هناك اختلاف كبير بين الأزواج في طريقة تعاملهم مع أهل زوجاتهم..فمنهم من هو كالولد البار يحترم أهل زوجته ويقدّرهم ويقوم بخدمتهم..ويضحي بالغالي والنفيس من أجل إسعادهم لمكانة امرأته منه.. حتى قال أحد الآباء عن زوج ابنته الذي يشابه هذا: إنّ زوج ابنتي أحب إليّ من أولادي وأكثر لباقة ولطفاً.. ومن الأزواج من هو دون ذلك بكثير إلا أنه يصل ويسلم.. ويتفقّد أحياناً.. ومنهم من هو دون هذا بمراحل.. ويكتفي بإيصال زوجته إلى باب أهلها في بعض المناسبات ثم ينصرف دون أن يلقي سلاماً لا على أب ولا على أم وإخوان.. وهذا ديدنه، ولقد شكا لي بعض الآباء شيئاً مما يلقاه من جفوة وصدود وقطيعة بعض أزواج بناته علماً بأنّ هذا الأب لم يصدر منه ما يلام عليه، بل إنّ هذا الأب يتمتع بخلق جمّ وبشاشة وحسن استقبال حتى تمنيت أن أكون زوج ابنته.. وآخر يقول: ياليتنا نسلم من زوج ابنتي فلقد سبّب لنا الكثير من المشكلات.. وألجأني إلى دخول المحاكم.. وقد بلغت السبعين من العمر ما قد دخلتها إلا بسببه هداه الله
أخي: (ما أكرمهن إلا كريم، وخياركم خياركم لنسائكم أين أنت من هذا؟ أليس من إكرام الزوجة وتطييب خاطرها أن تكرم أهلها؟ ينتظر منك ما هو أكبر في كل ما من شأنه إسعادهم وتقديرهم وإكرامهم..
أخي: أكرم أهلها وستجد أثر ذلك في خلق زوجتك.. وستأوي إلى ركن شديد إذا حدثت مشكلات – لا سمح الله بينك وبين زوجتك.. ذكر لي أحد الأزواج أن زوجته تغيرت عليه عندما همّ بالتعدد.. وخير من أسعفه في تطمين زوجته أهلها..
هل تصدّق أخي أنّ أمها هي من تصبّرها وتقول لها: مهما كانت الأمور فهو زوجك، وكأنه ابني غمرنا بأخلاقه ومعروفه طيلة السنين الماضية ولازال.. استتب أمن بيته عن طريق أهل زوجته فكانوا خير عون له.. ليس هذا ضرب من الخيال بل هي مواقف وقفت عليها بنفسي.. شتان بينه وبين من يسبّ ويشتم أهل زوجته أمامها.. ولم يسلم عليهم منذ زمن.. ولا يعلمون بقدوم ابنتهم إلا إذا قرعت الباب أو وجدت الباب مفتوحاً فدخلت عليهم فجأة.. أيها الزوج الكريم: لا تخسر أهل زوجتك واكسبهم في صفّك فهم أهلك وهم أصهارك وهم أجداد أولادك وأخوالهم ومن يرأف بهم.. أما رأيت أم الزوجة كيف تحتضن أولادك وتقبلهم ومن الحلوى تهديهم وتعطيهم..
أخي: زد هذا ببرّك إياهم وإكرامهم وتقديرهم وسترى زوجتك شيئاً آخر وفقك الله وأعانك وسددك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد