محبة الأخيارِ والاتصال بهم


 بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - في مجموع الفوائد واقتناص الأوَابد (ص106):

كتبت إلى بعض الفضلاء مكتوبا قلت فيه:

أخبرك يا أخي بما في قلبي لك من الود المبني على ما وصل إلي من أخلاقكم الجميلة وسيرتكم الحميدة والرغبة الأكيدة بالاتصال بأمثالكم من الأخيار فإن الاتصال بالأخيار فيه فوائد عديدة أكبرها وأفضلها:

* أن هذه طاعة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومما يحبه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

* ومنها: أن هذا تابع لمحبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فتمام محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - محبة من يحبه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

* ومنها: ما في ذلك من النصوص الحاثة على هذه المحبة، منها حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.

* ومنها: أنه ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة أدعية في هذا الشأن، منها قوله: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك. وكل مطلوب مسؤول كما عليك أن تسأله من الله، فعليك أن تسعى بجميع الأسباب الجالبة له المحصلة له، فالمؤمن يدعو الله بحصول المطالب الدينية والدنيوية، وفي دفع المكاره، ومن لازم ذلك السعي في تحصيل المطلوب وفي دفع المكروه، فيجمع بين الدعاء والسعي في نيل المطلوب، فالدعاء وحده من دون سعي قليل الجدوى.

* ومنها: أنه من أعظم المكاسب وأجل المغانم كسب صداقة الأخيار واغتنام أدعيتهم في الحياة وبعد الممات.

* ومنها: أنه بسبب ذلك يحصل من الأدعية والتوجيهات القلبية ما ينتفع به كُلٌ منهما من الآخر في الحياة وبعد الممات.

* ومنها: أن هذا من البشرى في الحياة الدنيا، فمتى وفق العبد لمحبة الصالحين وصحبتهم والاتصال بهم، رجي أن يدخل تحت قوله - تعالى -: \" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجعَلُ لَهُم الرَّحمَانُ وُدًّا \" (مريم: 96)، أي: منه ومن دعاء الصالحين.

* ومنها: أن الله - تعالى -يجمع لأهل دار السعادة جميع المسرات التي من جملتها الاجتماع في الجنة والمنازل العالية بمن يحبهم ويتصل بهم، كما قال - تعالى -: \" جَنَّاتُ عَدنٍ, يَدخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِن آبَائِهِم وَأَزوَاجِهِم وَذُرِّيَّاتِهِم \" (الرعد: 23)، فالأزواج هم النظراء في العمل والمحبة، وإن دخلت فيه الزوجات بوجه آخر، فبعض هذه الفوائد تكفي في الترغيب في محبة الأخيار والاتصال بهم. ا. هـ.

رحمك الله يا شيخ عبد الرحمن، وجزاك الله خيرا على هذه الكلمات التي لو وضعناها في الاعتبار لكسبنا من الدعوات الكثير. اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply