إلى الأمة الإسلامية


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

من رسائل الحسن البصري - رحمه الله -....نقلت بتصرف

لقد كنا نعد البخيل منا... الذي يقرض أخاه الدرهم.... إذ كنا نعامل بالمشاركة والإيثار...

والله لقد كان أحد من رأيت وصحبت يشق إزاره فيؤثر أخاه بنصفه ويبقى له ما بقي...

ولقد كان الرجل منهم يصوم فإذا كان عند فطره مرّ على بعض إخوانه فيقول:

إني صمت هذا اليوم لله وأردت إن تقبله الله مني أن يكون لك فيه حظ فهلم شيئا من عشائك....

فيأتيه الآخر ما تيسر من ماء وتمر... وإنما يفعل هذا يبتغي أن يكسبه أجرا...

وإن كان غنيا عن الذي عنده.... وأدركت أقواما... وإن كان الرجل منهم ليخلف أخاه في أهله وولده أربعين سنة بعد موته.

أما الآن... فالناس يحاسبون بالدانق... يقول أحدهم: لي عليك دانق!!

يا قوم... لا تدنقوا  فيدنق الله عليكم... لعن الله الدانق ومن دنق الدانق...

يا قوم ما بالنا يلقى أحدنا أخاه فيحفي السؤال عنه ويدعو له ويقول: كيف حالك؟

كيف الصغار؟ عساك طيب؟ غفر الله لنا ولك وأدخلنا جنته و... و..... و.... و....

فإذا كان الدينار والدرهم.... فهيهات؟!! ويحكم يا قوم.. ما هكذا كان السلف الصالح...

فعلام تركتم الإقتداء وقد أمرتم به؟

يا أمة هربت والخوف يركبها.... من خاف الله - تعالى -.... أخاف منه كل شيء.... ومن خاف الناس.... أخافه الله من كل شيء يا قوم... يجب على المسلم لأهل ملته أربعة أشياء.... معونة محسنهم، وإجابة داعيهم، والاستغفار لمذنبهم، والدعوة إلى الحق لمدبرهم... والله لولا لصالحين لخفت الأرض ولهلكت الأمة.... ولولا العلماء لكان الناس كالبهائم.... ولولا الريح لأنتن ما بين السماء والأرض يا قوم إذا أظهر الناس العلم... وضيعوا العمل... وتحابوا بالألسن.... وتباغضوا بالقلوب... وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله جل ثناؤه... فأصمهم وأعمى أبصارهم.... رحم الله أقواما كانت الدنيا عندهم وديعة.... حتى ردوها إلى من ائتمنهم عليها.... ثم راحوا خفافا غير مثقلين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply