما ولد تحت المجهر، لا تخفى منها خافية، ثبت بهذا النقل نبوته، وصدقه، فوالله ما نقل فيها شيء خالف فيه قولَه فعلُه، بل كانت سجلات حياته دليلا أضيف لدلائل كثيرة أثبتت أنه رسول الله، وخاتم النبيين، - صلى الله عليه وسلم -.
فسبحان الله، كيف رفع الله منزلته، وأعلى قدره، حتى تسابق الثقات ينقلون ضحكاته ويحفظونها، فصار حتى في ضحكه عبرة وعظة، يرويه الثقة عن الثقة.
أيها المحبون: لقد كان - عليه الصلاة والسلام - إذا سر استنار وجهه، كأن وجهه قطعة قمر. رواه البخاري من حديث كعب - رضي الله عنه -.
وتقول عائشة - رضي الله عنها -: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستجمعا ضاحكا، حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسم. أخرجه البخاري. قال ابن حجر - رحمه الله -: أي ما رأيته مستجمعا من جهة الضحك، بحيث يضحك ضحكا تاما مقبلا بكليته على الضحك. اهـ.
ولكن قد جاءت أحاديث كثيرة تبين أنه - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه، منها ما أخرجه مسلم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة. رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله- تبارك وتعالى -له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى. فيقول الله- تبارك وتعالى -له: اذهب فادخل الجنة. قال: فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع، فيقول: يا رب، وجدتها ملأى. فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك عشرة أمثال الدنيا. قال: فيقول: أتسخر بي، أو: أتضحك بي وأنت الملك؟ قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه. قال: فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة. قال النووي: وفي هذا جواز الضحك، وأنه ليس بمكروه في بعض المواطن، ولا بمسقط للمروءة إذا لم يجاوز الحد المعتاد من أمثاله في مثل تلك الحال، والله أعلم.
أيها المقتدون: ألا فاعلموا أنه لا منافاة بين حديث عائشة وحديث ابن مسعود - رضي الله عنهما -، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - في جل أموره يتبسم، وربما ضحك حتى تبدو نواجذه، والنواجذ الأضراس. إلا أنه لم يكن قط يقهقه بصوت مرتفع. كما يفعله غالب الناس اليوم.
وقد تبين من مجموع الأحاديث أن ضحكه - صلى الله عليه وسلم - ومزاحه، إنما كان تعبدا لله، يتعجب أحيانا، ويضحك تصديقا، ويضحك إيناسا، ولهذا ورد عنه - عليه الصلاة والسلام - قوله: من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك، سره الله - عز وجل - يوم القيامة. رواه الطبراني بإسناد حسن. وخرج أيضا من حديث عمر - رضي الله عنه - مرفوعا: أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن. كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت له حاجته.
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق. أخرجه مسلم.
وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة. الحديث، أخرجه الترمذي، وصححه الألباني.
فهكذا جاءت الأخبار النبوية حاثة على التبسم وطلاقة الوجه، وكان - صلى الله عليه وسلم - أكثر الناس تبسما، وضحكا في وجوه أصحابه، وتعجبا مما تحدثوا به، وخلطا لنفسه بهم، ولربما ضحك حتى تبدو نواجذه. أخرجه الترمذي في الشمائل. وفي الصحيحين من حديث علي: يضحك مما تضحكون منه، ويتعجب مما تعجبون منه. وفي مسلم من حديث جابر بن سمرة: كانوا يتحدثون في أمر الجاهلية فيضحكون، ويتبسم. وكان يوما يحدث أصحابه، وعنده رجل من أهل البادية، أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكن أحب أن أزرع. قال: فبذر، فبادر الطرفَ نباتُه واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله: ودنك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء. فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا، فإنهم أصحاب زرع. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الترمذي: كان ضحك أصحابه عنده التبسم، اقتداء به وتوقيرا له.
أيها المسلمون: إن طلاقة الوجه، والتبسم في وجوه أصحاب المرء تورث المحبة، وتبعث الاطمئنان في قلوبهم، وتنشر الألفة في مجالسهم، وتعين على نصحهم وتوجيههم، وتؤلف بين قلوبهم، وتحقق قوله - تعالى -: إنما المؤمنون إخوة. وتطبق أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: وكونوا عباد الله إخوانا. فتبسم أيها الحبيب لترضي ربك، ولتقتدي بنبيك - صلى الله عليه وسلم -. واعلم أخي الحبيب أنك لن تسع الناس بمالك، فليسعهم منك طلاقة الوجه، وحسن البشر. قال الحسن البصري - رحمه الله -: حقيقة حسن الخلق بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه. ورواه الترمذي عن عبد الله بن المبارك. وعن عروة بن الزبير قال: مكتوب في الحكمة: ليكن وجهك بسطا، وكلمتك طيبة، تكن أحب إلى الناس من الذي يعطيهم العطاء. وتأمل هذه القصة فإن فيها عجبا، قال أنس - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقا، فأرسلني ذات يوم لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس، أذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت: نعم، أنا ذاهب يا رسول الله. أخرجه مسلم.
وصدق الله إذ أثنى عليه فقال: وإنك لعلى خلق عظيم. فما أعظم خلقه، وما أحسنه، كيف لا؟ وهو القائل: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا. أخرجاه. فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله، بعث إلينا محمدا، وجعلنا من أمته، أعلى الناس رأسا، وخيرهم سؤددا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، - تعالى -جده، ما اتخذ صاحبة ولا ولدا. أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، دل أمته إلى كل خير فأرشدا، وبين المحجة للسالكين، فمن أعرض عنها ضل السبيل، ومن سلكها فاز واهتدى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، تفرقت على أيدهم ظلمات الضلال، وأشرقت بجهادهم شمس الهدى، وسلم تسليما.
أما بعد، فاتقوا الله عباد الله، واجعلوا من هدي نبيكم - صلى الله عليه وسلم - نبراسا يقودكم للنجاة، ويوصلكم بر الأمان، فإن أمواج الضلال تزخر في عالمنا اليوم أشد وطأ من أمواج البحار والمحيطات، ورياح الفتن هائجة أشد من هيجان الأعاصير العاتيات. وليس من عاصم يعصم المرء منها إلا أن يلجأ إلى السفينة فثم النجاة، تلك السفينة التي صنعها نوح - عليه السلام -، وورثها من بعده إخوانه النبيون، ومن ورث علمهم من العلماء الربانيين، فاستمع لنوح يتوسل ابنه: يا بني اركب معنا، ولا تكن مع الكافرين، وظن المفتون أن الجبال الراسيات تعصمه من خالق الأرض والسموات، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم.
فيا مسلم، يا عبد الله، دونك سفينة النجاة فاركب مع الناجين، واسلك سبيل الفائزين، وكن مع الوارثين، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.
إخوة الدين والعقيدة: إن وراثة الفردوس لا تكتب إلا لمن ورث من نبيه - صلى الله عليه وسلم - هديه وسمته وأخلاقه، وترسم طريقه فسار عليها، وتمسك بسنته فعمل بها، فخاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى، وبحبل الله اعتصم، فكان له ورده من الليل، وحظه من الصيام، وفوق كل ذلك حظه من حسن الخلق، فقد سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقا. أخرجه ابن ماجة. وعند أبي داود وابن حبان، من حديث عائشة مرفوعا: إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم. وقفوا عند هذا الحديث العجيب، روى الإمام أحمد عن علي بن ربيعة قال: شهدت عليا أنه كان إذا ركب الدابة قال: بسم الله ثلاثا فإذا استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قرأ {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} ثم قال: الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك. قلت: من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع كما صنعت، ثم ضحك، فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟ قال: إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
فاتقوا الله عباد الله، ويسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا، وكونوا عباد الله إخوانا.
وصلوا على البشير النذير، والسراج المنير، وشفيعكم بين يدي العلي الكبير، إن الله وملائكته يصلون على النبي....
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد