عقوق الوالدين


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مظاهر العقوق:

ففي الصحيحين من حديث عبيد الله بن أبي بكرٍ, عن أنس - رضي الله عنهما -. أنَّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائرِ ثلاثاً، الإشراكُ بالله وعقوقُ الوالدين، وشهادةُ الزور). [1]

وأخرج النسائي والبزار بإسنادٍ,ين جيدين والحاكُم وصححه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (قال: رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ إليهم يوم القيامة، العاقُ لوالديه، ومدمنُ الخمر، والمنانُ عطاءهَ). [2]

(وثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاقُ لوالديه، والديوثُ والرَجِلة من النساء). [3]

فهل يعي ذلك أقوامٌ لا يعرفون للوالدين حَقهما، ولا يُراعون فيهما إلاَّ ولا ذمَّة؟! هل يعي ذلك أقوامٌ أذاقوا والديهم مرارةَ العيشِ وعلقَمِ الحياةِ؟ هل يعي ذلك أقوامٌ أذاقوا والديهم صنوفاً من العقوقِ، وألوناَ من الجحودِ، فبعض الأبناءِ يظلون اليوم واليومين والثلاثة، لا يدري عنهم آباؤُهم أفي جنةِ هم أم في نار، ثم إذا دخلوا بيوتهم، ملأوا البيتَ ضجيجاً، وأسخطوا آباءهم، وأهانوا أمهاتَهم، وجعلوا أعلىَ البيتِ أسَفلهَ، وأسفلَه أعلاَه.

ومن مظاهر العقوق: التأففِ من الوالدين فضلاً عن إغلاظِ القولِ لهما أو شتمهما، وقال - عليه السلام -: (من الكبائر شتُم الرجلِ والديهَ، قالوا يا رسول الله، وهل يشتمُ الرجلَ والدَيه؟ قال نعم، يسبُ أباَ الرجل فيسبَ أباَه ويسبُ أمَه فيسبُ أمَه) [4].

وهذا السَّب والشتم، اعتاده بعض المراهقين حين يلعبونَ الكرةَ أو يشاهدونها في غياب التربية السليمة، والتنشئة الصحيحةِ الواعِية.

ومن مظاهر العقوقِ: إهمالُ الوالدين، وعدمُ السؤالِ عنهما، أو الترددُ عليهما.

ومن مظاهرِ العقوق: السخريةُ بالآباءِ والأمهات، والتندرِ بكبرهِم وشيخوختهِم، كقولهم: جاءت العجوزُ، وذهب الشيبةُ، وقارن ذلك بقول الصالحين: جاء الوالد وفقه الله، وذهبت الوالدة - حفظها الله -، ثم قارن رحمك الله أي الفريقين أحسن طريقة، وأقوم سبيلاً.

ومن مظاهر العقوق: ما يحصل في أوساطِ أولئك المسمين بالمثقفين على وجه الخصوصِ من التنكرِ لآبائهِم وأمهاتهِم، واتهامهِم لهم بالتخلفِ والبدائية، واحتقارُ ما هم عليه من القيمِ والفضائل، وليتذكر أولئك العاقون أنَّ للوالدين دعوةً مستجابةً، فليحذروا شرَّ دعائهم عليهم، يُذكر أنَّّّّّّّّ شاباَ كان مكباً على المنكراتِ والموبقات، وكان له والدٌ يناصحُه ويعظُه، فلا يجد من ابنه إلا الإعراضَ والصدود، وأقبحَ الرُدود، وفي يوم من الأيامِ مدَّ الابنُ يَده وصَفَعَ أباه، فأقسم الأب ليأتين البيت الحرامَ ويدعو عليه، فخرج حتى انتهى إلى الكعبة وأنشأ يقول:

 

يا مَن إليهِ أتى الحجاجُ قد قطعوا  *** عَرضَ المهامةِ من قُربٍ, ومن بُعدِ

 

إني أتيتُكَ يا مَن لا يُخيِّبُ مَن  ***  يدعوهُ مبتهلاَ بالواحدِ الصمدِ

 

هذا مَنَازِلُ لا يرتد من عَقَقي ***  فخذ بحقي يا رحمانُ من ولَدَي

 

وشُلَّ منه بحولٍ, منك جاَنَبَهُ  *** يا من تَقدَّسَ لم يُولد ولم يلدِ

 

فاستجاب الله - تعالى -دعاءه، وشل يد ولده اللئيم، نعوذ بالله من العقوق وأهله.

 

----------------------------------------

[1] رواه البخاري (2510).

[2] السنن الكبرى (2343).

[3] أخرجه النسائي و البزار بإسنادين جيدين والحاكُم وصححه.

[4] رواه مسلم (90) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه-.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply