بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي الجبار، المنتقم القهار، مذل الجبابرة، قاصم الأكاسرة، مهلك القياصرة، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين، محب الاستشهاديين، مبغض المنافقين، وعلى آله وصحبه الطيبين المجاهدين.
وبعد،،،
آيات خالدة من كتاب الله - تعالى -، كأنها نزلت فينا اليوم.
آيات رسمت الطريق للمؤمنين، وفضحت المنافقين المتخاذلين.
فهلموا إلى مائدة الرحمن ننهل من معينها الذي لا ينضب:
قال الله - تعالى -: (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين. وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) .
كأن الآيات تتحدث عن مواجهة المجاهدين الأبطال في أرض الإسراء المحتلة مع أشد الناس عداوة لنا اليهود، فتخبرنا أن هذه المعارك إنما تدور بقضاء الله وقدره الحكيم ليميز الله الخبيث من الطيب، فالمؤمنون هم الثابتون في مواجهة أعداء الله وأعدائهم، والمنافقون هم الذين ارتدوا على أدبارهم فلم ينصروا المؤمنين بل فروا هاربين (كما حدث من ابن سلول ومن معه من المنافقين يوم أحد)، المنافقون الذين رفضوا حتى ما هو أقل من القتال، رفضوا البقاء مع المؤمنين لتكثير سوادهم !!
ويبدو أن ابن سلول موجود في كل عصر ! وأعذارهم جاهزة حسب الظرف، فمن قائل لا نستطيع قتالهم، ومن قائل لا مجال لمقاطعتهم سياسيا فضلا عن قتالهم!! إلى هؤلاء نقول احذروا قول القوي الجبار: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) فهذا كلام يشبه كلام الكافرين فاحذروا مغبته. إنهم يستنكرون العدوان في الظاهر، أما الباطن فأعمالهم تظهره بوضوح، فلا عمل جاد حتى في الإعداد للقتال (إن سلمنا بأن الظرف غير مناسب للحرب)، إنهم يمنعون الشعوب من التعبير عن رأيهم فيقمعون كل مظاهرة تطالب بنصرة الفلسطينيين وبرد عدوان يهود!! احذروا يا سادة أن يكون استنكاركم من باب (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم), فالله - عز وجل - عالم بكل خافية، والتاريخ لن يرحم المنافقين فإن الله - تعالى - يفضحهم في الدنيا قبل الآخرة.
لقد تعالت بعض الأصوات المشبوهة تطالب الفلسطينيين بوقف (العمليات الاستشهادية) التي يسمونها الانتحارية!! وأخرى طالبت بوقف المقاومة والاكتفاء بالنضال السياسي! فالموازين الآن غير متكافئة، وعليه فإن هذه المقاومة هي انتحار ينبغي تحاشيه، إلى هؤلاء نقول أفيكم نزلت هذه الآية؟ (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين).
أيها المسلمون...
لا تأسفوا على كثرة الشهداء الذين يسقطون يوميا في فلسطين المباركة دفاعا عن كرامة الأمة ومقدساتها، بل كل الأسف على الذين لم يلحقوا بركبهم، ويعملوا بهديهم، إنهم الأحياء دوننا، هم أصحاب الحياة الكريمة العزيزة عند ربهم، أما المتخاذلون فإنهم بلا ريب أصحاب الحياة المهينة الذليلة في الدنيا، أما في الآخرة فكل الويل لهم، وأحسب أن جهنم تستعر انتظارا لهم.
لا تأسفوا على الشهداء، فالشهادة اصطفاء، وتأملوا قول الحق- تبارك وتعالى -: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين)
فهل نلحق بركبهم، ونهتدي بهديهم؟
هل نستجيب لله والرسول؟
(الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم) والقرح: الجراح، وما أكثر جراحات أمتنا (في فلسطين وفي أفغانستان وفي الشيشان وغيرها)، ولكن كثرة الجراح (التي قد تكون جراحا سياسية أو اقتصادية أو عسكرية) لا تمنع المؤمن من الاستجابة إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. إن الذين يستجيبون لله والرسول اليوم يخوفهم الغرب بصورته البشعة الجديدة التي تزعم محاربة الإرهاب، ويخوفهم مصاص الدماء، مدنس المقدسات، المجرم الخبيث شارون اللعين، ولكنهم لا يخافونهم، فيستجيبون إلى نداء الجهاد كما فعل الصحابة بعد جراحاتهم يوم أحد فاستجابوا لنداء الله والرسول وتجمعوا على الرغم من شدة جرحهم في حمراء الأسد، فلنردد كما ردد الصحابة الكرام قول الحق - سبحانه -: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) ولنردد دائما: حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.
أيها المسلمون...
جهادُ المعتدين وردعُهم هو نداء الله ورسوله، أما نداء الشيطان وأتباعه فهو تخويف المسلمين من حشود أوليائه لهم، لذا يحذرنا الله - تعالى - فيقول: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) أي يخوف بأوليائه (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).
وإلى المجاهدين في سبيل الله داخل الأرض المباركة المحتلة بأنفسهم وأموالهم، وخارج الأرض المحتلة بأموالهم ودعائهم وألسنتهم، يقول الله - تعالى -: (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم. إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم. ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين. ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب... ).
وأقسم بالله العظيم... إن الذين يحرصون على رضوان أمريكا من دون الله إنما هم يسارعون في الكفر. وإن الذين يوالون الكافرين من دون المؤمنين هم يسارعون في الكفر. وإن الذين لا يعملون لتحرير مقدسات المسلمين المحتلة هم يسارعون في الكفر.
الخطبة الثانية:
أيها المسلمون...
احرصوا أن تكونوا في المعسكر الصحيح، معسكر المؤمنين الذين يستجيبون لله والرسول، واحذروا عاقبة عدم المشاركة في الجهاد بما تستطيعون، وإلى البخلاء الذين يقبضون أيديهم يقول الله الغني العزيز: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير). فجودوا من مال الله الذي آتاكم تنجوا، ولا تكونوا كاليهود الذين قالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء).
ولنتذكر (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
توصيات:
القنوت في صلاة الجمعة لدفع الضر عن المستضفين في فلسطين.
دعوة المصلين لصيام جماعي يوم الإثنين أو الخميس والدعاء في المسجد قبل الإفطار لنصرة المجاهدين في فلسطين.
وصل اللهم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد