عباد الرحمن ( 1 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كل شيءٍ, قائم به وكل شيءٍ, خاضع له، غنى كل فقير، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف من تكلم سمع نطقه ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه منقلبه

كل ملك غيره مملوك، وكل قويٍ, غيره ضعيف، وكل غنيٍ, غيره فقير

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد:

فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله - عز وجل -: ((وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)) اتقوا يومًا الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل.

عباد الله

يقول الله - تعالى -وهو أصدق القائلين ((وَعِبَادُ الرَّحمَنِ الَّذِينَ يَمشُونَ عَلَى الأَرضِ هَوناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً{63} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِم سُجَّداً وَقِيَاماً{64} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصرِف عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً{65} إِنَّهَا سَاءت مُستَقَرّاً وَمُقَاماً{66})) الفرقان

هذه لوحة قرآنية رسمت فيها صفات عباد الرحمن وضح الله فيها معالمهم وصفاتهم وجعلهم أنموذجاً يقتدى بهم ويتأسى بهم

وعباد الرحمن هم المنسوبون إلى الله وحده فكما أن هناك عباد للشيطان وللطاغوت وللشهوات فإن هناك عباداً لله، وكما أن هناك عباداً للدنيا والنساء فإن هناك عبيدُ لله وحده.

هؤلاء العباد الذين يئس الشيطان من أن يغويهم أو يجد منفذاً للسيطرة عليهم فقد أقسم كما قال - جل وعلا -: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ{83})) ص

وقال - تعالى -: (إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ))الحجر42

عباد الرحمن نسبهم الله إلى ذاته

عباد الرحمن إنه الرحمن الذي علم أنهم أهل لرحمته وأن رحمته تحيطهم عن يمينٍ,ِ وشمال ومن فوقهم ومن تحتهم.

(جَنَّاتِ عَدنٍ, الَّتِي وَعَدَ الرَّحمَانُ عِبَادَهُ بِالغَيبِ إِنَّهُ كَانَ وَعدُهُ مَأتِيًّا) مريم 61، (قُل الحَمدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصطَفَى) 59 النمل.

 

أخي الحبيب يا عبد الله

أتريد أن تكون من عباد الرحمن؟ أتريد أن تنتسب إلى الله - عز وجل - أتريد أن تكون واحداً من هؤلاء ما عليك إلا أن تتصف بصفات عباد الرحمن قولاً وعملاً فما أكثر من يقول: أنا من عباد الرحمن ولكن أفعاله تقول غير ذلك أول صفة من صفاتهم كما قال - تعالى -: (وعبَادُ الرَّحمَنِ الَّذِينَ يَمشُونَ عَلَى الأَرضِ هَوناً))

إنّ صفة المشي لها عند الله قيمة لأنها تعبر عما في الإنسان من مشاعر وأخلاق فالمتكبرون والمتجبرون لهم مشية والمتواضعون لهم مشية كل يمشي معبراً عما في ذاته

عباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً متواضعين هيّنين ليّنين يمشون بسكينةٍ, ووقار بلا تجبر واستكبار ولا يستعلون على أحد من عباد الله.

عباد الرحمن يمشون مشية من يعلم أنه من الأرض خرج وإلى الأرض يعود ((مِنهَا خَلَقنَاكُم وَفِيهَا نُعِيدُكُم وَمِنهَا نُخرِجُكُم تَارَةً أُخرَى))طه55

اعلموا أيها المسلمون

أنه ليس معنى يمشون على الأرض هوناً أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس كما يفهم بعض الناس فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أسرع الناس مشيةً وأحسنها وأسكنها

قال أبو هريرة (ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى لـه).

ورأى عمر بن الخطاب رجلاً يمشي رويداً مطاطأ الرأس فقال: مالك أأنت مريضاً؟ قال: لا فعلاه بالدرة وأمره أن يمشي مشية الأقوياء.

ورأت أحد أزواج النبي شباباً يمشون متماوتين فقالت من هؤلاء؟ قالوا

النسّاك الزهاد

فقالت: لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كانوا هؤلاء.

والقرآن نهى عن مشي المرح والبطر والفخر والاختيال قال - تعالى -: ((وَلاَ تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبَالَ طُولاً))الإسراء37

وهذا لقمان يوصي ابنه ((وَلَا تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبٌّ كُلَّ مُختَالٍ, فَخُورٍ,))لقمان18

لا تُمِل وجهك عن الناس إذا كلَّمتهم أو كلموكº احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم، ولا تمش في الأرض بين الناس مختالا متبخترًا، إن الله لا يحب كل متكبر متباه في نفسه وهيئته وقوله.

ولا تكلم الناس وأنت معرض عنهم بل أقبل عليهم بوجهك وتواضع وابتسم فالابتسامة صدقة والله لا يحب كل مختالٍ, فخور.

المختال الذي يُظهر أثر الكبر في أفعاله

والفخور الذي يظهر أثر الكبر في أقواله والله يحب المتواضع الذي يعرف قدر نفسه ولا يحتقر أحداً من الناس كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يدعو (اللهم أحييني مسكيناً ومتني مسكيناً وأحشرني في زمة المساكين)

روى الإمام أحمد قوله - صلى الله عليه وسلم - ((من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله- تبارك وتعالى -وهو غضبان))

وروى مسلم عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بينما رجل ممن قبلكم يتبختر يمشي في بردته قد أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)

إذاً علام يتكبر الناس علام يتميزون علام يستعلون على عباد الله بأموالهم ومناصبهم ولو نظروا إلى أنفسهم لوجدوا أن أباهم الماء المهين وجدّهم التراب كما قال - تعالى -: (وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالةٍ, من ماءٍ, مهين)

رأى مطرف بن عبد الله أحد الأمراء يمشي متبختراً فنهاه وقال هذه مشيةٌ يبغضها الله - تعالى -فقال له: أما تعرفني؟ قال: نعم أعرفك..وأعرف من أنت. أنت الذي أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفةُ قذره، وأنت مع ذلك تحمل العذره

فيا عجباً ممن خرج من مجرى البول مرتين كيف يتكبر.

ولا يمشي فوق الأرض إلا تواضعاً

فكم تحتها قوم همُ منك أرفـعُ

وإن كنت عزٍ, وجاهٍ, ومنعــةٍ,

فكم مات من قومٍ, همو منكم أقنعُ

ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - سيد المتواضعين كان يمشي خلف أصحاب كواحدٍ, منهم وكان يجلس لا يتميز عليهم، حتى أن الرجل الغريب ليأتي فيقول أيكم بن عبد المطلب وكان في بيتكم في مهنة أهله، يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاتـه.

 

عباد الرحمن أيها المسلمون

هم الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.

فهم لا يلتفتون إلى حماقة الحمقى وسفه السفهاء ويترفعون عن الرد عن كل سب وشتم واستهزاء إنما هم أكرم وأرفع \" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً

وقال - تعالى -((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطَانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مٌّبِيناً))الإسراء53

وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيبº فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة.

 

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) البخاري ومسلم والترمذي.

عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء) الترمذي وابن حبان في صحيحه.

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \" إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم والقائم \" أبو داود وابن حبان في صحيحه.

عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حسن الخلق خلق الله الأعظم).

إن دعامة حسن الخلق التي بها يقوم، الرفق واللين والمعاملة الطيبة ومداراة السفهاء، وقد امتن الله - تعالى -على نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن جعله لينا مع القوم غير فظ ولا عنيف ولا جبار فقال: (فَبِمَا رَحمَةٍ, مِن اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضٌّوا مِن حَولِكَ)آل عمران 159º ونصح موسى وأخاه هارون - عليهما السلام - إذ أرسلهما إلى فرعون (فَقُولَا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشَى) طه 44.

قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)البخاري ومسلم.

(إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه) مسلم.

\" من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير\".

\" ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل هين لين سهل\".

وحسن الكلام مع الأعداء يطفئ خصومتهم ويكسر شوكتهم ((وَلَا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَمِيمٌ)) فصلت34

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا اله الا الله تعظيما لشانه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه وعلى اله وأصحابه وجميع إخوانه

عباد الله: هؤلاء عباد الرحمن رأينا حالهم مع أنفسهم وهو بالتواضع لا الفخر ولا الكبرياء وحالهم مع الناس بالصبر على جهل السفهاء.

ثم انظروا حالهم مع ربهم

إذا خيّم الليل وأرخى سدوله إذا أوى الناس إلى فرشهم كان عباد الرحمن مع ربهم ((يبيتون لربهم سجداً وقياماً))

بينما كثير من الناس في غفلاتهم نائمون وفي سهرهم ماجنون هناك عباد يبيتون لربهم سجداً وقياماً، إنهم يضعون الجباه التي لم تنحني لمخلوق يضعونها بين يدي الله - جل وعلا - راكعة ساجدة خاشعة خائفة طائعة

((إِنَّمَا يُؤمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرٌّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمدِ رَبِّهِم وَهُم لَا يَستَكبِرُونَ))السجدة15

وهم قياما يتلون آيات الله يسألونه الجنة ويستعيذون به من النار إنهم يفعلون ذلك ليس طلباً لمرضاة احد ولا لإبتغاء محمدة أو شهرة وإنما يبيتون لربهم سجّداً وقياماً يبتغون وجهه يرجون رحمته ويخافون عذابه

وصدق الله القائل عنهم ((أَمَّن هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحذَرُ الآخِرَةَ وَيَرجُو رَحمَةَ رَبِّهِ قُل هَل يَستَوِي الَّذِينَ يَعلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبَابِ))الزمر9

لما أرشد الله - تعالى -أولياءه إلى صفة ما ينبغي أن يكون عليه حالهم بالنهار، من ترك الإيذاء والعدوان مبادأة وجزاء، عقب بذكر صفاتهم بالليل سجودا وقياما (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِم سُجَّدًا وَقِيَامًا)º فتكامل بذلك يوم المؤمن ليله ونهاره، سره وعلانيته، برا بالخلق وقياما بحق الخالق.

إن قيام الليل أفضل العبادات بعد المفروضات، لأن العبد يخلو فيه إلى ربه دون رياء أو تسميع، ويدعوه ويتضرع له بطمأنينة نفس وهدوء بال وخشوع قلب، خاليا من هموم الدنيا وشوائب الحياة وشواغل الكسب والأهل والولد، فتكون عبادته أشد إخلاصا ودعاؤه أكثر صدقا، وموقفه من ربه أبلغ قربا، كما ورد في حديث مسلم عن أبي هريرة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه - عز وجل - وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)، أما إن كان السجود والدعاء والتضرع في جوف الليل كما ترشد إليه الآية الكريمة، فذلك الفوز الكبير والنجاح الوفيرº أخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \" ينزل ربنا إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغغفرني فأغفر له؟ \".

وروى أبو داود والترمذي والحاكم عن عمرو بن عنبسة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: \" أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن \".

وروى الترمذي أيضا عن أبي أمامة قال: قيل يا رسول الله، أي الدعاء أسمع أي أرجى عند الله تعالى-؟ قال(جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات).

عباد الرحمن هم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً

روى الإمام احمد عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

قال ((عجب ربنا - تعالى - من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله إلى صلاته فيقول الله - جل وعلا - انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه رغبةً فيما عندي وشفقةً مما عندي ورجل غزا في سبيل الله ثم إنهزم أصحابه فرجع حتى يهريق دمه فيقول الله انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقةً مما عندي))

((إنهم عباد الرحمن كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيلِ مَا يَهجَعُونَ وَبِالأَسحَارِ هُم يَستَغفِرُونَ)) الذاريات17

مات أحد علماء الصوفية في عصره وهو الجنيد فقيل له يا إمام ما فعل الله بك فقال ذهبت تلك الإشارات وطاحت العبارات وضاعت العلوم ولم ينفعنا إلا ركعات كنّا نركعها في السحر.

 

عباد الرحمن:

تتجافى جنوبهم عن المضاجع

كلهم مابين خائف متهجد وطامع

تركوا لذة الكرى للعيون الهواجع

وأستهلّت عيونهم فائضات المدامع

ودعوا يا ربنا يا جميل الصنائع

عباد الله

شتان بين من يقضي الليل في طاعة الله وبين من يقضيه في معصية الله

شتان بين من يسهر في لهو وعبث حتى قرب الفجر فإذا قرب الفجر ناموا

وبين من يقضي الليل صلاةً واستغفاراً وتسبيحاً ونوماً على ذكر الله

شتان بين من يقضي الليل في إجرام يدبر المكائد والشرور لعباد الله الصالحين

وبين من يقضي الليل علماً وتعلماً ودعوة إلى شرع الله

عباد الرحمن

إذا ما الليل أظلم كابدوه

فيسفر عنهم وهم ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا

، أهل الأمن في الدنيا هجوع

قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها قيل هي لمن يا رسول الله قال((لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام)) رواه الترمذي.

اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين من عبادك المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه هذا وصلوا وسلموا على عبد الله ورسوله فقد أمركم الله بذلك فقال - تعالى -: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن أصحابه أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضلك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply