الورع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد

 

أخواتي:

 

دعونا نبحر في عالم قد يكون غريب.......... غريب في حياتنا المنفتحة هذه التي لم تترك لنا باب إلا ورمتنا فيه........... هذا العالم المنفتح جعلنا نبصر الأمور على غير حقيقتها فاختلت الموازين وتدهور الحال إنه عالم التقى والورع..

 

وقبل الدخول في هذا الموضوع إليكم هذه المقدمة المهمة..

 

إن الإنسان عندما ينظر ويتأمل حال الأمم والمجتمعات التي انتهت كقوم نوح وعاد وثمود فيرى كأنما كل من فيها يتسابق إلى الشر إلى الإثم والعدوان قويهم وضعيفهم سواء.

 

والمتأمل لمجتمعنا هذا يجد العجب العجاب! وكأننا في سباق ومنافسة محمومة نحو الجديد كل جديد بغض النظر عن كونه حلال أو حرام القينا خلفنا كل تدقيق وتمحيص.. إلا من رحم ربي.

 

ولنخذ مثال من واقعنا نحن النساء..

 

فما أن نرى قصة شعر أو موضة غريبة في اللباس أو غيره.. يسارع البعض في تقليدها والتمسك بها بدون أي تفكير أو تمعن لم تحمله هذه الموضة من مخالفات في ديننا.. فمع تطور وسائل الاتصالات وتوفر كتب الفتاوى إلا أن البعض لم يكلف نفسه البحث عن الحكم الشرعي لهذه الأمور.. وغالبا ما تؤخذ هذه الموضة من عالم غربي يسعى ليل نهار لتجريدنا من هويتنا الإسلامية... فهل نكون نحن النساء البوابة الكبرى لما يريده منا!!

 

فما هو الورع؟

 

إن الورع هو التقى والعفاف والبعد عن مواطن الريبة والشبهة والشك، فترك الشبهات التي لا نعلم هل هي حلال أم حرام وكل ما تتنازعه الأدلة من الكتاب والسنة وتتجاذبه فالإمساك عنه ورع،

 

الورع المشروع هو ترك ما قد يضر في الدار الآخرة وهو ترك المحرمات والشبهات التي لا يستلزم تركها ترك ما فعله أرجح منها كالواجبات..

 

الورع.. هو أن نجعل بيننا وبين الحرام حاجز... هو أن نترك أمور نخشى أن تقودنا إلى الحرام... هو أن نبتعد عن أمور لا ندري هل هي محرمة أم حلال....

 

الورع... كلمة بسيطة تحمل معها معاني عظيمة تحمل معها صفة جليلة، القليل قد يسعى لها ويحققها في ذاته

 

وما أجمل أن نربط الحقائق والمعاني بالواقع الذي نعيشه فمثلا:

 

امرأة تريد صبغ حواجبها بلون أشقر فهي لا تدري هل هو حلال أم حرام واختلفت أقوال بعض العلماء فيه وبعض العلماء منعه للخوف والحيطة هنا يكون الورع... عندما تمتنع المرأة من صبغ حواجبها وتترك ذلك خوفاً من الوقوع في الحرام.

 

ولنقيس على هذا المثل الكثير من الأمور التي قد نقف عندها طويلا ولا نعلم حكمها..

 

وهذا هو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: \"دع ما يريبك إلى مالا يريبك\" [واه النسائي].

 

وأيضا قوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الذي يوضح معنى الورع: عن أبي عبد الله النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \"إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه إلا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب\" [واه البخاري ومسلم]

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply