نعم لا تتعجب من هذا العنوان يا من تغتاب الناس فإني والله أبشرك بشرى عظيمة بالزيادة, إني أعلم أن هناك قلة قليلة فقط ممن يخاف الله هم الذين ينكرون عليك سوء عملك في الأكل من لحوم الناس..
ولكن لا تأبه لأحد وخذ كلامي هذا فإني أبشرك، فأنت والله أهل لهذه البشرى، هل أبشرك بروح وريحان أم أبشرك برب راض عنك غير غضبان، أم أبشرك بحور الجنان. (لا لا لا)..
إني سأبشرك بزيادة لم تكن تتوقعها: إنها زيادة في ميزان سيئاتك إنها زيادة في أعمالك السيئة إنها زيادة في الآثام إنها زيادة من الأوزار التي ستحملها على ظهرك أنت ومن هو على شاكلتك وساء ما تزرون وما تحملون.
أبشر بزيادة السيئات وأبشر بالنقصان في الحسنات، وهل تحسب أن الذين نهشت لحومهم ووقعت في أعراضهم ستذهب حقوقهم سدى (أبدا وحاشا وألف كلا ولا)..
فالله هو الحكم العدل و- سبحانه - لا يظلم أحداً، ربنا هو الذي سيأخذ حقوقهم منك وستذهب سيئاتهم في ميزانك وستذهب حسناتك في موازينهم، نعم أيها المغتاب ستذهب حسناتك أدراج الرياح وسيجعلها الله هباءً منثوراً..
ستذهب مجالس الذكر وستذهب الدروس وستذهب الدعوة وأعمال البر وستذهب الصدقات.. سيتقاسم الناس حسناتك يوم القيام وستكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثها وستقعد ملوما مخذولا..
نعم إنك تستحق كل هذا، كيف لا وقد استحللت أعراض المسلمين وانتهكت محارم الله (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)، إني أعلم أنك تتورع عن الزنا والربا والسرقة وشرب الخمر والفواحش كلها، لكنك جاهرت بمعصيتك ونهشت لحوم المسلمين ولا سيما الشباب الصالح وأهل الخير من الناس..
إنك وإن أثنى عليك الناس وإن أظهرت العمل الطيب الصالح فأنت إنما تخادع الله بهذا، قال رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: (المسلم على السلم حرام دمه وماله وعرضه)..
إن عرض المسلم يا مغتاب أعظم حرمة عند الله من مكة البلد الحرام في الشهر الحرام في اليوم الحرام!.
تذكر أيها الرجل أنك إن لم تتب من ذكرك لإخوانك بالسوء أنك ستكب على وجهك في جهنم (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)..
مالك لعيوب إخوانك مالك ولذكرهم بالسوء، أما علمت أنك ما تلفظ من قول إلا لديك رقيب عتيد، أما علمت أن لك رب يحاسب على مثاقيل الذرات..
أما علمت أن الذين يغتابون الناس يخمشون وجوههم بأظافر من حديد يوم القيامة جراء أكلهم للحوم إخوانهم..
وأعظم من هذا أيها المغتاب أن تفتري على إخوانك كذبا أو ترميهم بما ليس فيهم بلا برهان ولا سلطان، فبهذا تكون من الخاسرين: (إن الذي يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثماً مبينا)..
فالبدار البدار للتوبة يا أخ الإسلام قبل أن تأتيك منيتك وتقوم قيامتك فتنادي رباه ارجعون..فانظر لنفسك أي طريق تختار إما إلى الجنة وإما إلى النار..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد