بسم الله الرحمن الرحيم
2- ومن حِكَم الحج : مخالفة هدي الكفار والمشركين : وهذا أمر مطلوب ، بل إن إغاظتهم مما يثاب عليه المسلم ، لأنهم أعداء الله وأعداء دينه ( ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ, نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح ) ومن صور مخالفة هدي المشركين في الحج أنهم كانوا يدفعون من عرفة قبل الغروب ، ومن مزدلفة بعد طلوع الشمس ويقولون ( أشرق ثبير كيما نغير) فخالفهم الإسلام في كل ذلك ، وكان لهم موقفٌ يتفاخرون فيه بآبائهم فأمر الله المسلمين باستبدال ذلك بالإكثار من ذكر الله تعالى.
3- ومن حِكَم الحج وأسراره : أهمية الأخلاق وارتباطها بالعبادة : يقول تعالى: ( فمن فرض فيهنّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). فالمسلم مأمورٌ بأداء حقوق الله وحقوق الناس ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : \" اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن\".
4- وحِكَم الحج كثيرة ومنها: المساواة بين المسلمين : يظهر ذلك في تساوي الحجاج في أعمال الحج وفي مظهرهم ، ويبدو أيضاً في أمر الله لقريش بمساواة الناس في الوقوف بعرفة وقد كانوا قبل الإسلام يقولون : نحن أهل الحرم فلا نخرج منه إلى الحل .
ومن الحكم: التقلّل من الدنيا وعدم الانغماس في الملذات .
ومنها: التذكر باجتماع الحجاج اجتماع الناس يوم القيامة .
ومنها: تعارف المسلمين وتلاقيهم .
ومنها: استشعار المسلم لأهمية الوقت فللوقوف بعرفة وقتٌ لا يصح في غيره وهكذا بمزدلفة ومنى الخ.
ثم إن المسلم لا يُعجب بعمله فبعد أدائه لهذه الفريضة وكل فريضة يستغفر الله لما لعله قد حدث منه من تقصير ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ).
وبقدر ما تظهر على المسلم بعد أدائه للحج آثار هذه الحِكَم ، وبقدر صلاح أمره ، واتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر ما يكون حجه مبروراً.
وصلى الله على نبينا محمدٍ, وعلى آله وصحبه وسلم .