دعاة تحرير المرأة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الخطبة الأولى:

أما بعد:

 

إن أصدق الحديث كلام الله - تعالى -، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فإن المرأة قبل الإسلام كانت في نظر الناس من سقط المتاع، هضموا حقوقها واعتبروها مجرد متعة لا غير، ولذلك كانوا يتبرمون إذا بشر أحدهم بالأنثى \" وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُم بالأنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ القَومِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلَى هُونٍ, أَم يَدُسٌّهُ فِي التٌّرَابِ أَلاَ سَآء مَا يَحكُمُونَ \" [النحل: 58، 59]، ولذلك كان العرب في الجاهلية من بغضهم للمرأة كانوا يئدون البنت وهي حية يحفرون لها حفرة وهي حية، ويدفنونها وهي حية، ولذلك قال - تعالى -في بيان أهوال القيامة \" وَإِذَا المَوءودَةُ سُئِلَت بِأَيّ ذَنبٍ, قُتِلَت \" [التكوير: 8، 9] فجاء الإسلام فاعتبر المرأة إنساناً لها مكانتها ورفع من شأنها وأعطاها حقوقها ما هضمها حقها قط، بل إنها عنصر فعال في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنه ولذلك قال - تعالى -: \" وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ \" [البقرة: 228] أي مثل ما للرجال بالمعروف للمرأة كذلك لهن من المعروف وقال - تعالى -: \" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعرُوفِ \" [النساء: 19] والنبي يقول: ((استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج))، والمراد هنا التشبيه باعوجاج لسانها، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، ((وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن أردت أن تقيمه كسرته وإن تركته لا يزال أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا)) أخرجه البخاري ومسلم.

 

ولذلك جعل الإسلام المرأة الصالحة خير متاع في الدنيا إن المرأة الصالحة خير من المال فخير متاع يتمتع به الإنسان في الدنيا وخير شيء يحوزه الإنسان من الفضيلة المرأة الصالحة قال الرسول (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) أخرجه الإمام مسلم.

 

ولذلك يأتي في زماننا هذا دعاة يريدون أن يغيروا المرأة إلى الحالة التي كانت عليها في الجاهلية، فالمرأة قد كرمها الإسلام فهم يريدون أن يجعلوها أيضاً من سقط المتاع، يريدون أن يستمتعوا بها، ولذلك نجد اليوم من يدعو إلى أن تكشف المرأة حجابها تكشف عن سوأتها تتبرج وتمشي في المجتمع سافرة، ونسمع من يدعو بهذه الدعوة أن خروج المرأة من بيتها سافرة يعتبر نوعاً من التحضر، ولذلك سموها بدعوة تحرير المرأة وكذلك باسم إعطاء المرأة حقوقها أو المحافظة على حقوق المرأة، وكذلك نسمع من يرفع عقيرته بالصراخ ليقول لنا: إن المجتمع اليوم يتنفس برئة واحدة، لماذا لا نرى المرأة اليوم مزاحمة مع الرجال، وكذلك منهم من يقوم إن نصف المجتمع معطل هذه كلها دعوات لها أغراض خبيثة إنها ليست عفوية إنما هي مخطط لها من قبل أساطين الكفر واليهود والنصارى هكذا قال اليهود في بروتوكالاتهم التي سموها بروتوكولات حكماء صهيون فيقولون بالنص ما معناه قالوا: يجب أن نكسب المرأة يجب أن نكسب المرأة، أي في كل لعبة نلعبها في أي مجتمع يجب أن نكسب المرأة فإنها في أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية أي قضية إفساد الشعوب.

 

وقد قال أحد اليهود قديماً من الذين تخصصوا وتفننوا في إفساد الشعوب الإسلامية ماذا قال: إن مكسبنا في الشرق لا يمكن أن يتحقق إلا إذا خلعت الفتاة المسلمة حجابها، فإذا خلعت الفتاة المسلمة حجابها كسبنا القضية واستطعنا أن نستولي على الشرق.

 

وقال أحد قادة الماسون قال: كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة فأغرقوها، أي أمة محمد أغرقوها في حب المادة والشهوات. واليوم أساطين الكفر العالمي في كل بلد إسلامي وفي كل بلاد وجد فيها مسلمون ماذا يقولون؟ يقولون: إنه لا يمكن بناء التنمية الاقتصادية في البلاد إلا إذا حررنا المرأة، ولا ديمقراطية إلا بتنمية، ولا تنمية إلا بتحرير المرأة، هذه هي دعوة اليهود والنصارى ينادي بها أقوام من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا تعرف منهم وتنكر، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ولذلك حتى نتدارك الأمور لا بد أن نعلم ما هي الدعوة التي ينادي بها هؤلاء لإفساد المرأة كي نضع النقاط على الحروف وتجري الأمور لتعلموا بأن الهدف من وراء ذلك أولاً إفساد المجتمع الإسلامي عن طريق إفساد المرأة لأن المرأة هي الأم وهي الزوجة وهي البنت وهي الأخت وهي التي تربي الأجيال فمتى ما فسدت فسد المجتمع لأنها بفسادها تصطاد الشباب بحبائل الشيطان ماذا يريد هؤلاء من دعوتهم لتحرير المرأة أو بما يسمونه زوراً وبهتاناً وكذباً وافتراء بإعطائها حقوقها؟ ماذا أرادوا من هذه الدعوة؟ أرادوا من المرأة أن تكون متاعاً، أرادوا من المرأة أن تكون سافرة خلعت ربقة الحياء من عنقها، أرادوا من المرأة أن تكون عارية كاشفة مائلة مميلة رأسها كسنام البخت تمشي بين الناس لتصطاد شباب الإسلام بحبائل الشيطان فتغريهم بمظهرها الفاتن فإن الله - سبحانه وتعالى - قد جعل الميل بين الجنسين بالتكوين الحيوي عميقاً جداً ولذلك الإسلام وضع للمرأة قيوداً حتى لا يفسد المجتمع إنهم يريدون منها انتهاك عرضها ويريدون منها أن تكون متاعاً رخيصاً في سوق الدعاية نخاسة العصر تباع بأرخص الأثمان كما يباع الرقيق والعبيد في سوق النخاسة ولذلك هم إلى جانب هذه الأمور يتبنون إفسادها عن طريق الإعلام الفاسد هذه الصحف التي تدخل كل البلاد التي فيها المسلمون والتي يعيش فيها المسلمون صحف كثيرة تعد بالمئات بالآلاف إذا ما عدت على مستوى البلاد التي يعيش فيها المسلمون صحف تدخل حتى السياسية منها فالهدف منها إفساد المرأة وإفساد المجتمع تجد على كل غلاف صورة امرأة فاتنة يختارون أجمل امرأة توفرت فيها مواصفات الإغراء والإثارة الجنسية كاشفة شعرها ونحرها وجيدها ووجهها وكذلك أيضاً شيء من مفاتنها المغلظة فيعدونها لكي يفسدوا المجتمع.

 

والأقلاك كذلك إنما سخرت لهذه المهمة، والمسلسلات كذلك سخرت لهذه المهمة ففي دراسة أجريت على 500 فيلم تبين أن موضوع الحب والجنس يشكل اثنين وسبعين بالمئة حتى الأفلام التي صمموها للأطفال سخروها لإفساد الأطفال عن طريق المرأة في دراسة أجريت على الأفلام التي تعرض في كل القنوات العربية الفضائية اليوم تبين أن تسعة وعشرين وستة من عشرة في المئة من هذه الأفلام أي أفلام الأطفال حتى الكرتونية منها تتناول موضوعات جنسية وخمس عشرة في المئة تدور حول الحب الشهواني العصري، يريدون كذلك أن يفسدوا أبناء الأمة الإسلامية من الصغر ولذلك أكثر الشباب المراهق والفتيات المراهقات تعلمن سوء الأدب وقلة الحياء وتعلمن الممارسة الجنسية عن طريق هذه الأفلام الداعرة والمسلسلات الهابطة والتمثيليات المبتذلة، والتي ليس هدفها إلا إفساد الشباب المسلم، وكذلك أيضاً فنون الدعارة والتقبيل، وكذلك الحب والمغازلة والإثارة الجنسية التي يشكو منها المصلحون والمنتشرة بين أوساط الشباب الجامعي على وجه الخصوص، من أين تعلمها؟ من هذه هذه الأفلام التي تقدم النساء الداعرات الفاسقات الفاجرات لإفساد شباب الإسلام، وكذلك الدعاية وما أكثرها في كل قناة من القنوات المتلفزة العربية، تجد أن نسبة ثلاثين في المئة منها للدعاية في الإعلانات التي تقدم لإفساد الشباب لأن 90 من هذه الإعلانات إنما تقدمها المرأة بكل إثارتها الجنسية، والهدف المقصود من وراء ذلك معلوم، فقام أحد الباحثين بدراسة حول أحد البرامج المتلفزة فتوصل إلى النتائج الآتية: ثمانية وتسعون وستة من عشرة في المئة من الأطفال يشاهدون من الإعلانات التي تقدمها النساء بإثارة جنسية، يشاهدون أطفال المسلمين بصفة دائمة ويجدون استمتاعاً ولذة على مرأى ومسمع من الوالدين، ستة وتسعون في المئة من الأطفال يحبون الإعلانات التي فيها حركات المرأة المثيرة بحركات مقصودة جنسية، بل يحفظون نفس النصوص التي تقدمها هذه المرأة المثيرة جنسياً، وأحد الباحثين اعتمد على تحليل يتضمن 356 إعلاناً تلفزيونياً من كثير من القنوات العربية بلغ إجمالي تكرارها أي تكرر على مدار تسع مرات في اليوم من خلال تسعين يوماً فقط، أي على مدار ثلاثة أشهر كررت هذه الإعلانات المثيرة جنسياً في كل القنوات العربية بمعدل 3409 مرة، إذ الهدف المقصود مخطط رهيب من قبل اليهود والنصارى لإفساد أجيال الأمة الإسلامية، وتوصل إلى الآتي استخدمت صور المرأة وصوتها في 300 إعلان من بين 356 إعلان، 42 من الإعلانات التي قدمتها المرأة لا تخصها، مثال على ذلك إطار سيارات تقدمه امرأة، جزمة من جزمات الرجال تقدمه امرأة، عمامة أو شماع أو ثوب رجالي تقدمه المرأة، هل يخصها هذه الأشياء؟ لا يخصها، إنما القصد من وراء ذلك استخدامها سقط متاع لكي تصطاد الرجال بحبائل الشيطان.

 

51 من الإعلانات تعتمد على حركة جسد المرأة المثيرة بحركة تنم عن خبث لا تفعله إلا العاهرات الفاجرات.

 

12 من الإعلانات استخدمت فيها ألفاظ خبيثة مبتذلة القصد منها كذلك نشر الإباحية والفوضى الجنسية بين أوساط المسلمين.

 

هذه هي دعوة تحرير المرأة فهل نعيها ونتنبه لها؟ إننا إن سكتنا عن هذه الدعوات ولم نقاومها، ولم نتصدى لها بقوة فإن النتيجة الحتمية ستكون معروفة كما قال -تعالى- وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال: 25].

 

أقول ما تسمعون وادعوا الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

 أما بعد:

فإن هذا الداء الذي يسري في الأمة الإسلامية كسريان النار في الهشيم داء عضال، وسم زعاف قاتل لا بد أن نبحث عن العلاج الناجع لهذا الداء ومثله من الأدواء، حتى نكون على حصانة من أمرنا وبينة من أمر ديننا، حتى لا نؤخذ على غرة من أمورنا فإن المحافظة على الدين واجب على كل مسلم آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً، إن العلاج لمقاومة هذه الدعوات الماجنة التي تأتينا بعبارات مبهرجة وبألفاظ براقة، وكشعائر مزيفة، هذه الدعوات إنما يكون علاجها وعلاج تلك الظواهر السيئة في المجتمع يكون بالعودة الصادقة إلى الإسلام إن المرأة كما قال الله - سبحانه وتعالى - مبيناً علاجها في القرآن حفاظاً لها وصوناً لكرامتها وعفتها حتى لا يخدش حياءها قال - تعالى - آمراً للمرأة \" وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجنَ تَبَرٌّجَ الجَـاهِلِيَّةِ الاولَى وَأَقِمنَ الصَّلَوةَ وَءاتِينَ الزَّكَـوةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ \" [الأحزاب: 33]. ويقول الله لنبيه \" يأَيٌّهَا النَّبِيُ قُل لاِزواجِكَ وَبَنَـاتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلَـابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً \" [الأحزاب: 59]. ويقول الله - سبحانه وتعالى - \" يا نِسَاء النَّبِيّّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ, مّنَ النّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلاَ تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولاً مَّعرُوفاً \" [الأحزاب: 32] يطمع الذي في قلبه مرض أي مرض الشهوة بفساد القلب فإذا فسد القلب وتعلق بالمرأة فإنه لا ينظر إلى أي شيء إلا عن طريق المرأة الماجنة الفاسدة، ولذلك صيانة للمجتمع وضع الإسلام بعض القيود التي تحصن المجتمع من عوامل التخريب والفساد منها:

غض البصر من الجنسين \" قُل لّلمُؤمِنِينَ يَغُضٌّوا مِن أَبصَـارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُونَ وَقُل لّلمُؤمِنَـاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَـارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَو ءابَائِهِنَّ أَو ءابَاء بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبنَائِهِنَّ أَو أَبنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَو إِخوَانِهِنَّ أَو بَنِي إِخوَانِهِنَّ أَو بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَو نِسَائِهِنَّ أَو مَا مَلَكَت أَيمَـانُهُنَّ أَوِ التَّـابِعِينَ غَيرِ أُولِى الإِربَةِ مِنَ الرّجَالِ أَوِ الطّفلِ الَّذِينَ لَم يَظهَرُوا عَلَى عَوراتِ النّسَاء وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيٌّهَ المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ \" [النور: 30، 31]. وليضربن بخمرهن على جيوبهن أي محتجبات محتشمات لا يخرجن من بيوتهن إلا لضرورة وقال - تعالى – \" وَإِذَا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتَـاعاً فَاسـئَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ, ذالِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ \" [الأحزاب: 53]. أطهر للجميع الرجال والنساء هذه القيود التي وضعها رب العالمين، خلقنا وهو أعلم بأنفسنا من أنفسنا أعلم بما يصلحنا من أنفسنا والله يعلم وأنتم لا تعلمون، الإنسان بطبيعته لا يعلم ما ينفعه وما يضره إنما جاء الإسلام ليبين له النفع والضرر أَلاَ يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ [الملك: 14]. ءأَنتُم أَعلَمُ أَمِ اللَّهُ [البقرة: 140]. ثم بعد ذلك يأتي أفراد ممن هم امتسخوا عن الدين فيرفعون هذه الشعارات فيجدون بعد ذلك رواجاً وتأييداً لهم من بين المسلمين أو الذين ينتسبون إلى الإسلام إنها والله لكارثة فادحة ومصيبة عظمى وما نملك إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

لكن المسؤولية تقع على الجميع.

أولاً: تقع على الآباء والأمهات فإنهم الذين يرعون أبناءهم، الطفل سواء كان ذكراً أو أنثى رعايته يجب أن يكون من البيت ولذلك قال: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته. والإمام المراد به الحاكم والرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)). أخرجه البخاري ومسلم.

 

الثاني: كلنا أفراداً وجماعات مسؤولون فإننا إذا لم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر عمنا الله بعقاب من عنده مهما دعوناه لا يستجاب لنا، فلذلك الاستجابة لله ورسوله فيما فيه نفع لنا وحياة لنا وخير لنا أمر مطلوب كما قال - تعالى – \" يأَ أيٌّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا استَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحيِيكُم وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَينَ المَرء وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرُونَ وَاتَّقُوا فِتنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ \" [الأنفال: 24، 25].

 

الثالث: مسؤولية العلماء النصح والتوجيه والصدع بالحق وإرشاد الناس إلى الدين وتبصيرهم بما أمر الله به حتى يقفوا عند الحدود التي أمر بها الله ورسوله، كي يعيش الناس جميعاً يتفيّؤون تحت ظلال رحمة الكتاب والسنة، هذه هي مسؤولية العلماء لو سكتوا عنها أي جناية تلحق البشرية بسكوت العلماء

 

 يا معشر القراء يا ملح البلد..ما يصلح الملح إذا الملح فسد

 

الرابع: إليك أيتها الأخت المسلمة أوجه ندائي، فإنك أنت المعنية، أنت الهدف، أنت المقصد الذي من ورائه يصيب عدونا أكباد أجسامنا، بهذه السهام الخبيثة يستطيع أن يقضّ من مضاجع الأمة الإسلامية العدو عن طريقك أيتها الفتاة المسلمة، صوني عرضك، ولا تكوني مغفلة يخدعونك بكلمات معسولة، هؤلاء الذئاب البشرية هدفهم أن يخرجوك من بيتك لكي تكوني متعةً لهم يستخدمونك حتى تكوني وسيلة من وسائل هدم الدين الإسلامي والأسرة والمجتمع في كل مجتمع طاهر نظيف.

 

خدعوها بقولهم حسناء  والغواني يغرهن الثناء

 

فلا تغتري بالثناء.فإن الثناء كل الثناء أن تكوني بحشمتك وعفافك، وصوني عرضك واحتجابك واحتشامك وتمسكك بكتاب ربك وسنة نبيك، هذا هو الخير لك، واعلمي أيتها الأخت المسلمة أنك أم لأجيال، زوجة للرجال الأفذاذ، أخت للعظماء، كذلك أنت بنت للصالحين في كل مجتمع فإن من السوء والعار عليك أن تكوني أمة للفساق وزوجاً للمفسدين في الأرض فأنت كما قال الشاعر:

 

الأم مدرسة إذا أعددتها  أعددت شعباً طيب الأعراق

 

فتمسكي بما أمرك الله به وصوني نفسك، فإنك بصيانتك لنفسك تصونين المجتمع من كل عوامل الهدم والتخريب والفساد.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply