وصفة لخلق العداوة


 بسم الله الرحمن الرحيم

قال: عندما تبدأ كلامك مع رجل بأن تقول له: «أنت مخطئ» أو «اسمع يا هذا، سأثبت بطلان ما تقول» أتدري أنك في تلك اللحظة تعني: (أنك أيها الرجل بليد تعوزك براعتي وينقصك ذكائي، قف أمامي ذليلاً لأدلك على الطريق الذي بلغه ذهني المتوقد وحكمتي الأصيلة)! هذا هو المعنى بالضبط..فهل تقبل بأن يوجه إليك أحد مثل هذا القول؟ كلا، طبعاً.إذن فلماذا توجهه إلى الآخرين!

 

وختم الفصل بقوله: فإذا أردت أن تجتذب الناس إلى وجهة نظرك فاحترم آراء الغير، ولا تقل لأحد: أنت مخطئ.

 

والصحيح أنه لا يقوم العدل ولا تستقيم الحياة حتى يقال للمخطئ: أخطأت، وللمصيب: أصبت، صحيح أنه ينبغي اختيار الأسلوب الحسن في عرض الأخطاء ما أمكن ذلك وكان أقرب للانتفاع به.

 

مثل ما كان يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا.. »، فلم يجابههم في وجوههم.

 

وما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرفق وترك العنف والشدة والغلظة مثل قوله: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله»(1)، وقوله: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه»(2).

 

وما ذكره المؤلف أكثر ما يصلح في الأمور التي تختلف فيها وجهات النظر وليس مع الآخر نص قاطع، أو لا يسبب خلافه شراًّ على الأمة.

----------------------------------------

(1) صحيح البخاري [2528]، صحيح مسلم [2593].

 (2) صحيح مسلم [2594].

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply