بسم الله الرحمن الرحيم
سألني أحد الأحبة قائلاً: لا أرى أي احتفاء في هذه الأيام بمناسبة قدوم عشر ذي الحجة!! فقلت له: حقاً، حتى إن كثيراً من الخطباء لم يتحدثوا عنها!
وحتى لا أقع في مغبة الاستهانة بهذه الأيام العظيمة عند الله، ها أنذا أستعين بالله بذكر هذه الفضائل:
هي أعظم أيام الدنيا، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"أفضل أيام الدنيا أيام العشر\". صححه الألباني في صحيح الجامع (1144). وهي التي أقسم الله - تعالى -بها في قوله: (والفجر وليالٍ, عشر).
ولك أن تتخيل معنى أفضل أيام الدنيا، وهل حالنا يدل على أننا نستقبل أفضل أيام حياتنا؟!
العمل الصالح فيها يحبه الله، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير\". رواه أحمد بسند جيد.
فإذا كانت هذه الأيام هي أفضل أيام الدنيا، ويحب الله فيها العمل الصالح أكثر من غيرها فأين الذين يسعون إلى ما يحب الله؟ أين الجادون العاملون الذاكرون العابدون؟ أين المتصدقون على الفقراء والمساكين والمرضى؟ أين الساعون للدعوة في نشر الكتب والأشرطة؟ أين الوعاظ في التذكير والنصيحة؟ أين المبدعون والمصممون في نشر اللوحات الإرشادية الإبداعية؟ أين الإعلاميون والفنانون لعرض برامج ومشاهد عن أفضل أيام الدنيا؟ أين المنشدون وأصحاب الأصوات الشجية للتذكير بهذه الأيام؟
إن على كل أصحاب الطاقات والإمكانات والإبداعات، أن يعملوا عملاً صالحاً ذاتياً ومتعدياً لخدمة أمتهم.
جمع الله فيها أياماً مباركة، وأعمالاً فاضلة، ففيها يوم التروية، وفيها يوم عرفة، الذي يباهي الله بحضور أهله أهل السماء، وفيه ليلة المزدلفة، وفيه \"يوم النحر أعظم يوم عند الله\" كما في سنن أبي داود، وفيه الصيام، وفيه كثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
شهود المنافع الخاصة بالحجاج كما قال - تعالى -: (ليشهدوا منافع لهم).
ولهذا نفهم لماذا أصرَّ الحافظ ابن رجب على عظم هذه الأيام وأن ما فيها من خيرات وفضائل وبركات يَجعلها تَفضُلُ ليالي عشر رمضان.
فاللهم أعنا في هذه الأيام على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد