عقول وقلوب ودولارات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حرب أمريكا لتغيير الإسلام

 تقرير نشرته مجلة يو أس نيوز أند ورلد ريبوت الأمريكية

 في عددها لأسبوع 18 25 نيسان/ أبريل 2005

وضعه دايفيد كابلان

وترجمه د. إبراهيم علوش

 

في إحدى الجبهات غير المرئية للحرب على الإرهاب، ما برحت أمريكا تنفق ملايين الدولارات لتغيير وجه الإسلام بالذات...

كانت تلك بالذات تجربة فريدة من بين الألعاب الحربية على أنواعها، والحديث هنا عن التمرين الأول أبداً في \"الاتصالات الاستراتيجية\"، كما وصفه القائمون عليه.جرى التمرين في شهر تموز/ يوليو 2003 حين اجتمع لاعبو الحكومة الأساسيون في مجال كسب \"حرب الأفكار\" على الإرهاب بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن دي سي National Defense University. كان بينهم مديرو أزمات من البيت الأبيض، وديبلوماسيون من وزارة الخارجية، وأخصائيون من البنتاغون من فرع العمليات الخاصة بالحرب النفسية. لم يفد انتصار واشنطن السريع على جيش صدام حسين في ربيع ذلك العام بتهدئة تصاعد المشاعر المعادية لأمريكا في الخارج. بل أظهرت استطلاعات الرأي على مدى العالم الإسلامي، وفيه حلفاء مقربون للولايات المتحدة كأندونيسيا والأردن، أن بن لادن يعتبر هناك شخصية أكثر موثوقية بكثير من جورج دبليو بوش.

 

بدأت اللعبة الحربية في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن بسيناريو واقعيٍ,ٍ, جداً: بينما كانت الاحتجاجات المعادية لأمريكا تهز عدداً من البلدان الإسلامية، صار الطلاب المؤيدون للديموقراطية يتعرضون للقتل في إيران بينما يتم الاحتفاء بالإرهابيين في العراق كوطنيين!! أما محاربو الحكومة الأول في مجال المعلومات والاستخبارات فكانت مهمتهم في هذا التمرين شاقة حقاً: تغيير صورة أمريكا في العالم الإسلامي والمساعدة بتعزيز ديموقراطية مستقرة في العراق. ولكن أوقفت اللعبة الحربية فجأةً في منتصف الطريق. \"لم تسر الأمور على ما يرام\"، كما يذكر أحد المشاركين، \"فلم نرَ ثمة فائدة من الاستمرار بمتابعة التمرين على أساس السيناريو الموضوع\".

 

وقد أشار آخرون أن المشاكل التي واجهتها اللعبة شكلت مرآةً لاستنتاجات عشرات الدراسات بصدد موطن الخلل الأول في ما يمكن اعتباره اليوم أخطر جبهة على الإطلاق في الحرب على الإرهاب: جبهة المعركة على العقول والقلوب. فليس لدينا في تلك الجبهة مسؤول، ولا استراتيجية قومية، وفيها نقصٌ هائلٌ بالموارد. فمن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى وزارة الخارجية، نجد وسائل أمريكا الهائلة في التأثير على أعدائها وبإيصال وجهة نظرها إلى كل مكان وقد تقوضت مع سقوط الشيوعية. \"ففي معركة الأفكار\"، كما قال السفير الأمريكي الأسبق في المغرب مارك غِنسبرغ، \"لقد قمنا بنزعٍ, أحاديٍ, لأسلحتنا\"!

 

لكن اليوم واشنطن بدأت ترد. فبعد بضعة خطوات متعثرة منذ هجمات 11/9، شرعت الحكومة الأمريكية أخيراً بحملة حربية سياسية لا مثيل لها منذ أوج الحرب الباردة. فمن الفرق العسكرية المتخصصة بالعمليات السيكولوجية إلى عملاء السي أي إيه CIA السريين إلى وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث التي تمول علناً، تقوم واشنطن على حملة شاملة، محاريثها عشرات الملايين من الدولارات، ليس بهدف التأثير على المجتمعات الإسلامية فحسب بل للتأثير على الإسلام نفسه.

 

هذا الجهد الحكومي الذي لم يكشف عنه النقاب حتى الآن تم التعرف عليه خلال تحقيق استمر أربعة أشهر قامت به مجلتنا اعتماداً على خلاصة أكثر من مائة مقابلة صحفية ومراجعة اثني عشر تقريراً ومذكرة داخلية. ومع أن الرسميين الأمريكيين يقولون أنهم يحذرون الانجرار إلى معركة لاهوتية، فإن كثيرين قد استنتجوا بأن أمريكا لم تعد تستطيع الانتظار في مقاعد المتفرجين بينما يخوض الجذريون والمعتدلون في الحركة الإسلامية قتالاً ضارياً حول مستقبل ديانة مسييسة لها أكثر من مليار مريد. والنتيجة كانت مجهوداً استثنائياً ومتنامياً لإطلاق ما يصفه الرسميون بأنه حركة إصلاح إسلامية.

 

ومن بين النتائج الأخرى التي توصلنا إليها أن البيت الأبيض أقر استراتيجية سرية جديدة وضع لها عنوان Muslim World Outreach، بمعنى الوصول إلى كامل العالم الإسلامي، وهي تنص للمرة الأولى أبداً أن للولايات المتحدة مصلحة أمن قومي في التأثير على ما يجري ضمن الإسلام نفسه. ولأن أمريكا \"ملوثة إشعاعياً\" في العالم الإسلامي (بمعنى مكروهة يتم تجنبها المترجم)، كما عبر أحد المسؤولين عن الوضع، فإن خطة الوصول لكل العالم الإسلامي تقتضي العمل من خلال أطراف ثالثة، مثل الدول الإسلامية المعتدلة والمؤسسات والجماعات الإصلاحية، من أجل الترويج للقيم المشتركة كالديموقراطية وحقوق المرأة والتسامح.

 

في أربعٍ, وعشرين بلداً على الأقل، قدمت واشنطن الدعم المالي بصمت لعشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية الإسلامية، ولمقررات دراسية في المدارس الإسلامية، ولمراكز أبحاث إسلامية، ولورش عمل سياسية، ولبرامج أخرى تروم الترويج للإسلام المعتدل. الحكومة الفيدرالية في واشنطن إذن سوف تنفق لترميم المساجد والمحافظة على النسخ القديمة من القرآن، وحتى لبناء المدارس الإسلامية. وقد أثار هذا التشابك العام مع الإسلام الكثير من التساؤلات عما إذا كانت عملية التمويل هذه قانونية أصلاً، بسبب الفصل القاطع الذي يقيمه الدستور الأمريكي ما بين الدين والدولة.

 

على أية حال، تعيد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بدورها إحياء برامج العمل السري التي ساعدت يوماً على كسب الحرب الباردة ضد الكتلة الشيوعية، وهدفها الآني هو وسائل الإعلام الإسلامية والقيادات الدينية والأحزاب السياسية. الوكالة إذن تتلقى حالياً \"زيادة انفجارية في المال والقوى العاملة والأصول\" للمساعدة بالتأثير على المجتمعات الإسلامية، حسب مسؤول مخابراتي رفيع المستوى. ومن بين تكتيكاتها المتبعة مؤخراً: التعاون مع الناشطين (الإسلاميين) المختلفين مع تنظيم القاعدة، وشن حملات سرية لضرب مصداقية اكثر المعادين لأمريكا تعصباً بين الناس.

 

ولكن بالرغم من هذا التدفق في النشاط الإعلامي والاستخباري، فإن جهود واشنطن لكسب العقول والقلوب ما برحت تتسم بالفوضى. وقد صاغ بعض موظفي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض مثلاً أكثر من مائة ورقة يقترحون فيها، حسب مصادر مطلعة، أعمالاً محددة ضد الدعاية الإسلامية والنشاط السياسي، ولكن أياً من هذه المقترحات لم يقيض له أن ينفذ بعد. وقد أنشأ البيت الأبيض، للمساعدة بتصحيح هذا الوضع، منصباً حكومياً جديداً هو منصب مستشار الأمن القومي المساعد للاتصال الاستراتيجي والوصول العالمي Deputy national security adviser for strategic communication and global outreach.

 

وتأتي هذه الحملة للوصول للعقول والقلوب في سياق علاماتٍ, مشجعة منها سلسلة من الانتخابات الناجحة في \"الشرق الأوسط\" واحتجاجات معادية لسوريا في لبنان. هذه الأحداث رفعت من آمال إدارة بوش للمنطقة، ولكن بعض الخبراء في الإرهاب والعالم الإسلامي يقولون أن المشاكل عميقة الجذور إلى درجة قد تزداد معها الأمور تفاقماً بدلاً من تحسنها. ويتنبأ تقرير في شهر كانون الأول / ديسمبر لمجلس المخابرات القومي الذي تديره السي أي إيه (وهو غير مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض -المترجم) أن جماهير الشبان العاطلين عن العمل والمنسلخين اجتماعياً في العالم العربي \"سيضخمون من صفوف المعرضين للاستقطاب من قبل الإرهابيين\".

 

ومع أن التمرد في العراق يظهر أنه بدأ يفقد زخمه، فإن المشاعر المعادية لأمريكا اليوم تتغلغل داخل كل شريحة اجتماعية في العالم العربي. فالإشاعات المنتشرة بأن الجنود الأمريكيين يسرقون الأعضاء البشرية للعراقيين المحتضرين، وأن واشنطن افتعلت تسونامي بقصد قتل المسلمين تظهر بشكل اعتيادي في وسائل الإعلام العربية الرئيسية (أخي القارئ، التركيز على هذين المثالين بالذات من بين عشرات الأمثلة الممكنة يظهر عند الكاتب أن المشاعر المعادية لأمريكا هي بالضرورة مشاعر غير عقلانية مبنية على أوهام وجهل فحسب المترجم).

 

ولذا، تروج بقوة شرائط فيديو موسيقية (أناشيد) جهادية متقنة وأقراص مدمجة لاستقطاب الشباب تراها تباع وتنفُق بسرعة على أرصفة العواصم العربية. ويعتقد كثيرون من قيادات المنطقة أن أمريكا في حالة حرب مع العالم العربي، لا بل مع الإسلام نفسه، حسب تقرير صدر في آذار/ مارس عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. ويستنتج التقرير: \"إن العلاقات العربية-الأمريكية في أدنى مستوى لها منذ عقود\".

 

الأدوات المتاحة للرد هنا متنوعة طبعاً. فبالنسبة للسي أي إيه، ليست هذه الأدوات إلا العمليات الخفية الهادفة لممارسة التأثير السياسي والدعاية المضادة. في وزارة الدفاع، تسمى هذه الأدوات عمليات حرب نفسية أو جهود تأثير استراتيجي. وفي وزارة الخارجية، تدعى هذه الأدوات ديبلوماسية عامة (أي موجهة نحو الجمهور الأجنبي وليس الدول المترجم). ولكنها تسعى جميعاً في المحصلة لاستخدام المعلومات للتأثير في، ولإبلاغ، ولتحريك أصدقاء وأعداء أمريكا كما تقتضي الحال. بعض تلك الأدوات تم التخلي عنه، وبعضها الأخر بات مثيراً للجدل، خاصة في ضوء ما رشح مؤخراً بأن بعض مسئولي الإدارة روجوا تقارير إخبارية مزورة على أشرطة فيديو ودفعوا أموالاً لكتاب أعمدة لتعزيز سياسات معينة هنا في الوطن (لاحظ التبرير المبطن لأدوات الحرب الفكرية على \"الإرهاب\" المترجم). ولكن بالنسبة لأولئك الذين يكدحون على خطوط الدفاع الأولى ضد الإرهاب، فإن حرب الأفكار والأدوات اللازمة لخوضها أساسيان جداً. أما كيف عادت بعض تلك الأدوات إلى حيز الاستخدام، وما تفعله بها واشنطن، فقصة بدأت قبل أكثر من نصف قرن في ذروة الشيوعية السوفياتية.

 

كانت حكومة الولايات المتحدة قد زرَّعت في قمة الحرب الباردة شبكةً عالمية من الدعاة وخبراء الشؤون العامة وفناني الرشوة. وكانت وكالة المعلومات الأمريكية USIA مثلاً قد أرسلت المئات من خبراء المعلومات إلى الخارج وأنتجت ما يكفي من الأفلام لتنافس أكبر استوديوهات هوليود، وكل ذلك من أجل بيع العالم فكرة طيبة أمريكا من جهة وشر الشيوعية من جهةٍ, أخرى. وكانت هناك مراكز ثقافية ومكتبات في العواصم الأجنبية تديرها وكالة المعلومات الأمريكية، وكانت هناك منح فولبرايت الدراسية وبرامج تبادل أخرى من وزارة الخارجية، زائد نشرات راديو أوروبا الحرة وراديو الحرية. أما رشوات السي أي إيه الخفية، فقد اشترت ولاء أحزاب سياسية برمتها في إيطاليا واليابان. وقد ذهبت مبالغ أخرى بشكل سري طبعاً إلى الصحافيين والأكاديميين والقيادات العمالية المتعاطفة مع أمريكا...

 

وانكشفت سلسلة فضائح تتعلق بانتهاكات وتمويل السي أي إيه ابتداءً من نهاية الستينات فألقت بآثارها السلبية مما قلص العديد من برامج السي أي إيه السرية. وبعدها طفق الكونغرس مع الانفجار الداخلي للشيوعية يبحث عن عائدات \"سهم السلام\" بعد نهاية الحرب الباردة وصار يقلّم موازنات ما بقي من البرامج ذات التأثير. وفرض متشددون من هذا التيار اقتنعوا بأن وكالة المعلومات الأمريكية USIA من بقايا الحرب الباردة على إدارة الرئيس كلينتون عام 1999 أن تحل الوكالة داخل وزارة الخارجية الأمريكية. سرح المئات من موظفيها أو أحيلوا للتقاعد مما أدى لاختصار جهاز الديبلوماسية العامة للأمة حوالي أربعين بالمائة. أغلقت أبواب المكتبات الأمريكية في الخارج، ونزلت برامج التبادل والبث الإذاعي أو التلفزيوني للخارج حوالي الثلث. وعندما اتجه طيارو القاعدة بطائراتهم المختطفة إلى منهاتن التحتا، كانت حكومة الولايات المتحدة قد تخلت عن مسؤولية إدارة صورة أمريكا في الخارج لمنتجي الأفلام في هوليود ولمغني الراب Rap (الراب موسيقى احتجاجية نشأت في البداية على شكل ارتجال زجلي على أرصفة غيتوات الأفارقة الأمريكيين حتى سيطر عليها البعد التجاري فباتت مراهقة مسطحة في الأعم الأغلب هدفها الصرعات عوضاً عن الاحتجاج الاجتماعي المترجم).

 

 بعد هجمات 11 سبتمبر بدأ المسؤولون الأمريكيون ينظرون بكيفية إيصال رسالتهم إلى الخارج. كان الطالبان، بكل تخلفهم، يسجلون انتصارات دعائية على أمريكا، وبقي معظم العالم الإسلامي يرفض التصديق أن من هاجموا البنتاغون ومركز التجارة العالمي كانوا عرباً. وأسس مسؤولون للرد على التحدي مراكز معلومات التحالف Coalition Information Centers في واشنطن ولندن وإسلام أباد في الباكستان. وقد صبت هذه المراكز جل جهودها على الأحداث المستجدة، لإطفاء الحرائق المشتعلة على مدار دورات إخبارية من أربعٍ, وعشرين ساعة لم تشهد الحرب الباردة لها مثيلاً. بيد أن الرد على وسائل الإعلام العالمية، ومنها شبكة فضائية عربية جديدة تحريضية غالباً اسمها الجزيرة، لم يترك الكثير من الوقت لوضع استراتيجية تعالج مشكلة الإرهاب الإسلامي من جذورها.

 

اجتثاث تلك الجذور كان مهمة أكثر ملائمةً للسي أي إيه كما استنتج البيت الأبيض. وبعد بضعة أسابيع فحسب من أحداث 11 سبتمبر أعطى الرئيس بوش للسي أي إيه في مذكرة سرية للأمن القومي تفويضاً مطلقاً لشن حرب عالمية ضد تنظيم القاعدة. وكان من بين النشاطات التي صُرح بها للسي أي إيه وقتها النشاط الدعائي والحرب السياسية. لكن تبين عندما تعلق الأمر بحملات التأثير الاستراتيجي أن الجهاز السري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان \"ميتاً كمسمار الباب\" على حد وصف راويل مارك غيريشه عميل الوكالة السابق في الشرق الأوسط. وإذا كان المئات يعملون سابقاً في قسم عمليات التأثير الاستراتيجي في السي أي إيه، فقد انخفض عدد موظفيه إلى حوالي عشرين فقط مع نهاية عام 2001 كما قالت مصادر مطلعة لمجلتنا. ويقول متقاعد أخر من وكالة المخابرات المركزية سي أي إيه تعليقاً على هذا: \"لم يبق إلا عددٌ قليلٌ من المحترفين في هذا المجال، وحتى هؤلاء كانوا جميعاً هرمين\". وعندما زار بعض الضيوف مرة وحدة التأثير الاستراتيجي في الوكالة، كما يقول أحدهم، لم يجدوا في استقبالهم إلا عجوزاً تتكئ على عكاز..

 

تساءل كبار مسئولي البنتاغون أبان ذلك لمَ لم يكن يتم عمل المزيد. فوحدات العمليات السيكولوجية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية كانت تدير محطات تلفزيونية وإذاعية من الجو، وتلقي ملايين البيانات على بلدانٍ, شتى، وتوزع كل شيء تقريباً من المجلات الهزلية إلى الطائرات الورقية العملاقة للسيطرة على الأذهان. لكن هذه الوحدات لم تكن تتمتع بالخبرة اللازمة لمحاربة حركة الإسلام الجذري المعولمة. بناءً عليه، أمر القادة العسكريون في وزارة الدفاع الأمريكية بإقامة وحدة تأثير استراتيجي خاصة بهم، فنشأ هكذا مكتب التأثير الاستراتيجي Office of Strategic Influence في البنتاغون وأنيطت به مهمة شن الحرب الإستخباراتية ضد الإرهاب الإسلامي والتوجه العقائدي لتنظيم القاعدة. ثم أغلق المكتب بعد أربعة أشهر فقط من افتتاحه بسبب تقارير مضللة اعتمدها لنشر التضليل في حركة الإسلام الجهادي (المقصود أن التقارير التي قامت على أساسها حملة التضليل شوشت مكتب التأثير الاستراتيجي نفسه المترجم).

 

ونجحت وزارة الخارجية الأمريكية بدرجة أكبر في ميدان حرب الأفكار. وكان كولن باول، وزير الخارجية السابق، قد أتي بالسيدة شارلوت بيرز لإدارة الديبلوماسية العامة (التأثير الاستراتيجي على وعي المسلمين) في وزارة الخارجية. وكانت الشخص الوحيد بين الذين احتلوا هذه المواقع في الإدارة الأمريكية التي رئست قبل تعينها اثنتين من أهم عشر وكالات دعاية وإعلان عالمية. بيد أن بيئة عملها الجديدة، كما وصفتها شارلوت بيرز نفسها لاحقاً، كانت \"أشبه بجملٍ, أخرق\"، يحترف ويبدع في التعامل مع الحكومات الأخرى، ولكنه خجولٌ وب

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply